الكرك: كورونا تفقد سيدات البازارات أماكن تسويق منتجاتهن الشعبية

سيدات يعرضن منتجاتهن الشعبية في أحد البازارات السابقة بالكرك-(ارشيفية)
سيدات يعرضن منتجاتهن الشعبية في أحد البازارات السابقة بالكرك-(ارشيفية)
هشال العضايلة الكرك – افقدت ظروف مكافحة فيروس كورونا مئات السيدات في مختلف مناطق المحافظة، مساحات واماكن تسويق منتجاتهن الشعبية، التي كن يقمن بعرضها في هذه الاماكن التي يتم توفيرها بشكل دائم في العديد من المواقع بالمحافظة وخصوصا تلك التي توفرها الجمعيات الخيرية ووزارة السياحة. ومع بدء جائجة كورونا في شهر آذار (مارس)الماضي، غابت البازارات والاسواق الشعبية في مختلف المواقع حيث كانت توفر فرصا لمئات السيدات من المحافظة لعرض وبيع منتجاتهن المختلفة، التي تشمل الاغذية والملابس والحرف والتحف والاشغال اليدوية والمنتجات الغذائية الموسمية، وخصوصا منتجات الالبان والسمن والجميد والمخللات بمختلف اصنافها. وباتت هؤلاء السيدات يقمن ببيع المنتجات في حدود ضيقة ما اعادهن الى ضيق العيش والظروف المالية الصعبة، بعد ان كانت تلك الاسواق توفر لهن ما يكفيهن واسرهم من المال طوال العام. وتؤكد ام فيصل، احدى السيدات العاملات في انتاج مختلف المواد الغذائية المنزلية وبيعها من خلال الاسواق والبازارات، التي تنظمها الجمعيات والمؤسسات المختلفة بالكرك، انه مع تعطل الحياة العامة منذ بدء انتشار جائحة كورونا توقفت الاسواق والبازارات، التي كانت تشكل فرصة وحيدة لجميع السيدات والناشطات بتسويق المنتجات والحق بهن ضررا كبيرا بعد فقدان هذه الاسواق، مشيرة الى ان مئات الاسر والعائلات كانت تعتاش على هذه الاسواق، التي كانت تشكل مساحة ممتازة لسيدات يعلن اسرهن لاسباب مختلفة. واشارت الى انها كانت وبعض افراد اسرتها يعتمدون على هذه الاسواق التي تنظم بمحيط قلعة الكرك عدة مرات، او بالمؤسسات المختلفة، وخصوصا الجمعيات الخيرية وهي المساحة التي اختفت نهائيا الان، وباتت تعمل على التواصل مع المعارف لبيع المنتجات من الخبز والجميد والسمن ومختلف انواع الحبوب، التي يتم استعمالها بالمأكولات الشعبية بمحافظة الكرك، مؤكدة ان عملها كان يدر عليها دخلا جيدا ولم تكن بحاجة الى اي مساعدة. واشارت الناشطة ومنسقة مبادرة "ايادي الكركيات الذهبية" وعد المحادين انها ومع مجموعة من السيدات وخريجات الجامعات اللواتي لم يحصلن على فرصة للعمل وما زلن عاطلات عن العمل منذ سنوات عديدة قمن بتنظيم هذه المبادرة للعمل على تعليم الفتيات والسيدات على انتاج المنتوجات الشعبية المختلفة، وبيعها من خلال تنظيم الاسواق الشعبية والبازارات الدائمة باماكن مختلفة، مؤكدة انه تم تنظيم العديد من الاسواق الشعبية، والتي وفرت مساحة وفرصة لعرض منتوجات الفتيات والسيدات والتي وفرت لهم دخلا مناسبا دون البحث عن الوظيفة. وبينت ان المبادرة تهدف الى تمكين المرأة الريفية اقتصاديا واجتماعيا، وتوفير فرص العمل الخاصة بكل منهن وفقا لظروفها الاجتماعية والاقتصادية، لافتة الى ان المبادرة تشمل اطلاق مشاريع فردية أو تعاونية جماعية بين السيدات والشابات المشاركات، بحسب الخبرات المجتمعية المتوفرة لكل منهن، في مجالات الصناعات والمنتجات الغذائية المحلية مثل: الالبان والسمن والجميد وكل مشتقات الحبوب والقمح والصناعات المحلية والتراثيات والفنون التشكيلية المحلية، باستخدام المواد الأولية المتوفرة محليا مثل الخشب وبقايا الاشجار. وأكدت المحادين، أن المبادرة كانت تسعى إلى اقامة معرض دائم لمنتجات السيدات المشاركات بالمبادرة داخل مدينة الكرك وعلى بوابات قلعة الكرك والساحة الخارجية، وخصوصا لافتقار المنطقة إلى متحف للحياة الشعبية، والذي يستقطب الزوار والسياح للقلعة والمدينة . الا ان ظروف الجائحة الغت كل تلك المشاريع وافقدت السيدات مساحات التسويق للمنتجات وبالتالي الدخل المالي الذي تعتمد عليه اسرهن . وقال مدير سياحة الكرك محمود الصعوب، ان المديرية كانت تنظم بالتنسيق مع العديد من الهيئات والمؤسسات المحلية اكثر من اربع اسواق وبازارات شعبية خلال العام في منطقة الساحات الامامية لقلعة الكرك، وهي الان توقفت نهائيا بسبب ظروف الكورونا. ولفت الى ان وزارة السياحة كانت تهدف من تلك الاسواق الشعبية والبازارات، ان توفر فرصة لعرض المنتجات الشعبية لابناء المحافظة، وخصوصا السيدات اللواتي يعملن في المشغولات الشعبية والطعام الشعبي وغيرها من التحف الشعبية، مشيرا الى انها كانت هذه تمثل فرصة اضافة للمنتج السياحي للسياح من خارج الوطن وداخله ايضا. واشار الى ان الامل بان تنتهي ظروف الكورونا الطارئة وتعود الى تنظيم مثل هذه الاسواق التي كانت تشهد حضورا شعبيا كبيرا، وخصوصا انها كانت تشمل توفير كل المنتجات الشعبية والتي تنتجها السيدات بالكرك، والتي تغيب عن الحياة اليومية للمواطنين ويحصلون عليها من الاسواق الشعبية التي ينتظرها الجميع. وتشير الإحصاءات الرسمية الى ان معدل البطالة العامة بمحافظة الكرك بلغ العام الماضي زهاء 15 بالمائة، بيد أن معدل البطالة بين الإناث مرتفع ويصل الى حوالي 23 بالمائة. وغالبا ما تقوم الفتيات والسيدات بالمشاركة في البازارات والاسواق الشعبية، التي يتم تنظيمها لعرض المنتجات التي يتم إنتاجها بالمنزل من قبل تلك الفتيات والسيدات، في خطوة لتجاوز واقع البطالة الذي تعيشه المئات من الفتيات والسيدات بالمحافظة.اضافة اعلان