الكرك: الجفاف وكورونا يحرمان أسرا مصدر رزقها من الأعشاب البرية

الكرك - تحالفت ظروف الجفاف وتردي الموسم المطري هذا العام مع تداعيات جائحة كورونا في حرمان مئات الاسر بمحافظة الكرك من مصدر رزقها الموسمي، في جمع والتقاط الاعشاب البرية التي كانت توفر لهم مبالغ مالية جيدة في فصل الربيع. وخلافا للعام الماضي ادى ضعف الهطل المطري الى عدم او ضعف انبات العديد من الاعشاب البرية التي يلتقطها المواطنون كل عام، اضافة الى ان ظروف الحظر ساهمت في منعهم من الحركة وخصوصا ايام الجمع وساعات المساء وهي الاوقات المناسبة لجمع الاعشاب البرية. وتعتمد العديد من الاسر بالكرك على تجميع احتياجاتها من الاعشاب البرية، وخصوصا البابونج والزعتر والجعدة والشيح وغيرها من الاعشاب الطبية، اضافة الى الاعشاب التي تستخدم في المطبخ الشعبي بالكرك، الا ان الموسم الحالي الذي يشهد ضعفا كبيرا بالهطل المطري حرمها مما توفره هذه الاعشاب. ويؤكد مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، ان معدل الهطل المطري بالكرك بلغ ما نسبته 40 بالمائة من المعدل السنوي فقط، مقارنة مع معدل هطول مطري العام الماضي كانت اعلى من المعدل السنوي بنسب كبيرة، مشيرا الى انه من المتوقع ان تساهم اي تساقطات للامطار مستقبلا في تحسين الموسم وخصوصا نمو النباتات البرية. و كانت تنشط خلال هذا الوقت من ايام الربيع كل عام عملية خروج عشرات افراد الاسر والعائلات للمناطق الجبلية والسهول والاودية المنتشرة بالمحافظة، لجمع والتقاط النباتات البرية المختلفة من زعتر وبابونج وخبيزة وفيتة وشيح وجعدة لاستخدامها في المطبخ الشعبي، لتكون جزءا من غذاء الاسر ودوائها كما هو معروف لدى غالبية المواطنين بالمحافظة، اضافة الى بيع الفائض منها الى التجار داخل المحافظة وخارجها، او للمواطنين الراغبين بشراء الاعشاب البرية. وقال المزارع احمد الجعافرة من سكان بلدة راكين شمالي محافظة الكرك، ان حظر التجول ايام الجمعة والتي قيدت حركة تنقل المواطنين ضمن الاجراءات الرسمية للوقاية من الوباء، اضافة الى تزامنها مع تراجع كميات الهطل المطري حد من ممارسة المئات لجمع الاعشاب البرية وممارسة عاداتهم السنوية بجمع النباتات الطبية والغذائية مثل الزعتر البري والبابونج والخبيزة واللفيتة، من الجبال والاودية والسهول، وهي التي تنمو بشكل جيد مع مواسم الامطار الجيدة، لافتا الى ان الاعشاب توفر دخلا جيدا لا يستهان به للعديد من الاسر. وتؤكد ام محمد من سكان بلدة الوسية، ان الاجراءات الرسمية التي اعلنتها الحكومة في سياق مكافحتها فيروس كورونا من حظر للتجول والحركة، وخصوصا ايام العطلة الرسمية يوم الجمعه، حرمت مئات الاسر بالمحافظة من القيام بما كانت تقوم به سنويا، من استغلال لما تجود به الطبيعة على الانسان، من الحصول على النباتات المختلفة، التي يحتاجها المواطن وخصوصا تلك التي توفر جزءا من الغذاء الدائم على المائدة، مثل الزعتر وغيرها من النباتات، اضافة الى تلك التي يستخدمها في علاجه مثل البابونج والشيح البري، وهي احدى اهم الاعشاب التي يتم التقاطها سنويا خلال هذه الفترة من العام. واضافت ان عملية جمع النباتات كانت تتم سنويا بشكل جماعي، حيث تشاهد مئات الاسر وهي منتشرة على التلال والاودية تجمع ما تحتاجه من الاعشاب البرية، لتكون جزءا من مخزونها بالمنزل، مؤكدة انها واسرتها نادرا ما كانت تشتري البابونج والزعتر من السوق، لانها كانت تجمعه من البرية التي يوجد فيها بشكل دائم. وقال المواطن راضي حسن، ان العام الحالي شهد تراجعا كبيرا بنمو النباتات البرية، نظرا لانخفاض كميات الامطار مما اسهم بالتاثير على العديد من الاسر، التي تنشط سنويا بجمعها اما للاستخدامات المنزلية او ليعها للتجار كمادة الزعتر والبابونج، مما يوفر دخلا موسميا ينتظره العشرات من الافراد الذين يمارسون الاعمال الموسمية، اضافة الى تاثير الحظر للوقاية من الوباء، الذي حرمهم من الخروج من المنازل لجمع النباتات البرية وخصوصا ايام الجمع. ولفت الى ان هذه الظروف جعلت الاعشاب المتوفرة رغم ندرتها متاحة لرعي المواشي فقط، التي لا يشملها الحظر والتي كانت تسابق المواطنين الى رعي الاعشاب البرية. ويؤكد الخبير الزراعي المهندس قدر العمرو، ان معدل الهطل المطري لهذا العام اقل من الاعوام السابقة حيث لم يتجاوز معدله نصف المعدل السنوي، الامر الذي اثر بشكل كبير على عملية الانبات للاعشاب البرية والرعوية، مما حرم الاسر من الاستمتاع والتنزه في الغابات وجمع النباتات الطبية، اضافة الى تأثيره على مربي المواشي من حيث ضعف النباتات الرعوية. واشارت المهندسة الزراعية كرم القسوس الى اهمية الاعشاب البرية بمائدة الاسرة الاردنية وتنوعها الغذائي، اضافة الى كونها صيدلية الدواء المنزلية الطبيعية، موضحة حرص غالبية الاسر الى العمل الجماعي بجمعها وتخزينيها، كونه يشكل مصدرا غذائيا صحيا ودخلا معيشيا للغالبية، ودواء شعبيا للكثير من الامراض وخاصة بفصل الشتاء .اضافة اعلان