الكرك: تراجع إنتاج القمح والشعير لانخفاض المعدل المطري

هشال العضايلة

الكرك – تراجع انتاج المحاصيل الحقلية بمحافظة الكرك العام الحالي بشكل كبير، قياسا إلى معدل الانتاج السنوي من محصولي القمح والشعير والبالغ زهاء 5500 طن، ما ألحق بالمزارعين خسائر كبيرة وفقا للعديد من المزارعين. اضافة اعلان
وأكد مزارعون أن المحصول للعام الحالي والبالغ الفي طن، وبسبب تراجع كميات التساقط المطري تضرر كثيرا من حيث الكمية والنوعية، وخصوصا في محصول القمح.
وكان مزارعون قد توقعوا بداية الموسم انخفاض انتاج القمح والشعير، بمختلف مناطق المحافظة، بسبب ضعف معدلات هطول الامطار وتفاوتها خلال الموسم، إضافة إلى انتشار آفة دودة الزرع في ما نبت من المحاصيل الحقلية، ما أدى إلى نقص الكميات الموردة إلى مركز استلام المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الصناعة والتجارة.
وقال رئيس لجنة استلام المحاصيل الحقلية لإقليم الجنوب مدير صناعة وتجارة الكرك بالوكالة محمد الصعوب، ان الكميات المستلمة حتى الآن بلغت 700 طن من مادة القمح وحوالي 1300 طن من الشعير، ما مجموعه ألفي طن فقط، في حين بلغت كميات المحاصيل المستلمة العام الماضي 2660 طنا، من محصولي القمح والشعير.
وكانت وزارة الصناعة قد اعلنت منتصف شهر أيار (مايو) الماضي، بدء استلام المحاصيل الحقلية من المزارعين بمراكز الاستلام الثلاثة بالوسط والشمال والجنوب، وبأسعار العام الماضي.
وشهدت الاعوام الثلاثة الماضية تراجعا كبيرا على المحاصيل الحقلية فمنذ العام 2015 استلم المركز 5400 طن من المحاصيل، تراجعت الكميات سنويا لتصل إلى معدل 2500 طن خلال العامين الماضيين. لتصل العام الحالي الى الفي طن فقط.
وبين الصعوب، أن المركز استلم الكميات من المزارعين من خلال مركز الاستلام التابع لمستودعات الوزارة بالكرك، لافتا إلى ان الاجهزة الرسمية تقوم بشراء المحاصيل الحقلية بأسعار العام الماضي، بحيث يتم شراء القمح البذار بسعر 500 دينار للطن، والقمح المواني 420 دينارا للطن، والشعير البذار بسعر 420 دينارا للطن، والشعير العلفي 370 دينارا للطن العام الماضي.
ولفت إلى أن المزارعين يحصلون على مستحقاتهم المالية مباشرة وفور الانتهاء من الاجراءات الرسمية لعملية بيع المحصول للوزارة، مشيرا إلى أن 75 % من المزارعين الذين قاموا بتوريد محاصيلهم للمركز استلموا مستحقاتهم.
وكان مزارعون بالكرك طالبوا الحكومة ووزارة الزراعة بالعمل على معاملة مزارعي المحاصيل الحقلية أسوة ببقية المزارعين في حالة الضرر الطبيعي، مؤكدين ان منطقة الجنوب كلها اصابها حالة جفاف ألحق الضرر بالمحاصيل الحقلية، وهي حالة مشابهة لحالة الصقيع الذي يضرب المحاصيل بالأغوار، ويتم تعويض المزارعين عن الخسائر التي تلحق بهم.
وأكد المزارع عمر حسين، من المزار الجنوبي، أن زراعة المحاصيل الحقلية العام الحالي، الحقت بالمزارعين خسائر مالية كبيرة بسبب الجفاف، لافتا إلى أن زراعة أكثر من خمسة دونمات لم تعط أكثر من 50 كيلو قمحا، في حين أن سنوات سابقة كانت تعطي المزارع 200 كيلو من القمح. مشيرا إلى إن على الحكومة تعويض المزارعين اسوة ببقية المزارعين بالمملكة.
وأشار المزارع مفيد المجالي، إلى إن زراعة المحاصيل الحقلية تتعرض للخسائر سنويا، لافتا إلى انه قام بتسليم 30 طنا من القمح العام الماضي للمركز، لافتا إلى انه وبسبب ضعف الموسم الحالي لم يستطع توريد اي كمية للمركز، لأنه لم يحدث انبات للمحاصيل الحقلية منذ بداية الموسم، ما تكبد خسائر مالية كبيرة تقدر بأكثر من خمسة الاف دينار.
وطالب المجالي وزارة الزراعة بالعمل على تعويض المزارعين للمحاصيل الحقلية بمحافظات الجنوب الذين تضرروا من ضعف معدلات هطول الامطار وتلف وهلاك المحاصيل التي زرعوها اسوة ببقية المزارعين بالمملكة.
واكد المزارع احمد الحباشنة، أن العام الحالي شهد تراجعا كبيرا في كميات المحاصيل الحقلية بسبب انخفاض كميات الامطار، واصابة مساحات واسعة من الحقول بدودة الزرع، مشيرا إلى أن تردي المحصول لانخفاض الانتاجية يؤدي إلى خسائر كبيرة على المزارعين. لافتا إلى أن الكميات التي انبتت كانت فقط عبارة عن محصول القش لعدم وجود حبوب القمح والشعير بالمحصول.
وأكد الحباشنة، أن غالبية مزارعي الحبوب بالكرك، تعرضوا خلال السنوات الماضية للخسائر المالية، ولم يعد بمقدورهم الاستمرار بزراعة القمح والشعير، مطالبا بمساعدة المزارعين وتقديم الدعم لهم، على اعتبار أن القمح خصوصا من المحاصيل الاستراتيجية. مستغربا أن يتم تقديم الدعم لمزارعي الخضار والفواكه في حال تضرر موسمهم من البرد والصقيع ولا يتم تعويض مزارعي الحبوب.
وكان رئيس مجلس المحافظة صايل المجالي، أكد في وقت سابق لـ "الغد"، أن المجلس يتابع الحالة الصعبة التي يعيشها المزارعون بالكرك، وخصوصا مزارعي المحاصيل الحقلية هذا العام، بسبب ضعف الهطل المطري لفترة طويلة، والتي أدت إلى هلاك المحاصيل الحقلية.
وبين أن المجلس التقى المزارعين واستمع إلى مطالبهم، لافتا إلى أن المجلس التقى وزير الزراعة وقدم شرحا حول الحالة للزراعات الحقلية بمحافظة الكرك، ومختلف محافظات الجنوب، التي تضررت الزراعات الحقلية فيها، مشيرا إلى أن هناك وعدا بدراسة رسمية للوضع الخاص بالمزارعين لاتخاذ القرار المناسب بخصوصه.
وتشير إحصائيات مديرية زراعة الكرك، إلى أن مساحة الاراضي التي زرعت بالمحاصيل الحقلية بمحافظة الكرك هذا العام بلغت نحو 210 آلاف دونم، منها 90 ألف دونم من القمح، إضافة إلى 120 ألف دونم من الشعير.