الكرك: مزارعو "العينا" يعيشون كابوس اجتياح الأمطار لمزارعهم وتدمير طرقها وقنواتها

هشال العضايلة

الكرك- يشكو مزارعون وسكان في منطقة العينا الزراعية بلواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك، من استمرار تردي أوضاع طرق وقنوات الري الزراعية، التي تتعرض في مواسم المطر للانجرافات، وتجعل العمل في المزارع وخدمتها مستحيلة.اضافة اعلان
وأكدوا أن قضية الطرق وقنوات الري الزراعية، التي هي في أغلبها ترابية، ما تزال كما هي منذ سنوات، رغم الشكاوى المستمرة بشأنها، مشيرين إلى أنه وفي غالبية المواسم يواجهون صعوبة في الوصول الى مزارعهم والعمل فيها، خصوصا في الشتاء، إذ تتساقط الأمطار وتؤدي لإغلاق الطرق، ولتدميرها أحيانا بشكل كبير.
وعند تساقط كميات كبيرة من الأمطار على منطقة العينا الزراعية التي تشتهر بزراعة الزيتون والجوافة والرمان والخضراوات، بخاصة البندورة والفول، تحدث فيضانات كبيرة تداهم المنطقة، مؤدية لإلحاق الضرر بالبنية التحتية لمرافق وممتلكات المواطنين.
وكانت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة بداية العام الحالي داهمت المنطقة، ما أدى لإلحاق الضرر في المزارع والبساتين والطرق الزراعية، وقنوات المياه وعبارات تصريف الأمطار التي أغلقت بالكامل، ولم تستوعب كميات المياه الكبيرة التي تتدفق من المناطق الشرقية، في حين تعرضت حظائر مواش هناك للضرر، ما دفع بمزارعين الى إنقاذ مواشيهم وإخراجها من المنطقة، لحين انتهاء الحالة الجوية.
وأكد مزارعون، أنهم ما يزالون حتى الآن ينتظرون نتائج زيارات لمسؤولين حكوميين، للكشف على أضرار الانجرافات، التي أتت على الطرق الزراعية والقنوات، لافتين الى أن هناك طرقا زراعية لا تخدم المزارعين، وتحتاج لإعادة تأهيل وفتح وإزالة أنقاض وتنظيف قنوات ري وتجديد بعضها.
وكانت لجنة رسمية مشكلة من مديريات الأشغال العامة والإسكان والزراعة وغيرها من المؤسسات المعنية، زارت منطقة العينا بداية العام الحالي، واطلعت على حالها، وما أصابها من أضرار جراء اجتياح مياه السيول للمنطقة، وأعدت تقريرا رسميا بخصوص ذلك.
وقال المزارع راضي العبادلة، إن أوضاع الطرق الزراعية هناك، أصبحت وبفعل الأمطار وعدم الاهتمام، غير صالحة لخدمة المزارعين والأهالي، وهي ما تزال على حالها منذ فترة طويلة، من دون أن تفتح الجهات المعنية طرقا أو تعيد تأهيل الموجودة أساسا، مشيرا الى أن المزراعين يعانون في الوصول الى مزارعهم يوميا.
ولفت الى أن هناك ضرورة لفتح الطرق، وتحسين وتجديد وصيانة قنوات الري الزراعية التي تتكرر عمليات دفنها تحت ردم الانجرافات التي تحدث في مواسم الأمطار، مشددا على أهمية تجنيب المنطقة نهائيا آثار السيول.
وأشار المزارع موسى النعيمات من سكان ذات رأس، الى أن المزارعين يعانون غياب الصيانة الدائمة لقنوات الري الزراعية، التي يعتمد عليها المزارعون في ري مزارعهم، والتي تقع على مساحات كبيرة، منوها الى المطالبات الكثيرة من المزارعين للجهات الرسمية سنويا، لحل هذه المعضلة، ولكن دون جدوى.
ولفت الى أن مزارع تدمرت بنيتها التحتية بشكل شبه نهائي بداية العام الحالي جراء السيول التي داهمت المنطقة، رغم التحذيرات الدائمة بضرورة عمل مصدات للمياه فيها، إضافة الى تعرض حظائر فيها للخراب.
وأكد النعيمات، أن عبارت واقعة على الطرق الزارعية الداخلية في المنطقة والمؤدية لمختلف المزارع ما تزال مغلقة، في حين أغلق مزارعون طرقا بالحجارة، حرصا على تجنيب مزارعهم الخراب، كما حدث الموسم الماضي، مشيرا الى أن الطرق الزراعية ما تزال ترابية وبحاجة الى تعبيد لمنع خرابها، أسوة ببقية الطرق الزراعية في المحافظة.
وأشار المزارع محمد الجعافرة، الى أن المنطقة تعاني مداهمات السيول والمياه، وخصوصا في أسفل وادي الحسا، إذ بسببها تجرف كميات كبيرة من الأراضي الزراعية وقنوات وعيون المياه والطرق الزراعية، الى جانب تدمير بعض المزارع التي تجرف أشجارها جراء مياه السيول المندفعة والمحملة بكميات كبيرة من الحجارة والطين.
وطالب الجعافرة، الجهات الرسمية، بإعادة تأهيل المنطقة بما يمكنها من تجنب مياه السيول الجارفة التي تتعرض لها المنطقة خلال موسم الأمطار، مشيرا الى أن هناك حاجة لتوسعة العبارات ووضع عبارات صندوقية كبيرة، تستوعب مياه الأمطار بكميات كبيرة، وإعادة تأهيل قنوات المياه والعيون التي طمرت الفترة الماضية.
مدير أشغال لواء المزار الجنوبي المهندس ثائر المواجدة، أكد أن أشغال اللواء تنفذ سنويا صيانة للطرق الزراعية لخدمة المزارعين، مشيرا الى أن مشكلة هذه الطرق، تكمن في ضيق مساحتها، بحيث يصل عرضها الى 3م، بما لا يمكن من العمل فيها، بينما يكون الحد الأدنى لعرض الطرق النظامية 6م.
وبين أن هذه المساحة، خارج نطاق صلاحيات واختصاص الأشغال العامة، لافتا الى مطالبة المزارعين باستمرار، لتوسعة الطرق من أطراف البساتين بمساحة مترين من كل جهة، لتتمكن الأشغال من العمل في المنطقة، الذي يحتاج لتوسعة تنظيمية على المخططات وبموافقة الأطراف، وهذا لم يحدث للآن.
وأضاف أن ضيق الطريق، يمنع حتى كوادر الأشغال من العمل وسط البساتين، بسبب تدمير الآليات العاملة للأشجار وأنظمة الري الملاصقة للطرق الزراعية، في حين أن هناك شكاوى لمزارعين بخصوص صيانة الطرق.
وأكدت مديرة زراعة المزار الجنوبي المهندسة رائدة المعايطة، أن المديرية تتواصل بشكل دائم مع المزارعين بخصوص المشاريع التي يجري تنفيذها في المنطقة، بخاصة تحديث وتأهيل شبكة وقنوات الري الزراعية، مشيرة الى أن هناك زيارات ميدانية دائمة للتعرف على احتياجات المنطقة وتنفيذها.
وبينت أن هناك فريقا من الوزارة، زار المنطقة وعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على إنجاز خريطة تنظيمية لقنوات الري وأنابيب الري والطرق الزراعية فيها، لتحسين واقع خدمات المزارعين.