الكرك: احتجاجات توقف إنشاء قرية نموذجية لإسكان بدو رحل

figuur-i
figuur-i

هشال العضايله

الكرك- أثارت نية جمعية الإغاثة والمساعدة الإسلامية ومقرها بريطانيا، إنشاء قرية نموذجية لتوطين عشرات العائلات من البدو الرحل، في منطقة السنينة شرقي بلدات القصر والربة والسماكية وحمود بلواء القصر، احتجاجات شعبية بمحافظة الكرك. اضافة اعلان
يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرت فيه الجمعية بيانا أمس أكدت فيه أنه واستجابة لمطالب أهالي المنطقة قررت وقف تنفيذ المشروع.
وكانت جمعية الإغاثة البريطانية الإسلامية ومقرها مدينة برمنغهام، قررت بناء قرية نموذجية وفقا للمخططات الرسمية للقرية لتوطين زهاء خمسين أسرة من البدو الرحل، وعلى أرض مساحتها تبلغ زهاء 50 دونما. بتمويل من ممولين من إحدى دول الخليج العربي.
فقد عقدت العديد من الاجتماعات الشعبية في مدينتي القصر والربة شمالي المحافظة، للتعبير عن رفض السكان لقرار الجمعية انشاء القرية، مشيرين الى ان المشروع ينسجم مع صفقة القرن التي يتحدث عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء قضية اللاجئين في مناطق تواجدهم، سيما وان المشروع سيعمل على احضار قاطنين جدد من خارج المحافظة.
وطالبت فاعليات شعبية بالكرك الجهات الرسمية، بان يكون لها دور فاعل في هذه القضايا التي تستهدف الوحدة الوطنية، وخصوصا انها تأتي من جهات خارجية وليست من الجهات الرسمية الاردنية، مستغربين موافقة بعض الجهات على هذه المخططات.
وقال رئيس بلدية شيحان بلواء القصر طايل المجالي، إن هذا المشروع في جوهره سليم إلا أنه يجب تقديم توضيحات عن الجهة المستفيدة من هذه المساكن، لافتا إلى أن المشروع تم العمل عليه وإقراره من دون علم البلدية ومجلس المحافظة المنتخب في الكرك.
ولفت الى انه ولكون الأرض المستهدفة جزءا من المخطط التنظيمي للبلدية كان يجب وبالضرورة، أن تعلم البلدية وأن يتم استشارتها في هذا المشروع لأنه يحملها أعباء خدمية غير مخطط لها فنيا واداريا.
ولفت المجالي، الى ان هذه المشاريع يجب أن تأتي عن طريق الجهات الرسمية في وزارة التنمية الاجتماعية وليس من جمعيات عليها ملاحظات عديدة من قبل المواطنين. وبين أنه يمكن أن تقام مشاريع الإسكان للرحل كل في منطقته وليس تجميعهم في منطقة معينة تثير مخاوف السكان.
وأضاف المجالي، انه وبعد اللقاء مع صاحب المشروع بالجمعية، أكد أنه إذا أثارت هذه القضية كل هذا الرفض فإن الجمعية على استعداد لإلغاء المشروع كله.
وأشار ممثل جمعية الإغاثة الاسلامية البريطانية في الاردن الدكتور خالد حسين، إلى أن الجمعية اشترت الأرض والتي تبلغ مساحتها ما يقارب الخمسين دونما، من اجل توفير المسكن الملائم لما لا يقل عن خمسين اسرة من المواطنين الرحل في المرحلة الأولى من سكان الخيام وبتمويل يبلغ ستة ملايين دينار، إذ سيتم استخدام المبلغ المذكور لبناء خمسين وحدة سكنية مساحة البناء ثمانين مترا ومسجد ومدرسة وحفر آبار تجميع مياه، بحيث تكون هناك بئر لكل منزل.
وأشار العقيد المتقاعد عدوان المجالي، إلى أن الحق الانساني بالحياة الكريمة لأبناء الوطن جميعا دون تمييز أمر ضروري، مبينا ان الدعم الذي يستهدف الغالبية من الفقراء مهم أيضا في أن يكون مركزا على المشاريع الاستثمارية والخدمية التي تساهم في تحسين مستوى حياة المواطنين كل في منطقة سكنه.
وكانت عشيرة المجالي عقدت اجتماعا حاشدا أول من أمس بقاعة ديوان الشيخ عاطف المجالي وأصدرت بيانا تم فيه التأكيد على رفضها إقامة القرية لأن أهدافها تسودها الضبابية وعلامات الاستفهام، اضافة الى كونه مشروعا لا يخدم أبناء المنطقة ويثير حوله الشكوك والريبة والمخاوف.
وأكد البيان أن عشيرة المجالي وسكان لواء القصر يرفضون المشروع جملة وتفصيلا، ويطالبون بتوجيه تمويله لإنشاء مشاريع خدمية باللواء لأبناء المنطقة، أو إقامة مساكن للمستهدفين كل في منطقته فقط.
ولاحقا أصدرت الجمعية بيانا أمس أكدت فيه أنها قررت وقف العمل بمشروع القرية النموذجية والتي كان من المقرر إقامتها في منطقة السنينه بأراضي لواء القصر الكرك، استجابة إلى مطالب أهالي المنطقة.
وأشار البيان إلى ان الجمعية أوقفت العمل بالمشروع بشكل نهائي، رغبة في التوافق مع رغبة أهالي المنطقة في عدم تنفيذ المشروع.
ولفت البيان الى أن الجمعية بعد أن التقى ممثلها مع مجموعة طيبة من أهالي لواء القصر شيوخا ومسؤولين، تم بيان حقيقة وأهداف هذا المشروع، لكن نزولا عند رغبة أهالي القصر ولمنع الفرقة والإبقاء على محبة كافة أبناء الاردن الطيبين الكرماء، وحفظا على صلة الود معهم، تقرر وقف العمل في المشروع بشكل نهائي ومطلق ولا عودة عن هذا القرار.