اللبدي ينقل أحداثا تاريخية فلسطينية في "عكانا عكانا"

عزيزة علي

عمان- يقول الدكتور عبدالعزيز اللبدي، في مقدمة روايته الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، فلسطين، بعنوان "عكانا عكانا.. عكا الجزار ونابليون"، إن حساسه بالمسؤولية الكبيرة هو ما دفعه ليكتب هذه الرواية عن "عكا الجزار"، لأن تلك المرحلة كانت مهمة جدا في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولم يبق منها سوى حكاية سورها والجزار.اضافة اعلان
ويضيف اللبدي أنه بعد البحث والتنقيب في السيرة "عكا الجزار"، اكتشف حجم المشاركة الشعبية في صدهم لهجوم نابليون على عكا، حيث اعتبره في ذلك الوقت "حربا صليبية واستعمارية"، معتقدا أن حجم المشاركة كان نابعا من الوعي الباقي من أيام الحروب الصليبية على فلسطين، والتي تركت مخزونا تراثيا كبيرا عند الشعب.
ويؤكد اللبدي أنه لم يغير في مجرى الأحداث التاريخية بل حافظ عليها، وهي موثقة في الغالب، فلم يقم بالتغيير، ما عدا الحبكة القصصية، مبينا أنه بحث في التقارير والوثائق التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة، وخاصة في فرنسا التي كانت تؤرخ لأعظم قادتها في الثورة الفرنسية وصانعي تاريخ عالمي في أوروبا وخارجها مثل "نابليون"، كما بحث اللبدي، كما يشير في "الشبكة النعكبوتية وأمهات المراجع، وحاولت أن يتجنب العثرات وتضخيم تأثير اليهود الكبير في الثورة الفرنسية.
ويواصل اللبدي حديثه عن عكا الجزار، فيقول "إنها تحكي أسطورة البطولة والصمود، ولم أغفل عن شخصية الجزار، ولم أنزع القداسة عن التاريخ المعروف، فالجزار إنسان، له هناتُه ومزاياه"، مبينا أن الجزار كان يعاني أمراضا نفسية نشأ عليها، ولم يكن يملك أمر نفسه، ومع ذلك استطاع اتخاذ القرار المناسب في ذلك الوقت والصمود في وجه أعتى الغزاة، الذي كان له عقده النفسية، ولم تصمد أمامه دول عظيمة في أوروبا، ما خلد اسم نابليون وجعل الناس ينسون كل عيوبه ومظالمه التي ألحقها بهم.
ويؤكد اللبدي أن كتابة قصة الجزار ليست بهدف تقديسه، بل تقديس للمقاومة الشعبية الفلسطينية التي كانت في كل مكان في ذلك الوقت واستطاعت أن تهزم نابليون، وشاركت كل بلاد الشام في صد هذا الهجوم وألحقت بنابليون الخسائر الفادحة، موضحا أن عكا في ذلك الوقت قالت كلمتها "أن الجزار لم يقهرها"، وصمدت عكا أمام هجوم الفرنسيين بقيادة نابليون، وعاد الجزار بسيرته العطرة وقضى آخر أيامه في إصلاح بعض الأخطاء بعد أن أدرك خطأه في التعامل مع الأهالي والمحكومين، الذين لولاهم ما استطاع قطف ثمار الصمود.
ويذكر أن د. عبدالعزيز اللبدي من مواليد حيفا فلسطين درس الطب في جامعة بون في ألمانيا، وتخرج في جامعة غرايفسفالد العام 1974، تخصص في الجراحة العامة في برلين- ألمانيا وتخرج العام 1984، حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من أكاديمية الدراسات العليا 1984، برلين، حاز على جائزة الطب العربية من اتحاد الأطباء العرب والرئيس الجزائري العام 1991.
صدر له العديد من المؤلفات منها "أوراق تل الزعتر"، "تاريخ الجراحة عند العرب"، "القاموس الطبي العربي"، "وردة كنعان- رواية تاريخية عن الكنعانيين (الفينيقيين) في صور وقرطاج"، و"ذهب الرقيم؛ رواية تاريخية عن الأنباط والبترا".