الكرة في ملعب نجوم الوحدات

يبحث فريق الوحدات عن "النصر" في مستهل مشاركته بدوري أبطال آسيا، اليوم... تلك البطولة التي كانت تشكل حلما جميلا لمختلف الفرق الأردنية للمشاركة فيها، بعد أن استعصت محاولاتها السابقة وخرجت جميعا من الأدوار التمهيدية وفشلت في العبور إلى دور المجموعات، الذي سيفرض على الوحدات خوض 6 مباريات "3 ذهابا و3 إيابا" مع فرق النصر السعودي والسد القطري وفولاذ خورسان الايراني. "على الورق"، جاءت توقعات الخبراء في ظل الإمكانيات والقدرات والسجل التاريخي، لتضع الوحدات في المرتبة الأخيرة في مجموعته الرابعة، وقلصت كثيرا من حظوظه بإمكانية الانتقال إلى دور الستة عشر، في أهم مسابقة آسيوية على صعيد الأندية، وهذا الأمر ربما يمنح الوحدات بعضا من الحوافز الإضافية، لإثبات عدم صحة التوقعات، والتقليل من الضغط النفسي عليه، والتأكيد أن الكرة تعطي من يعطيها. يدخل الوحدات البطولة باعتباره بطلا لدوري المحترفين في الموسم الماضي، وفي جعبته 51 لقبا محليا في 41 عاما، وبسجل خال تماما من أي إنجاز عربي وآسيوي، رغم ظهوره الإيجابي في بعض المشاركات السابقة، والأهم أنه يدخل المسابقة بسقف متواضع من الطموحات التنافسية، إذ إن تأهله لدور الستة عشر "إن تحقق"، سيكون بمثابة إنجاز تاريخي للوحدات وللكرة الأردنية على حد سواء. لا أحد ينتظر أو يطالب الوحدات بالمنافسة على لقب البطولة، فذلك هدف يصعب على جميع أنديتنا تحقيقه، إذ لا مجال للمقارنة بينها وبين نخبة الأندية الآسيوية في غرب وشرق القارة، لكن الجميع ينتظر من الوحدات أن يقف "في حدود إمكانياته" ندا قويا لفرق مجموعته، ولا يجسد فيها دور "الحمل الوديع" أو "جسر العبور"، رغم أن كثيرا من المباريات في مختلف مسابقات العالم قد تأتي بنتائج ثقيلة لفرق كبيرة، فكيف الحال بالفرق متواضعة الإمكانيات؟. برأيي أن "النصر" على النصر السعودي له أهمية كبيرة، لأنه سيشكل بداية قوية تمنح الفريق دوافع معنوية كبيرة تساعده في المرحلة المقبلة، كما أنه ليس بـ"المهمة المستحيلة" بمقدار ما هو أمر صعب يستوجب توفير جميع إمكانيات الفوز، والتعامل مع المنافس الشقيق بشيء من الحكمة والدهاء الكروي، بدءا من احترام قدراته من دون مبالغة أو تبخيس، ومن ثم امتلاك إرادة الفوز والقدرة على تسيير دفة المباراة بما يتناسب مع مقدرات لاعبي الوحدات والنصر على حد سواء. بإمكان الوحدات تحقيق النتيجة التي يصبو إليها، إذا تمتع لاعبوه بدرجة كافية من الالتزام التكتيكي والتركيز الذهني والحضور البدني والمهاري، وأداروا ظهرهم لكل التوقعات التي وضعتهم في موضع لا يتناسب مع طموحات الفريق وجماهيره الكبيرة. إذن، الكرة في ملعب نجوم الوحدات ليثبتوا أنهم "قدها وقدود"، وقادرون على تقديم الأفضل وإثبات حضورهم الآسيوي المشرف.اضافة اعلان