الكرك: غياب للنشاط الحزبي التقليدي في الحراك الانتخابي

هشال العضايلة

الكرك- رغم أن محافظة الكرك تتسم بالنشاط السياسي الحزبي التقليدي، إلا أن هذا النشاط بدا غائبا في الحراك الانتخابي هذا العام لصالح العامل "العشائري"، وهو ما أرجعه ناشطون وحزبيون الى إحجام غالبية الأحزاب والقوى النقابية عن المشاركة بالانتخابات كتعبير عن رفضها قانون الانتخاب.اضافة اعلان
ومع انتهاء عطلة العيد، بدأت الأجواء الانتخابية بالسخونة أكثر، حيث ازدادت لقاءات واجتماعات العشائر، إضافة إلى بروز بعض الأسماء المرشحة لخوض الانتخابات. فقد عقدت عدة عشائر اجتماعات خاصة بها في مناطق قصبة الكرك ولواء المزار الجنوبي ولواء القصر والأغوار الجنوبية للتباحث في موضوع الانتخابات حتى أن بعضها أفرز مرشحا لها.
ويؤكد ناشطون سياسيون بالكرك أن السمة البارزة للانتخابات هذا العام هي السمة العشائرية بشكل مطلق، رغم وجود بعض المرشحين من أصحاب التوجهات السياسية خارج إطار الأحزاب.
ويشير محللون إلى أن الحراك الانتخابي بدأ لدى العشائر الكبيرة التي اعتادت تاريخيا أن يكون لها مرشحون لخوض الانتخابات، ونواب في المجلس طوال الدورات البرلمانية السابقة. وأشارت الأرقام الخاصة بالناخبين المسجلين للمشاركة بالانتخابات بمحافظة الكرك إلى أن المحافظة كانت الأعلى في نسبة الحصول على البطاقة الانتخابية والتســجيل للمشاركة بنـسبة زادت على 98 %، حيث وصل عدد الناخبين المسجلين إلى 124 ألفا من أصل 126 ألف ناخب وناخبة بالمحافظة التي تضم ست دوائر انتخابية لها عشرة مقاعد إضافة الى مقعد الكوتا النسائية. ويدلل هذا الرقم المرتفع بحسب محللين على أن المنافسة هذا العام سوف تكون مرتفعة بين العشائر والمرشحين لخوض الانتخابات رغم دعوات المقاطعة. ومن الملاحظ أن الاهتمام الشعبي بمحافظة الكرك حول الانتخابات ينصب على الدوائر الفرعية، فيما يجري إهمال الحديث عن القائمة الوطنية. كما عقدت عدة هيئات وملتقيات شبابية وثقافية وشعبية اجتماعات لبحث قضية الانتخابات، وعبر المشاركون بالاجتماعات عن أملهم أن تكون الانتخابات المقبلة نقطة انطلاق للمسيرة الديمقراطية من حيث اعتماد النزاهة والشفافية وعدم التزوير، وإطلاق الحرية للخيارات الشعبية باختيار المرشحين.
ومن الملاحظ أن هناك حالة من الارتياح الشعبي بمختلف مناطق المحافظة بسبب غياب مرشحين من العيار الثقيل والذي احتكروا  تاريخيا مقاعد المحافظة وباتوا  يمثلون أزمة بالمجتمعات المحلية من خلال ترشحهم ومنع ترشح أية شخصية صاعدة وخصوصا من بين الشباب، حيث من المتوقع أن تخوض هذه الشخصيات الانتخابات على القائمة الوطنية ما يساهم في زيادة المنافسة على الدوائر الفرعية بألوية المحافظة. وعلى الصعيد الحزبي بالمحافظة وخصوصا أحزاب المعارضة، فما تزال غالبية الأحزاب بانتظار القرار المركزي لها بخصوص المشاركة من عدمها، للبدء بالمشاركة بالفعاليات الانتخابية وخصوصا بين العشائر.
ويأمل ناخبون وسكان في مختلف مناطق محافظة الكرك أن تجد شعارات ووعود يطلقها المرشحون طريقا إلى الاهتمام والتطبيق، خلافا لما جرت العادة مع النواب السابقين.
ويؤكد سكان في الكرك أن على النواب القادمين احترام  وعي الناخبين في المحافظة، والعمل على الاهتمام ولو بجزء يسير من الوعود والشعارات التي يطلقونها. ويدعو بلال المعايطة المرشحين إلى أن يقوموا بالعمل على تنفيذ كل ما يطالبون به في حملتهم الانتخابية، وخصوصا في قضايا الشباب والعمال والمزارعين والخدمات المختلفة في المحافظة التي تعاني من تدهور في البنية التحتية.
وشدد المعايطة على أن لدى الناس تجارب مرة مع النواب السابقين الذين يغادرون المحافظة فور فوزهم دون عودة، ما يبقي حسرة وألما وإحباطا لدى الناس بكل العملية الانتخابية في كل مرة يقومون فيها بانتخاب شخص وإيصاله للمجلس.
ويشير جميل أبو قديري من سكان بلدة الربة الى أن على النواب الالتزام بكل ما يطلقونه من شعارات خلال عملهم في المجلس، وإلا أصبح النائب في موقع غير ملائم لدى الناس.
ولا يخفي محمد الجعافرة من لواء المزار الجنوبي خيبة أمله من كل الشعارات التي يرفعها المرشحون بداية العملية الانتخابية، لأنها ليست مجالا للتطبيق رغم تواضع بعضها وغياب الشعارات الكبيرة التي كانت ترفع سابقا.

[email protected]