الكرامة يوم نصر وعزة

تطل على الأردنيين في الحادي والعشرين من شهر آذار، الذكرى الخمسون لمعركة الكرامة الخالدة، ذكرى لا تزيدها الأيام والسنون إلا تعظيماً وعزة، تضيء للأردنيين والعرب درب التضحية والفداء عن الأوطان، ذكرى دحر المعتدي وهزيمته بعد أن حاول عبور نهر الأردن معززاً بروح الغطرسة ومنطق القوة والرغبة في التوسع وزهو الانتصارات. هذه الروح التي سادت لدى " الجيش الذي لا يقهر" بعد هزيمة الجيوش العربية الثلاثة في حرب حزيران 1967، ومحاولاً الإفادة من المزاج العربي العام المحبط والفاقد للأمل وذي الروح المعنوية المتدنية، لتظهر هذه المعركة أن عزيمة الأبطال الذين ذادوا عن القدس في اللطرون وباب الواد وعلى أعتاب القدس ومقدساتها، ووقعوا وثيقة استلام حارة اليهود العام 1948 التي تنص على إلقاء اليهود السلاح وتسليمه للجيش العربي، وأخذ جميع المحاربين اليهود من الرجال أسرى حرب، وسيطرة الجيش العربي الأردني على الأحياء اليهودية في القدس القديمة..، هي عزيمة لا تلين، وأن الإرادة والتصميم على النصر في المعركة لها الغلبة على المعتدي ودحره، وهزيمته، وأن حسن التخطيط والتنفيذ وإدارة المعركة، هي عوامل مهمة لتحقيق النصر وبلوغ الهدف.اضافة اعلان
يوم الكرامة مناسبة يستذكر فيها الأردنيون كيف حققت كوكبة من أبطال الجيش العربي بقيادة الراحل الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وبدمائهم الزكية، النصر على الأعداء الطامعين . يوم يؤكد فيه أبناء الأردن تلاحم نضالهم البطولي، وبدمائهم الزكية، مع أشقائهم الفلسطينيين، يسطرون أروع الأمثلة في التصدي للمحتل وإفشال مخططاته التوسعية، وليحققوا نصراً مبيناً غدا رمزاً من رموز الكرامة العربية، ومعلماً من معالم حماية الأوطان.
كان يوم الكرامة أصدق تعبير عن محبة الأردنيين لوطنهم ولقيادتهم الهاشمية، ننطلق من خلاله نحو تحقيق معاني الرفعة والعزم للنهوض بالأردن وتقدمه، والارتقاء بإنسانه من خلال التفاني في العمل الجاد المخلص، و تعزيز مفاهيم العطاء والإبداع والتميز في مناحي الحياة : السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية.
لقد شكّلت الكرامة، بشجاعة قيادتها وبدماء شهدائها وبسالة جيشها،وبنتائجها العسكرية والنفسية علامة مضيئة في سفر المعارك العربية البطولية، ونقطة تحوّل مهمة في بناء الثقة، وإعادة الأمل والكرامة للإنسان العربي، وتجسيداً حياً على إفشال سياسات الأمر الواقع الذي تخطط له إسرائيل .
ستظل الكرامة شاهداً على عظمة الأردنيين، وذودهم في الدفاع عن وطنهم، وعلى قدرتهم في تحويل الصعاب والتحديات الى فرص للنصر والإنجاز، وستظل الكرامة أكبر من الحروف والكلمات .
رحم الله شهداء الكرامة، وسلام على قائدها الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وحمى الله الأردن وأهله من كل سوء . وسلام على أمهات الشهداء وأمهات الأردنيين جميعاً.