اللغة العربية وسيلة لغوية للمفاهيم العنصرية في المدارس الإسرائيلية

برهوم جرايسي

الناصرة- أكد بحث إسرائيلي جديد، أن إسرائيل تدرّس اللغة العربية في مدارسها اليهودية، بمفاهيم عسكرية، وتحريض على العرب، بهدف خلق قاعدة واسعة من الشبان والشابات، القادرين على الانخراط في الوحدات الاستخباراتية العسكرية. وأشار بحث آخر، إلى أن المنهاج الدراسي الإسرائيلي للطلاب اليهود يعج بالمفاهيم العنصرية ضد العرب، وبمفاهيم تعرض صورة "البدائية والتخلف" عن العرب.اضافة اعلان
ويعتبر المنهاج الإسرائيلي الرسمي اللغة العربية، موضوعا تدريسيا اختياريا، باستثناء صفين دراسيين أو ثلاثة في الصفوف الابتدائية الأخيرة، الرابع والخامس، ولاحقا يتحول الموضوع الى أحد المواضيع الاختيارية في المرحلة الإعدادية المتأخرة، وفي المرحلة الثانوية. ويتضح من التفاصيل التي نشرت أمس، أن في شبكة المدارس الإسرائيلية اليهودية 1317 مدرِّسا للغة العربية، من بينهم 167 مدرِّسا عربيا، والباقي من اليهود ونسبة عالية جدا من اليهود هم من جنود جيش الاحتلال.
ولكن يظهر أيضا من البحث، الذي نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية جانبا من تفاصيله، أن نسبة عالية جدا من المدرِّسين ليسوا قادرين على إجراء محادثة عادية باللغة العربية، ولذا لا يستغرب المختصون، من أن غالبية الطلاب اليهود، الذين يختارون اللغة العربية في مرحلتهم المدرسية المتأخرة، ينهون تعليمهم دون أن تكون لديهم القدرة على إجراء محادثة، بخلاف عما هو قائم في موضوع اللغة الإنجليزية. وحسب إحصائيات وزارة التعليم، فإنه في العام الدراسي الماضي، تقدم قرابة 2500 طالب يهودي لامتحان التوجيهي باللغة العربية "المتقدمة"، من أصل ما يزيد على 75 ألف طالب يهودي تقدموا لامتحانات التوجيهي في نهاية العام الدراسي الماضي.
وجاء في مقدمة تدريس اللغة العربية في المرحلة الإعدادية المتأخرة: "كطلاب تدرسون اللغة العربية، نحن بحاجة إلى مساعدتكم في إحباط عملية تفجيرية، تلقينا إنذارات دقيقة بشأنها"، ويقول معدو المنهاج إن هدفهم من هذه النصوص التحريضية، هو لفت نظر طلابهم الذين يتلقون تعليمهم على يد جنود الاحتلال، إلى أهمية دراسة اللغة العربية. ويقول البروفيسور رؤوفين شانير، عميد كلية العلوم الاجتماعية، ومن المحاضرين باللغة العربية وآدابها، إن الجيش يسعى الى تهيئة شبان وشابات للخدمة في جهاز المخابرات العسكرية.
ويقول البحث، إن أحد دروس اللغة العربية أعده عاملون في وحدة التنصت في المخابرات العسكرية "8200"، وقيل عن الدرس إنه مخصص لطلاب صفوف الثامن والتاسع، وحتى بالإمكان تدريسه للصف السابع، وتضمن الدرس تمارين، منها تعبئة مربعات بشأن معلومات عن عملية تفجيرية متوقعة، وتمرين آخر، لجمع تفاصيل عن "المخرب" (مقاتل فلسطيني) ذي شارب وملامح بشرة حادة، وشعره أسود، وترجمة محادثة باللغة العربية، تتعلق بحوار حول نقل أسلحة.
وإذا ما أنجز الطلاب حل التمرين، سيجدون عبارة تقول لهم، إنهم نجحوا في إنقاذ طلاب في مدرستهم من عملية تفجيرية. وتتصاعد اللغة العسكرية في موضوع اللغة العربية في المرحلة الثانوية، لتتضمن الدروس نصوصا عن جرائم اغتيال ارتكبها جيش الاحتلال، ولكن بتوجهات إيجابية، مثل نصوص عن اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير أبو جهاد، في تونس في نيسان 1988، واغتيال المقاتل يحيى عياش في غزة في العام 1996. وفي الصف الثاني عشر، هناك درس مع تمارين، حول اغتيال الشيخ اللبناني عباس موسوي وغيره.
وكان بحث واسع النطاق أعدته البروفيسور نوريت بيلد الحنان ونشرته قبل أربعة أعوام، قد أكد أن الكتب المدرسية التعليمية في جهاز التعليم الإسرائيلي تربي على العنصرية ونظام الأبرتهايد، وتؤكد على التمييز ضد فلسطينيي 48،
واستنتجت الباحثة أن جهاز التعليم يرمي إلى إعداد الشباب لتبرير الأعمال الإجرامية في الجيش، من خلال تبسيط تعقيدات النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. الجهاز التعليمي الإسرائيلي يحظى المرة تلو الأخرى بالمقاييس التلميحية بالجهاز التعليمي الذي ساد في النظام النازي.
وتقول الباحثة، "إن العربي يظهر دائما مع الجَمَل، بلباس علي بابا. يوصفون كأنذال، منحرفين ومجرمين، أناس لا يدفعون الضرائب، لا يريدون أن يتطوروا. تمثيلهم الوحيد هو كلاجئين، مزارعين متخلفين وإرهابيين". وتشير أيضا إلى أن الموقف من فلسطينيي 48 هو كالموقف من مشكلة ديمغرافية يمكنها أن تتسع إلى أن تصبح تهديدا ديمغرافيا.