الكعك المنزلي.. طقوس تستهوي الصغار والكبار وأشكال تجسد خروف العيد

كعك العيد - (ارشيفية)
كعك العيد - (ارشيفية)

تغريد السعايدة

عمان- مع بدء العد التنازلي لأيام عيد الأضحى المبارك، تستعد عائلات لتحضير كعك العيد الذي يضفي أجواء من البهجة على الصغار والكبار بسبب طقوسه المفرحة.اضافة اعلان
وعلى الرغم من وجود المئات من المحلات التي تقوم بتحضير المعمول، تحرص سيدات على تجهيزه في المنزل، وأحيانا الاستفادة ماديا من خلال بيعه عن طريق "التواصي"، وبعضهن يقمن بتسويقه عن طريق صفحات "فيسبوك".
أم أوس، وقبل أيام، حضرت كميات كبيرة من السميد والطحين والتمر والفستق والجوز، وكل ما يلزم لإتمام عملية تجهيز المعمول، ولكنها تحرص دائما على أن تُشرك أطفالها في عملها، كجزء من طقوس العيد والاستمتاع بعمل الحلويات.
واختبرت أم أوس هذه الطقوس منذ طفولتها، وما تزال تحمل الكثير من الذكريات مع عائلتها، وترغب في أن يعيش أطفالها اللحظات الجميلة ذاتها.
وبمشاركة أطفالها الثلاثة، بدأت أم أوس قبل أسبوع تقريباً عملية تحضير كعك العيد بكميات كبيرة، لتوزيع جزء على الجيران والأقارب؛ إذ يقوم الأطفال بهذه المهمة ليتعلموا معنى التراحم في هذه الأيام المبهجة.
بيد أن سناء أحمد التي تقوم كذلك بعمل كميات من المعمول، تحرص في عيد الأضحى تحديداً على مشاركة أطفالها كونها تحضر كعك "الكوكيز" على شكل خروف العيد، والذي يعد رمزاً لعيد الأضحى.
ويعتقد كثيرون أن عيد الأضحى لا يشترط فيه وجود كعك العيد، كون ذبح الأضاحي وتوزيعها هو الأساس، إلا أن سناء قامت بعمل أشكال مختلفة، وجهزت كعكا بشكل خروف العيد، خاصة بعد أن شاهدته في أحد محال الحلويات، ولم ترغب بشرائه كونه "مرتفع الثمن" مقارنة بما لو قامت هي بتجهيزه.
ولأن معمول العيد يعد ضيافة أساسية في الأعياد والمناسبات، فإن أغلب العائلات تقوم كذلك بإرساله إلى الأرحام والأقارب كنوع من "المعايدة"، وهذا يجعل من استهلاك كميات كبيرة منه واضحا خلال هذه الأيام. لذا، تُفضل أريج جمال أن تهدي أخواتها وأخوات زوجها أنواعا مختلفة من الكعك، والذي يوفر العبء المادي على الطرفين؛ إذ يتم تبادل المعايدات فيما بينهم وإهداء المعمول أو الشوكولاته، وحتى توزيع الأضاحي فيما بعد.
وتشتري أريج هذه الأيام كمية من المعمول وتقوم بتوزيعها، فيما تقوم إحدى أخواتها بمعايدتها بنوع مختلف من الشوكولاته، وأخرى بالعصائر، وبهذا تقوم بمشاركة العائلة، وبهذا تقل الأعباء المالية مع وجود ترابط صلة الرحم وتذكر الآخرين وتوطيد أواصر الأخوة والمحبة فيما بينهم بأيام العيد.
الاستشاري الأسري، مفيد سرحان، يرى أن العيدية ليست مادية فقط، وعلى اختلافها فإنها تسهم في نشر المحبة بين أفراد المجتمع وبين الأرحام، عدا عن كونها بالفعل جزءا من توفير متطلبات العيد في الأسرة، ومن شأنها أن تنشر السعادة في نفوس الأطفال تحديداً.
ويعتبر سرحان أن العيدية في مضمونها تحمل معاني سامية وجميلة، فيها تعبير عن الحب والتكافل الاجتماعي، وإسعاد الآخرين، وأن هناك من يتذكرهم في تقديم الهدايا لهم، مبينا أهمية الالتفات لقيمة العيدية المعنوية، وليس المادية.
ولكون الأطفال بهجة العيد لأنهم يستشعرون جمال تفاصيله وينتظرونه بفارغ الصبر، فإن كعك العيد جزء لا يتجزأ من هذه التفاصيل. وتتحدث الاختصاصية التربوية ومؤلفة قصص الأطفال، الدكتورة مجدولين خلف، عن ذكرياتها مع كعك ومعمول العيد، وتقول "أتذكر ونحن صغار كم كنا نستعد لعمل الكعك والمعمول مع الوالده وكانت تقسمنا الى مجموعات ومعنا أطفال الجيران، كل منا له مهمة". وتضيف "أحدهم يعجن العجوة وآخر يبرمها حبلاً طويلاً ثم يقطعها وآخر يكسو هذه القطع بالسميد، ومن ثم دور النقش والزخرفة على ما تم عمله".
وتعتقد خلف أن هذه الجلسات الممتعة في صناعة الكعك البيتي بكل ما فيها من مزايا، تعود على الطفل بكثير من الفائدة أهمها؛ تقوية الروابط الاجتماعية، تنمية فن المحادثة بين الأفراد المجتمعين، التعاون داخل افراد الأسرة الواحدة مع آخرين من خارج الأسرة، الشعور بالمتعة بما أنجز، تنمية حاسة الذوق لديه، وابتكار أشكال هندسية متعددة هرمية ودائرية وغير ذلك".
وعلاوةً على ذلك، تنصح خلف الأمهات بالعودة إلى عمل الكعك والمعمول في البيت مع الأطفال؛ إذ إن هذا العمل يستهويهم لأنه يُشغل بمحبة وليس فرضا عليهم، إضافة لتعلم الطفل صنع الحلوى التراثية والمفيدة، عدا عن التوفير المادي الذي قد تجنيه الأسرة من ذلك.