الكلاسيكو.. عبر ودروس

انشغل عشاق كرة القدم على مدار الأيام القليلة الماضية، بمتابعة المباراة المهمة بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة ضمن الدوري الاسباني "الليغا"، فحظيت المباراة بحضور جماهيري ودخل مادي استثنائي، وإن لم يكن مستواها الفني بتلك القوة المعتادة، بعد أن انتهى الشوط الأول كما يريد برشلونة سلبي النتيجة، لكن برشلونة استغل حالة الضياع التي عانى منها الميرينغي في الشوط الثاني، وكلفه ذلك الخروج خاسرا بثلاثية نظيفة، قلصّت كثيرا من إمكانية منافسته على اللقب الذي توج به في النسخة الماضية، وبات السؤال إذا ما كان في مقدور الريال تعويض فارق 14 نقطة يتخلف بها عن غريمه التقليدي متصدر البطولة "هناك مباراة مؤجلة للريال"، أم أن الفارق سيتسع وسينافس "البرسا" نفسه حتى إعلان فوزه باللقب مبكرا؟.اضافة اعلان
الخسارة بالثلاثة قد تكون أشبه بـ"حالة طلاق" مدريدية للقب، ومع ذلك فإن خطط النادي تسير كما هي، إذ يستمتع لاعبو ريال مدريد بعطلة لمدة 7 أيام على أن يعود "الملكي" للمران في 30 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، وكما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، فإن لاعبي الريال سيستغلون هذه العطلة للراحة وإعادة شحن طاقاتهم، ثم يعودون للتدريبات، بخطة عمل خاصة كي لا يفقدون لياقتهم البدنية تزامنا مع أيام الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة.
من جانبه يرى رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز أن العام 2017 كان الأفضل في تاريخ "الميرينغي" من حيث عدد الألقاب، حيث فاز بخمسة ألقاب هي: دوري الأبطال للمرة 12، الليغا للمرة 33، كأس السوبر الأوروبي، كأس السوبر الإسباني، كأس العالم للأندية.
أهم ما قاله بيريز هو: "نشعر، نحن المدريديين، بالفخر بفريقنا وبمدربنا زين الدين زيدان. هم يشكلون جزءا من أسطورة ريال مدريد وإرثه".
هكذا هو الاعداد النفسي للاعبين، الذين لا يتم تركهم عرضة لهجوم وسائل الإعلام والجماهير.. أنظروا إلى ما قاله المدرب زين الدين زيدان، رغم اصراره على مشاركة المهاجم كريم بنزيمة، الذي يعاني من صافرات الاستهجان من قبل جماهيره بعد تراجع مستواه كثيرا.. يقول زيدان: "لست نادما على شيء، أنا هنا للاختيار واتخاذ القرارات. لن أندم على شيء. أعلم أنهم سيصبون غضبهم علي غدا، ولكن هذه هي كرة القدم".
وتابع "ما حدث لن يغير من طريقتي في التفكير، هذا كان قراري وأتحمل عواقبه كاملة... أنا أدافع دوما عن لاعبي فريقي. ما حدث مع بنزيمة أمر طبيعي مع لاعب كبير يمر بفتر سيئة. اثق فيه. أنا لا استسلم أبدا ولا هو كذلك أو باقي اللاعبين".
ما جرى في المباراة الماضية يمثل آخر صفحات العام الحالي بالنسبة للريال.. عام صاغ فيه الانجازات الكبيرة واعتلت الابتسامة وجوه نجومه وأنصاره وهم يعتلون منصات التتويج، لكن الجمهور وهو يعبر عن أسفه لخسارة الكلاسيكو، وكأنه يقول أن مثل هذه الخسارة تعادل خسارة لقب لأنها من برشلونة تحديدا.