الليلة التي هزت الأردنيين

لما تكون طالع مع صحابك مشوار وتشاهد مطعم شاورما معروف بترفع العتب وتنادي: شباب بدنا نكسبكوا.. فطبعا الكل يقول لك: قدها بس لا تغلب حالك.. تدفع على الأقل عشرين دينارا ثمن قدها وانت في منتصف الشهر ومعنى ذلك انك تعرضت لأزمة مالية اصعب من التي تعرضت لها الولايات المتحدة ونتائجها السلبية تظهر فورا، فقد تعجز حتى عن احضار السكر لمنزلك لثلاثة أشهر من وراء قدها!اضافة اعلان
أحد فنادق عمان قدم عرضا في عيد الحب وهو ان تقضي الليلة عندهم فقط بعشرين الف دينار وهذا حق للفندق ضمن سياسة التسويق، ولكن وقع الإعلان كان اكبر علينا نحن الشعب المسخم، فمن كانت ترضى بوجبة زنجر مع كوكتيل كعشاء فاخر ومن كانت ترضى بمولينكس كأثمن الهدايا في الوجود، ومن كانت حين تحضر لها تلفونا مستعملا من زمن بوش الأب كانت تستقبلك استقبال الفاتحين كما لو كنت قد حررت الاقصى!
اليوم تقف لك وتقول: في ناس بتدفع عشرين الف دينار لقضاء ليلة في الفندق وانت الك سنوات بتضحك علينا بالمولينكس ومن هنا رفع الفندق عن دون قصد سقف الآمال والطموحات فمن سيتحمل بعد الآن تكلفة استبدال الزنجر بكيلو مشكل مع سلطة نار!
اي مشروع قائم في الأردن حين يرى حال المواطن الأردني والوضع الاقتصادي الصعب تتوقع ان تكون العروض كالآتي: اليوم فقط ثلاث كيلو بطاطا بدينار.. بمناسبة عيد الحب اشتري زنوبة واحصل على الثانية مجانا.. عرض نار نار نار على وجوه المخدات والفرشات.. اما ان تقدم لي عرضا لقضاء ليلة واحدة يكفي لتزويج ثلاثة عرسان مع شهر العسل بشرم الشيخ وانا انتظر على أحر من الجمر عرض ثلاث علب الفول بدينار!
لم يقدم الفندق هذا العرض الا ويعلم ان هناك فئة ستستجيب للعرض وهذا مأتم.. نام بعشرين الف دينار يعني سعر دخول الحمام للمرة الواحدة أغلى من سعر دخول مباراة برشلونة والريال، وقد تكون المياه التي شربها قد احضرت خصيصا من ذوبان جبل جليدي في وسط المحيط، اما المخدة التي نام عليها لربما هي من ريش طاووس اعزب وابن ناس ومحترم ومعه شهادة توفل!
كارثة ان نظرت الحكومة الى استجابة البعض لهذا العرض فتواصل نهج الرفع بلا هوادة طالما هناك هذا الترف.. وهنا عليها ان تنظر على استحياء فمن استفاد من عرض الفندق لا يتجاوز أصابع اليد ولكن لتنظر كيف هب الشعب هبة رجل واحد وأغلقت الشوارع والمحلات ولم يبق الا اعلان حالة الطوارئ من اجل خمسة دنانير عرض من كازية.