الكلاسيكو والإنتخابات الفرنسية

تصادف وجود انتخابات الرئاسة الفرنسية ومباراة الكلاسيكو بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة في يوم واحد هو الأحد الماضي.
تابعت عبر أكثر من قناة تلفزيونية مهمة الانتخابات الفرنسية التي تعنينا في كل قضايانا للثقل الفرنسي كدولة كبرى، خاصة وأن فيها أكثر من 5 ملايين عربي ومسلم لهم تأثير مهم على الحياة الفرنسية، خاصة وأن موضوع التطرف والإرهاب كان في طليعة الأمور المطروحة لدى معظم المرشحين للرئاسة.اضافة اعلان
درس حقيقي في الديمقراطية والتنافس الذي تتحقق فيه فرص إعلامية تكاد تكون متساوية للجميع خاصة الأجهزة الإعلامية الرسمية للدولة.
ساعة بعد ساعة تزداد حمى هذه الانتخابات وتصدر استطلاعات الرأي العام التي ترشح هذا أو ذاك من المرشحين يصاحبها تقارير رياضية تتحدث أيضا عن كل جوانب المباراة.
ومع سخونة الأجواء الانتخابية، كنا نتابع أخبار المباراة المنتظرة بين الفريقين المتنافسين، والتي يتابعها جمهور لا يقل عن جمهور مباريات بطولة أبطال الدوري الأوروبي.
في اتصالات تلفونية مع عدد من الزملاء من عشاق اللعبة والفريقين وهم كثيرون جدا، وجدت أنهم لم يتابعوا أو مروا مجرد مرور على الانتخابات الفرنسية وأنهم يتابعون كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمباراة.
لقد أصبح واضحا أن الناس قد ملوا السياسة وأنهم يلجأون إلى الرياضة أو بالأحرى لكرة القدم، لأن متعتها تنسيهم هموم الحياة والمعاناة، ولأن الإعلام السياسي مليء بالأخبار الصادمة والويلات التي يؤدي تكرارها اليومي عبر وسائل الإعلام إلى الإحباط والبؤس.
بعض الناس تعتبر الكلاسيكو متعة ما بعدها متعة، نظرا لمستوى الفريقين، ولوجود العديد من النجوم المرموقين المحببين إليهم في هذين الفريقين، حيث يجذبان عددا لا حصر له من عشاق الكرة في العالم.
هناك من عشاق الفريقين من يعتبر أن مثل هذا اليوم بمثابة عيد خاص بهم ولهم طقوس وبرامج خاصة تسير جنبا إلى جنب قبل المباراة وخلالها وبعدها خاصة ردود الأفعال بعد الفوز أو الخسارة.
تابع جمهور عالمي انتخابات الرئاسة الفرنسية لكن وفقاً لكل المعطيات، فالجمهور الذي تابع برشلونة وريال مدريد كان أكبر، ما يدل على أهمية اللعبة كظاهرة إنسانية فاعلة ومؤثرة في حياة الشعوب كافة.
المباراة انتهت بفوز برشلونة والجولة الأولى انحصرت بين مرشحين اثنين، وفي الحدثين نجحت الديمقراطية والروح الرياضية في بلاد الديمقراطية وهي الأهم.