اللغة العربية والرياضة

عندما نقرأ بعض الصحف العربية أو نسمع لغة بعض مقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية ومنها الرياضية، نشعر بالحزن لأنهم يستعملون اللغة العامية بشكل يسهم في هدم صرح هذه اللغة وتشتيت أهدافها وقيمها.اضافة اعلان
اللغة العربية، كما قيل، هي اللسان الناطق بهويتنا العربية والمعبرة عن المقومات الفكرية والثقافية والمعرفية للأمة العربية، فالعربية لغة القرآن الكريم، فقد شرفت بما حباها الله جل وعلا من قدر ومكانة مرموقة بين الأمم؛ إذ يقول المولى تبارك وتعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس".
إن ما يحدث الآن هو ثورة معرفية حقيقية، هي ثورة المعلومات والاتصالات التي تعتمد التكنولوجيا المتقدمة وشبكات التواصل الاجتماعي وعلى كفاءة استخدام هذه التقنية في جميع مجالات الحياة.
إننا لا ننادي باستعمال اللغة العربية الصعبة في إعلامنا الرياضي، خاصة التعليق الرياضي، بل نريد لغة سليمة بسيطة يستوعبها الإنسان العربي مهما كانت ثقافته بيسر وسهولة وتحافظ على قيم الرياضة نفسها ولغتنا العربية غنية تستوعب ذلك.
في مرات كثيرة نقرأ أو نسمع أو نشاهد بعض العجب العجاب من مفردات وجمل غريبة على اللغة العربية، بعضها يخترعها ويفرضها علينا المقدم أو المعلق أو الصحفي الذي يمعن في تكرارها لتصبح واقعا مفروضا علينا وعلى كل الأجيال، خاصة الأطفال والشباب.
إننا ندرك أن كل نوع من الإعلام يحتاج لأسلوب خاص في التخاطب وأن لون التخاطب في التواصل الاجتماعي يختلف في مضمونه ومحتواه وأسلوبه عن وسائل الإعلام القديم بعد تسمية هذا التواصل بالإعلام الحديث الذي أفرزته العولمة التي اعتمدت على تكنولوجيا الاتصال.
في أواسط الثمانينيات، تبنى الاتحاد العربي لكرة القدم، برئاسة الأمير فيصل بن فهد -رئيس الاتحاد- تعريب المصطلحات الرياضية الأساسية ووضع معجم لذلك التزم به عدد كبير من الإعلاميين الرياضيين العرب ونجحت التجربة، لكن هذا الأمر تراجع مرة أخرى إلى العامية المطلقة التي أضاعت حلاوة ومعاني اللغة العربية السليمة، ما يستدعي إعادة النظر في هذا الموضوع المهم.