الكويتي لم يكذب ونقول ذات كلامه

لم يخطئ السياسي الكويتي عبد الحميد دشتي حين تحدث بجرأة قائلا اننا نأخذ منحا بالمليارات وشعبنا جائع لكننا نقيم حفلات تكريم للفنانات، والرجل قال كلاما يقوله الأردنيون كل يوم.اضافة اعلان
غضبة الكويتي، هي ذات الغضب التي شهدناها في الأردن بعد حفل تكريم الفنانات الذي جرى بعد أيام من استشهاد ثلة من رجالات الأردن في السلط، ودمهم ما يزال حياً، لكن بعضنا يستصعب الكلام كونه يتدفق عبر الحدود من بلد عربي عزيز، هذا على الرغم من ان مئات الاف التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي الأردنية، تحدثت بالمنطق ذاته.
ذات السياسي الكويتي زاد قائلا "اعوذ بالله من ان أكون شامتا بالوضع الاقتصادي في الأردن، لكن هل يعقل ان يسير الشباب العاطلون عشرات الكيلو مترات وتقوم أمانة عمان بإقامة حفل استفزازي لعدد من المجهولات، لسنا ضد الأردن ولا الأردنيين، نحن ضد الفساد والسرقة واستعباد الشعوب وإفقار البشر في كل مكان؟؟".
توقيت الحفل وشكله الذي أقيم في عمان، كان كارثة، اذ ان الأولى تكريم أمهات الشهداء في الأردن، او حتى تكريم المبدعين والمواهب، او أي فنانين أردنيين، او حتى اطلاق مبادرة ثقافية محترمة، او الإعلان عن منح دراسية لعدد من الطلبة، او ترميم البيوت في عمان وعجلون واربد والاغوار ومعان والبادية الجنوبية، او حتى تخصيص المال، مهما كان كثيرا او قليلا، لتحسين أي خدمة يتم تقديمها الى الناس.
تخرج علينا إحدى المكرمات وتهدد انها سوف ترفع دعاوى قضائية ضد عشرات الأردنيين الذين تعرضوا لها، والمشكلة هنا، ليست في التي جاءت لتبيعنا شعبيتها الهشة، بل في من اعتبرها نموذجا يراد بيعه على الناس، باعتبار ان الاحتفال لا يكتمل الا بهذه او تلك، هذا على الرغم من وجود قامات فنية عربية تستحق ان يتم تكريمها، بدلا من الأسماء التي تمت دعوتها الى عمان، ولدينا عشرات الأسماء العربية والأردنية التي يقبلها الناس.
هناك حالة استهتار كبرى في البلد، بخصوص الوجدان العام الذي لا يتم احترامه، وكأن بعض المسؤولين لدينا من عالم آخر، هذا فوق التصرفات التي توحي بالثراء والترف، والتي ترسم صورة مغايرة لبلد يشكو ليل نهار، ويطلب المساعدات من العرب والأجانب، لكنه يجد مالا ووقتا لاستضافة فنانات وفنانين، ويجد مالا لينفقه على تعيينات غير صحيحة في الدولة، او المؤسسات المستقلة، ويجد مالا لينفقه على كل شيء، عدا مواطنه الذي اضطر أخيرا لأن يمشي من جنوب الأردن الى وسطه بحثا عن وظيفة يدرك مسبقا، انها لن تغطي ابسط احتياجاته، ولم يبق الا ان نطالبه بالهجرة الى الحبشة بحثا عن العدالة في هذا الزمن الصعب جدا.
الانطباع الذي تولد على لسان السياسي والنائب الكويتي السابق، قاله عرب غيره سابقا، حين يرون تصرفات كثيرة لنا، وحين يأخذون علينا مآخذ لا يقولوها علنا، حول طرق انفاق المال في بلد يعيش على المساعدات.
قصة الحفل، كشفت عن جرح غائر، تختلط فيه الآلام، ما بين تحسس الناس، ونظرة العرب الينا، وسطحية بعضنا أيضا، اذ يظنون ان لا احد يتنبه الى ما يجري، وان الاحتماء بعناوين كبرى لتمرير قصص غير لائقة، امر يمكن السكوت عليه، ولا احد يريد للبلد ان يغرق في كآبته وفي الاحزان، ولكننا نقول ان على بعضهم ان يحترم مشاعر المجتمع، سواء من حيث تواقيت النشاطات، او مضمونها، إضافة الى ان الاعتراف بكوننا أساسا في ازمة كبرى يوجب تصرفا من نوع آخر من جانب المسؤولين والمواطنين على حد سواء.
لقد آن الأوان ان تتم معاقبة كل من يتجاوز حدوده ويتسبب بسوء سمعة لهذا البلد، خارجه او حتى داخله، وان يقف كثيرون عند حدهم وحدودهم، بدلا من هذا الاستفزاز الذي لا يتوقف.