الكرك.. "الحفائر المائية" ملجأ مربي المواشي

هشال العضايلة

جعلت الأمطار الغزيرة التي هطلت على المناطق الشرقية بمحافظة الكرك والمحافظات الجنوبية، من هذه المناطق، مقصدا لمربي الماشية بسبب نمو المراعي المبكر فيها وتوفر كميات من المياه لسقاية مواشيهم بعد امتلاء الحفائر الترابية بمياه الأمطار.

وفي وقت مبكر من الموسم الحالي، انتعشت آمال المربين بامتلاء الحفائر والسدود الترابية المنتشرة بتلك المناطق، ما يعني توفيرا مبكرا للمراعي والأعلاف الرعوية التي تنبت بالصحراء مع بداية الموسم المطري وتخفف على مربي الماشية من كلف الأعلاف التي يشترونها بأسعار مرتفعة، وخصوصا مع تقديم الأعلاف يوميا طوال العام بسبب مواسم الجفاف الأخيرة. وهطلت كميات كبيرة من الأمطار على مناطق شرقي محافظة الكرك، التي يعد الهطول المطري فيها نادرا، وتصل نسبة الهطول السنوي فيها إلى حوالي 75 ملم، وسجلت مناطق لواء القطرانة أعلى هطول مطري منذ سنوات طويلة. وامتلأت كامل السدود والحفائر الترابية الموجودة بالمنطقة وعددها زهاء 16 حفيرة وسدا تمتد على طول الخط الشرقي لمحافظة الكرك، إضافة إلى بعض السدود غير الرسمية التي تتواجد على مجاري الأودية. وبحسب مسؤولين ومربي ماشية بالكرك، فإن امتلاء تلك السدود إضافة إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار، عجلا من نمو المراعي وإنبات الأعلاف الرعوية بالصحراء، ويسهم ذلك في توفير كميات كبيرة من الأعلاف التي ترعاها الماشية لفترة طويلة تمتد لنهاية شهر آذار (مارس)، وهو ما ينعكس أيضا في تقليل الكلفة على مربي الماشية، إضافة إلى توفر المياه لسقاية تلك المواشي. وقال عفاش العمامرة من سكان منطقة باير شرقي لواء القطرانة، إن مناطق شرقي الكرك أصبحت مقصدا لمربي المواشي، لأجل توفير الأعلاف الطبيعية لمواشيهم منذ بدء موسم الإنبات الرعوي؛ حيث تتوافر كميات جيدة من المراعي هناك، مشيرا الى أن أصحاب المواشي يجدون كميات كافية من المياه في السدود الترابية والحفائر التي امتلأ أغلبها بمياه الأمطار الأخيرة، إضافة الى توفر الرعي للمواشي. وأضاف أن الأوضاع بالفترة الأخيرة بالنسبة لمربي الماشية كانت صعبة بسبب اضطرارهم الى تقديم العليقة العلفية للمواشي طوال العام في ظل غياب المراعي الطبيعية ومواسم الجفاف التي لم تساعد على إنبات المحاصيل الحقلية التي كانت توفر أيضا كميات جيدة من الأعلاف والمراعي. وبين أن أعدادا كبيرة من المواشي تتواجد في المناطق الشرقية الآن، وهي ستجد لها الأعلاف الكافية لفترة طويلة تمتد الى منتصف آذار (مارس) المقبل، وبعدها تعود هذه المواشي الى مواقعها السابقة في مناطق الكرك والقطرانة وغيرهما من المناطق التي تبدأ فيها المراعي بفترة شهري آذار (مارس) ونيسان (ابريل). وأشار مربي الماشية علي الحجايا من الوادي الأبيض، إلى أن موسم الأمطار الجيد في المناطق الشرقية يؤدي الى نمو مراع واسعة من الأعشاب البرية لرعي المواشي وتوفير جزء كبير من كلفة تربية الماشية، لافتا الى أن مربي الأغنام والإبل بمناطق القطرانة والأبيض والحسا يقصدون الآن المناطق الشرقية، حيث وفرة المياه وبداية إنبات الأعشاب. واعتاد مربو الماشية بالكرك ومناطق البادية في سنوات الهطول المطري الجيد، نقل مواشيهم إلى مراعي الصحراء لفترة من الوقت لمناطق باير والحسا والأبيض والقطرانة وغيرها من مناطق الصحراء. وقال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، إنه وعلى امتداد الأودية شرقي محافظة الكرك توجد الحفائر والسدود الترابية التي قامت وزارتا الزراعة والمياه وفرق القوات المسلحة بحفرها خلال السنوات الأخيرة، لتجميع مياه الأمطار المتدفقة من الصحراء في مجاري الأودية. وبين الطراونة أن تلك الحفائر امتلأت بعد تساقط الأمطار الغزير بالمناطق الصحراوية خلال الفترة الماضية، ما يوفر المياه الكافية لسقي المواشي خلال العام الحالي، إضافة الى توفير النباتات الرعوية التي تحتاجها المواشي خلال الفترة الحالية من الموسم وتوفر كميات مهمة من الأعلاف. وأشار إلى أن وجود الحفائر الترابية على امتداد خط رعي المواشي والإبل يسهم بالتخفيف من أعباء مربي المواشي في عملية نقل المياه لمواشيهم، حيث كانوا يقومون بنقل المياه بواسطة صهاريج لمسافات طويلة من خطوط الأنابيب بمناطق القطرانة والأبيض والحسا والسلطاني، ومع وجود الحفائر يصبح الماء متوفرا في مناطق تجمع أصحاب الثروة الحيوانية. وقال مربي الماشية علي بني عطية من لواء القطرانة، إن الأمطار الغزيرة وامتلاء السدود الترابية بمختلف مناطق اللواء والمناطق الشرقية، أسهما في إنبات مساحات واسعة من الأعلاف الرعوية التي تنبت بالصحراء وتسهم في تقليل كلف تربية المواشي، ما جعل مربي الماشية يقصدونها خلال الأيام الأخيرة، مؤكدا أن الحفائر الترابية توجد في المناطق الشرقية، وخصوصا في مناطق رعي الإبل والمواشي، مما يوفر على المربين كلفة وعناء نقل المياه لمسافات طويلة.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان