الله يستر

شتان بين المشهدين... جمهور يهرول إلى مدينة الحسين للشباب ومدن رياضية أردنية أخرى ويقف في طوابير طويلة... تارة لشراء بطاقة دخول إلى مباراة الأردن والأوروغواي في ذهاب الملحق العالمي المؤهل لمونديال البرازيل 2014، حتى لو تطلب الأمر دفع مبلغ مضاعف لثمنها في “السوق السوداء”... وتارة يذهب قبل ساعات طويلة لحجز مكان له في ستاد عمان، وتشجيع نشامى المنتخب الوطني في المواجهة التاريخية.اضافة اعلان
فجأة تتبدل الصورة وتصيب الجماهير إحباطات عديدة سببها نتيجة مباراة الذهاب، فتكاد الجماهير غير مبالية بمباراة الإياب، بعد أن فاز الضيوف 5-0 في عمّان، وبالتالي ذهبت بطاقة العبور إلى البرازيل إلى أول المنتخبات المتوجة بلقب كأس العالم في العام 1930.
بين حماس منقطع النظير و”لامبالاة” تكاد تكون ظاهرة للعيان، يقف المنتخب الوطني أمام محطة أخيرة ومهمة في التصفيات... “نظريا” ودع النشامى التصفيات، و”فعليا” فإن فجر يوم الخميس المقبل سيحدد المتأهل بشكل قطعي، وإن كانت الترشيحات تضع منتخب الأوروغواي بنسبة 99.99 % في وضع الأفضلية المطلقة.
شتان بين ذلك الحلم الجميل الذين عاشه الأردنيون جميعا وتكاتفوا من أجل تحقيقه، وبين الواقع المرير الذي أصاب الجماهير بالإحباط... قبل يوم الأربعاء الماضي، كانت الجماهير على ثقة “رغم قوة منتخب الأوروغواي”، بأن في مقدور النشامى تحقيق نتيجة إيجابية، لكن ما حصل كان أشبه بـ”الصدمة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ إذ لم يقدم النشامى أفضل ما عنده، والفضل يعود إلى الجهاز الفني، من حيث تعدد الأخطاء المتعلقة بالتشكيلة ومراكز اللاعبين وأدوارهم في الملعب والروح المعنوية وغياب القراءة الفنية الدقيقة.
الله يستر... هكذا يقول جمهور الكرة وهم يترقبون موعد مباراة الإياب، ذلك أن منتخب الأوروغواي ورغم أنه أنجز المهمة في عمّان، الا أنه يرغب في “مصالحة جماهيره” من خلال تحقيق نتيجة أكثر إيجابية في مونتيفيديو، ودليل ذلك حرص المدرب تاباريز على دعوة كل النجوم لخوض المباراة.
قلت في السابق إن الأوروغوانيين “مدربا ولاعبين” تعاملوا مع المباراة بمفهوم “قابضينها جد”، وها هم يكررون رغبتهم تلك مجددا، في الوقت الذي نطالب فيه النشامى بتقديم أفضل ما لديهم بصورة مغايرة عن لقاء الذهاب، وهذا قد يتحقق اذا ما تضافرت كل الجهود في الملعب وأحسن الجهاز الفني واللاعبون التعلم من أخطاء مباراة الذهاب.
أغرب ما قرأت... بعض “المطبلين” قال إن مصر خسرت أمام غانا بالستة وخسرت تونس أمام الكاميرون بالأربعة، فلماذا وكيف لا نخسر بالخمسة؟... عن أي منطق يتحدثون ولماذا لا نقارن أنفسنا بالأفضل؟.