الكرامة: عشرات المنازل المقامة على أراضي الخزينة بلا خدمتي المياه والكهرباء -فيديو

 حابس العدوان  الشونة الجنوبية - الم وحزن كبير يخيم على قلب الحاجة ام صالح التي تجلس كل يوم أمام البيت تراقب وصول ابنها يونس وعودته، بعد أن جرى سجنه بسبب استجراره التيار الكهربائي بطريقة غير مشروعة، وعجزه عن دفع الغرامة المالية الكبيرة، لتمضي مع ابنتها تعد الساعات والأيام بانتظار الإفراج عنه. فاجعة ام صالح تكمن في أن ابنها معلم مدرسة، وحتما سيفقد وظيفته بعد أن تم الحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر، مضيفة أن الأجواء الحارة خلال فصل الصيف، وعدم السماح لهم بايصال التيار الكهربائي، لانهم يقطنون على أراضي الخزينة دفع ابنها لايصال الكهرباء من الشبكة كآلاف الأسر الفقيرة في اللواء، ولم يكن يعلم أن عواقبها ستكون السجن وفقدان الوظيفة التي يعيشون منها. ويسكن المنطقة التي تحيط بسد الكرامة ما يزيد على 50 عائلة، دفعتهم ظروف المعيشة منذ زمن إلى بناء المنازل في أراض جزء منها للخزينة والجزء الأخر أراض مملوكة، سيما وان عملهم في تربية المواشي يحتم عليهم السكن بعيدا عن التجمعات السكنية التي لا يجدون فيها المساحة الكافية لرعي أغنامهم ومبيتها. حال الحاجة ام صالح هو حال عشرات الأسر في منطقة سد الكرامة، والذين يشكون من نقص الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء، وافتقار المنطقة للطرق المعبدة ما يسبب معاناة كبيرة لهم. ويصف عبدالله الملطعة حال سكان المنطقة بأنه" صعب للغاية"، خاصة خلال أشهر الصيف في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب وجود الكهرباء أو المياه، لافتا إلى أن معاناتهم طويلة مضى عليها ما يزيد على 50 عاما، رغم مطالباتهم المتكررة للمعنيين بضرورة توفير الخدمات اللازمة. ويبين الملطعة، أن جميع السكان يشترون مياه الشرب من الصهاريج التي تبيعهم المتر الواحد باربعة دنانير، في حين ما زالوا يستخدمون وسائل الإضاءة التقليدية التي تعمل على الكاز، موضحا أن هذا الأمر يزيد من أعباء الأسر المادية والتي يعاني بعضها من أوضاع صعبة للغاية. ويرى صالح البوشي أن الأهالي يقاسون أوضاعا صعبة جدا سواء في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، أو في الشتاء ببرده القارس والشوارع التي تتحول إلى مستنقعات مياه، لافتا إلى أن هذا الأمر يضعهم بين أمرين اما الاستمرار في المعاناة أو المغامرة باستجرار التيار الكهربائي بطرق غير مشروعة ما قد يكبدهم غرامات مالية كبيرة أو يودي بهم إلى السجون. ويقول البوشي"المفارقة العجيبة ان شبكة الكهرباء لا تبعد عن منازلهم سوى 100 متر أو اقل، وان بعض المزارع جرى فعلا إيصال التيار الكهربائي لها،" مشددا على ضرورة توفير خدمات الماء والكهرباء للمواطنين وتمكينهم من الحصول على لقمة العيش بدلا من ان يصبحوا علاة على المجتمع. ويؤكد السكان أن مجلس الوزراء اصدر قرارا قبل أكثر من شهر بالسماح للسكان المقيمين على أراضي الخزينة بايصال الخدمات لهم، إلا أن المعنيين في اللواء يرفضون بحجة عدم وجود أي تعليمات. وبحسب مدير مكتب كهرباء الشونة الجنوبية غازي الشنيكات، فان ايصال التيار الكهربائي لاي منزل يحتاج إلى موافقات تنظيمية سواء من دائرة الأراضي أو البلدية أو السلطة، مشيرا إلى أن أي منازل مقامة على أراضي الخزينة لا يمكن ايصال التيار الكهربائي لها. وأكد قائلا انه "لم تردنا كشركة توزيع كهرباء أية تعليمات بالسماح بايصال التيار الكهربائي لمثل هذه الحالات". ;feature=youtu.beاضافة اعلان