المؤتمر الاقتصادي: مأسسة الترابط بين قطاعات الطاقة والمياه والأمن الغذائي

إيمان الفارس

أكد مشاركون في المؤتمر الاقتصادي الثامن حول الترابط بين الطاقة والمياه والأمن الغذائي والموارد الطبيعية، ضرورة مأسسة الترابط في العلاقة بين هذه العناصر، والبناء عليها في لغة الخطاب المستقبلية لتحقيق رؤية التحديث الاقتصادي.

اضافة اعلان


وانطلق المختصون في انعقاد المؤتمر الذي حمل عنوانه "اقتصاديات الطاقة والمياه والأمن الغذائي والموارد الطبيعية"، من أهمية تحديد ملامح المرحلة التالية للاقتصاد الأردني، وماهية الطريقة التي يمكن بها استغلال الموارد الطبيعية التي ينعم بها الأردن في تحقيق الأمن الغذائي، وذلك انسجاما مع رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة.


وأوصى رئيس الوزراء الأسبق المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها عدنان بدران خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الذي نظمته الجمعية الاردنية للبحث العلمي والريادة والابداع بالتعاون مع جامعة البترا أمس، أهمية متابعة وتنفيذ مضامين رؤية التحديث الاقتصادي التي رعى إطلاقها جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرا والتي تتضمن 366 مبادرة تنفذ على مدار عشر سنوات.


وأكد بدران أهمية التكيف مع التغير المناخي عبر إطلاق مشروعات تحلية المياه وإنشاء محطات تحلية مياه البحر الأحمر بثلاث محطات، حيث تبلغ قدرة المحطة 330 مليون متر مكعب بمجموع يبلغ المليار متر مكعب سنوياً تقريباً، مع ناقل وطني يرتبط بناقل الديسي، ويمتد شمالا على أراضي الدولة للخط الحديدي الحجازي حتى الحدود السورية، وبناء خزانات حول الناقل الوطني لتوزيع المياه غربا وشرقا، لتغطية حاجات المدن والقرى الأردنية.


وشدد على أهمية مشروع قناة البحرين الرامي لتجنب كارثة بيئية نتيجة نضوب البحر الميت، الذي ينخفض مستواه ما يقارب المتر سنويا، وذلك إلى جانب تنمية كيميائياته وأملاحه الثمينة، في الوقت الذي سيوفر فيه 580 مليون متر مكعب من المياه العذبة.


بدوره، قال رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والابداع عميد البحث العلمي وكلية التكنولوجيا الزراعية في جامعة عمان الأهلية رضا الخوالدة، إن المملكة تسعى من خلال رؤية التحديث الاقتصادي، لتأسيس قاعدة اقتصادية واجتماعية متينة، والاسهام في تعزيز إمكانات واستدامة مسارات التنمية على المدى الطويل.


وأشار الخوالدة، في تصريحات لـ "الغد"، إلى أن المؤتمر يمثل المرجع العلمي لأصحاب القرار لاتخاذ أنسب القرارات فيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي وتحقيق الأمن الغذائي عبر التميز في استغلال الموارد الطبيعية الأردنية.


وأكد أن الأردن يملك رأس مال بشريا قويا ومتطورا قادرا على الوصول إلى تحقيق الاعتماد على الذات وتطوير الاقتصاد الوطني.


من ناحيتها، أشارت الأمين العام الأسبق لوزارة المياه والري ميسون الزعبي، في تصريحات لـ "الغد"، لأهمية محتوى المؤتمر، لاسيما وأن يكون مترافقا بتوأمة مع تعديل استراتيجية قطاع المياه التي وضعت شراكة أكبر مع البحث العلمي والمؤسسات العلمية.


وأبدت الزعبي أملها أن يتم البناء فيما يخص المشاريع الرسمية على الدراسات العلمية والبحثية وبشكل مترابط، خاصة بين قطاعات الطاقة والمياه والأمن الغذائي والمصادر الطبيعية، مشددة على الاستمرارية بمفهوم التوأمة وتلازمها في الخطاب الرسمي والعلمي.


وأوضحت الزعبي في ورقتها حول "تحديات موارد المياه في الأردن وآفاق الاستدامة" أن تكامل إدارة الموارد المائية، وتحسين جودة خدمات المياه والصرف الصحي، والاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة في قطاع المياه، هي أهم الأهداف الواجب تحقيقها للنهوض بقطاع المياه.


من ناحيته، أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر سامر الرجوب، ضرورة التوجه لإعادة صياغة أولوياتنا، فيما يتعلق بالطاقة حيث أن أسعار الطاقة عالميا ارتفعت بشكل ضخم وأصبحت تشكل عبئا على موازنات الدول المستوردة لها، لاسيما في ظل التحديات التي عصفت بالعالم نتيجة انتشار وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.


وأشار الرجوب لضعف سلاسل التوريد العالمية، التي أثرت بشكل كبير على حجم الصادرات العالمية من الغذاء، ما اسهم بصعوبة تحقيق الأمن الغذائي لدى الكثير من دول العالم إضافة الى قطاعي المياه والأمن الغذائي.


وفي كلمته حول التحديات ذاتها، أشار رئيس جامعة البتراء رامي عبد الرحيم لمواجهة الأردن تحديات كبيرة في قطاعات المياه والطاقة والأمن الغذائي، موضحا وجود تراجع مستمر بمستوى المياه الجوفية والسطحية مصحوبا بتراجع معدلات سقوط الأمطار وزيادة الاستهلاك والتغير المناخي.


ودعا عبد الرحيم لضرورة التوجه نحو تنفيد مشروع الناقل الوطني ووضع خطط للحصاد المائي وتقليل الفاقد في الشبكات وإزالة رواسب السدود والتوجه إلى بدائل الطاقة كالطاقة الشمسية والصخر الزيتي.


وشمل المؤتمر الذي عقد بمشاركة مسؤولين ومختصين وباحثين أوراق عمل، من أبرزها ورقة بعنوان "أزمة الغذاء في الوطن العربي: الفرص والتحديات" قدمها وزير الزراعة الاسبق محمود الدويري، وورقة بعنوان "تحليل معلومات الأمن الغذائي: مفتاح الاستجابة والرد" قدمها خبير الأمن الغذائي فاضل الزعبي، وورقة حول "تحديات الموارد المائية في الأردن وآفاق الاستدامة قدمتها الأمين العام الأسبق لوزارة المياه والري ميسون الزعبي، إضافة إلى ورقة حول "التحدي المائي وبدائل التزويد" لاستاذ هندسة المياه والبيئة ماجد أبو زريق.


كما تحدث المدير العام الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية احمد حياصات حول "قطاع الطاقة في الأردن - الواقع والطموحات"، بالإضافة لعميد الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا احمد السلايمة الذي قدم ورقة حول "الطاقة المتجددة وانظمة تخزين الطاقة والعدادات الذكية"، وامين عام سلطة المياه الاسبق قصي قطيشات حول "البناء والتشغيل والتحويل في قطاعات الموارد الطبيعية".

اقرأ المزيد :