الليبرمانية تتغلغل

23-1

أسرة التحرير

هآرتس

المحكمة العليا قبلت هذا الأسبوع التماس الكتلتين العربيتين – التجمع الديمقراطي والقائمة العربية الموحدة وألغت قرار استبعادهما من المشاركة في الانتخابات من لجنة الانتخابات المركزية، دون تجاهل عناصر إشكالية في برنامجي الحزبين. وأنقذ القرار الساحة السياسية من العار الذي ألحقته بنفسها وبجمهور الناخبين بقرار استبعاد القائمتين.

اضافة اعلان

ومثلما هو الحال دوما فإن المبادرين للاستبعاد هم رجال اليمين المتطرف، وهم أيضا أولئك الذين انتقدوا انتقادا منفلت العقال قرار المحكمة. أبرزهم هو رئيس إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان الذي توجه هاتفا للنائب أحمد الطيبي بأنه "يجب معالجة بعض النواب العرب مثلما تعالج حماس".

ليبرمان، الذي يسعى دون هوادة الى نزع الشرعية عن السياسيين العرب، وعمليا عن الجمهور العربي بأسره ليس الأكثر تطرفا. باروخ مارزيل، ايتمار بن غبير وايفي ايتام أكثر انفلاتا للعقال منه في كل ما يتعلق بحقوق العرب في إسرائيل. ولكن ليبرمان بالذات، الذي تبدو صورته وبرنامجه عقلانيين ومبررين، هو خطر أشد على الديمقراطية. التصويت الجارف في لجنة الانتخابات المركزية في صالح استبعاد القائمتين العربيتين – والذي شارك فيه كاديما وحزب العمل على حد سواء - هو دليل مرير على ذلك.

طاقم ردود الفعل لدى حزب العمل وإن كان زعم بحزم بأن تصويت النائب ايتان كابل، الذي أيد الاستبعاد، يتعارض ومبادئ الحزب ولم يكن بناء على رأي الاغلبية – الا أنه حتى اليوم لم يطلق رئيس الحزب ايهود باراك رأيه في هذا الشأن. قادة كديما، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي تختار حركتها وصف نفسها حزب وسط، لم يترددوا في التصويت الى جانب الاستبعاد.

المذهب الخطير والمناهض للديمقراطية لدى ليبرمان نجح إذن في التغلغل الى التيار المركزي في السياسة الاسرائيلية، وهو يلقى صداه في تصريحات السياسيين الذين يعتبرون معتدلين نسبيا. الفكرة الشوهاء التي تطالب بإثبات الولاء من المواطنين العرب كشرط للحصول على الحقوق الأساس للمواطنة تتدحرج كخيار مشروع في أروقة الكنيست. وهكذا أيضا الأمنية في نقل بلدات المثلث، بسكانها، إلى أراضي فلسطين المستقبلية في إطار "إعادة تقسيم" الدولة.

أفكار، قبل 10 أو 20 سنة لم يتجرأ أحد على طرحها على أطراف شفتيه دون أن يعتبر فاشيا تاما، حظيت في الأشهر الأخيرة بحقنة تشجيع في ضوء الحرب في الجنوب. يبدو أن العرب في إسرائيل يدفعون مرة أخرى ثمن الصراع الدموي بين إسرائيل وجيرانها، ومرة أخرى السياسيون المداهنون للشعب، ممن يسعون إلى التزلف للرأي العام المتحمس يستخدمونهم ككيس ضربات، ويقولون اضربوا العرب وأنقذوا الحزب في الاستطلاعات.

الآن، بعد أن غيرت المحكمة قرار الاستبعاد، فإن المرشحين المتصدرين ملزمون بأن يتنكروا علنا لليبرمانية المتغلغلة ومن مزاياها العنصرية. كل رد فعل آخر معناه استبعاد، غير ديمقراطي وغير أخلاقي، للعرب مواطني إسرائيل.