الكورة: حريق يلون منطقة وادي زياد السياحية بالسواد

أحمد التميمي

إربد- تلونت منطقة وادي زياد السياحية في لواء الكورة التي كان يؤمها مئات المواطنين أسبوعيا بالأسود بعد حريق كبير يوم اول من امس أتى على الأشجار الحرجية والمثمرة المحيطة بالينابيع.اضافة اعلان
وتعتبر المناطق التي أتى الحريق عليها وجهة للمواطنين نهاية الأسبوع للتنزه وقضاء وقت فراغهم، فيما تعتبر الأشجار الحرجية التي أتت الحرائق عليها مظلة يستظل المتنزهين تحتها هربا من ارتفاع درجات الحرارة.
وتمكنت كوادر الإطفاء في مديرية دفاع مدني غرب اربد وبإسناد من مديريات شرق اربد وعجلون وجرش وقوات درك الشمال ووزارة الزراعة من إخماد حريق شب في أعشاب جافة وأشجار حرجية ومثمرة ومحاصيل زراعية بمنطقة دير أبي سعيد /الزمالية قُدرت مساحته بـ"1200" دونم.
وقال الباحث الأكاديمي والخبير في علوم البيئة الطبيعية رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور احمد جبر الشريدة، إن الحرائق في فصل الصيف بلواء الكورة تهدد الغطاء النباتي وتقضي على الأشجار الحرجية والمثمرة.
وأضاف الشريدة، إن الحرائق أتت على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية والمثمرة في لواء الكورة والتي كانت مقصدا لآلاف المتنزهين في فصل الصيف وما تشكلها تلك الأشجار من مظلة يجلس تحتها المتنزهون للاستمتاع بجمالية المناطق.
وأشار إلى أن الحريق أتى على منطقة يؤمها مئات المتنزهين في فصل الصيف وهي منطقة عين البيضاء بوادي أبو زياد وأتى الحريق على ما يقارب 150 دون من أشجار الزيتون و150 دونما من أشجار الرمان والليمون، إضافة إلى 300 دونم من الأشجار الحرجية المعمرة (السرو والصنوبر) والتي يتجاوز عمرها الـ20 عاما و700 دون من الأعشاب الجافة.
وأكد الشريدة، أن كوادر الدفاع المدني بذلوا جهودا كبيرة في إطفاء الحرائق، إلا أن قوة الرياح وعدم وجود طريق زراعية أعاقت حركة سيارات الإطفاء وبالتالي امتداد الحريق على أجزاء واسعة في المنطقة.
ولفت إلى أن المنطقة توشحت باللون الأسود بعد ان كانت تغطيها خضار الأشجار الحرجية والمثمرة، مما يستدعي من كافة الجهات المعنية العمل على فتح الطرق الزراعية في المنطقة وإيجاد فواصل ترابية للحد من حوادث الحرائق التي تتكرر بشكل سنوي.
وقال الشريدة إن الحرائق الذي يشهدها اللواء تسجل ضد مجهول، لافتا إلى أن أسباب الحرائق في اللواء إما أن تكون مباشرة أو غير مباشرة والمتمثلة بقيام مزارعين بمحاولة حرق الأعشاب الجافة ونتيجة سرعة الرياح يفقدون السيطرة على الحريق ويتسبب بحرائق كبيرة.
أما السبب المباشر، فهو ناجم عن أعقاب سجائر من المواطنين في المنطقة ويؤدي إلى اشتعال الحرائق، إضافة إلى افتعال حرائق من قبل مواطنين من اجل الاستفادة من مادة الحطب، الأمر الذي يتطلب تشديد الرقابة على الغابات الحرجية.
وأكد الشريدة أن تخفيض أعداد موظفي الحراج في الآونة الأخيرة تسبب بغياب الرقابة على الغابات الحرجية، مما يستدعي تعزيز المناطق الحرجية بموظفي حراج وآليات للسيطرة على أي حريق مستقبلا.
وقال المواطن احمد الزعبي من بلدة جفين في لواء الكورة، إن الحريق تسبب بخسائر فادحة لمزارع الرمان والليمون وأشجار الزيتون، مؤكدا أن انتشار الأعشاب الجافة على طول المزارع في المنطقة تسبب بانتشار الحرائق والحيلولة دون السيطرة عليه.
وأكد الزعبي، أن العديد من المزارعين طالبوا وزارتي الزراعة والأشغال من أجل فتح طرق زراعية لمناطقهم من أجل العناية بها لوصول الآليات إليها، إلا أنه لم يتم فتح تلك الطرق، مما يتسبب بخسائر سنوية للمزارعين.
وأشار إلى أن هناك العديد من خلايا النحل في المنطقة التي قام أصحابها بنقلها إليها من اجل الاستفادة من ثمار الأشجار لإنتاج العسل، إلا أن الحرائق أتت عليها وتسببت بتلفها.
ودعا الزعبي وزارة الزراعة إلى ضرورة جرف الأعشاب الجافة قبل بدء فصل الصيف من خلال عمل فواصل ترابية ما بين الأعشاب الجافة لعدم امتداد الحرائق في حال نشوبها وتخصيص موظفين لإزالة الأعشاب الجافة.
بدوره، قال مصدر في زراعة لواء الكورة، إن الحرائق تزداد في فصل الصيف بسبب الأعشاب الجافة، مؤكدا أن كوادر المديرية تقوم بالاستمرار بتقليم الأشجار الحرجية للتخفيف من الأضرار، التي يمكن أن تخلفها الحرائق التي تزداد في فصل الصيف.
وأشار المصدر إلى أن الحريق الأخير أتى على مئات الدونمات من الأشجار الحرجية والمثمرة والمحاصيل الزراعية، مؤكدا أن وعورة المنطقة وعدم وجود طرق زراعية تحول في كثير من الأحيان من انتشار الحرائق.
وأكد المصدر أن المديرية وبالتعاون مع مديرية الأشغال قامت بفتح بعض الشوارع في المنطقة تسهيلا للمزارعين للوصول إلى مزارعهم، وأيضا كخطوط نار لمنع انتشار الحرائق.
بدوره، قال رئيس مجلس محافظة إربد الدكتور عمر المقابلة، إن تخفيض موازنة قطاع الأشغال لعدة سنوات حالت دون تنفيذ مشاريع فتح طرق زراعية بالعديد من الأولوية ومن ضمنها لواء الكورة.
وقال المقابلة، إن مئات الطرق الزراعية في محافظة إربد بحاجة إلى فتح خدمة للمزارعين للوصول إلى أراضيهم من جهة وآليات الجهات المعنية للوصول إلى الغابات في حال اندلاع حرائق.
وأضاف المقابلة، أن لواء الكورة يتمتع بجمالية مواقعها السياحية والأثرية ويؤمها مئات المواطنين في فصل الربيع والصيف، إلا أن عدم وجود طرق تؤدي لتلك المواقع تسبب بحرمان المواطنين من الوصول إلى تلك المواقع وخصوصا ينابيع المياه الطبيعية المنتشرة في اللواء.
وبذلت فرق الإطفاء تساندها قوات الدرك جهودا مضنية في عمليات إخماد الحريق والسيطرة عليه وذلك لوعورة المنطقة التي تتصف بالتضاريس الصعبة ولم ينتج عن الحريق أي إصابات بالأرواح.