الماضي: الرواية ينبغي ان تكون مشوقة وجذابة

د.شكري الماضي (يسار) والشاعر عبدالله رضوان- (من المصدر)
د.شكري الماضي (يسار) والشاعر عبدالله رضوان- (من المصدر)

 عزيزة علي

عمان – رأى استاذ نظرية الادب والنقد المعاصر في الجامعة الأردنية د. شكري الماضي أن الرواية ينبغى ان تكون: "مشوقة وجذابة ومحفزة على متابعة القراءة"، مبينا ان التشويق والجاذبية يفرضان عناصر "الأهمية والغموض والإيحاء".اضافة اعلان
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها منتدى الرواد الكبار أول من أمس في مقر المنتدى بعنوان "نحو بناء استراتيجية للتلقي"، وأدارها الشاعر عبدالله رضوان حضرها حشد من أساتذة قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية، وطلبة الدكتوراه في القسم وعدد من المهتمين بالنقد والأدب.
وارجع الماضي انسحاب المتلقين من حقلي الأدب والنقد الى اسباب ذاتية داخلية في طبيعة الحركة الأدبية والنقدية العربية، واسباب موضوعية خارجية محيطة بالحركة الأدبية والنقدية.
ودعا الماضي الأدباء والنقاد الى بذل جهودهم من اجل ضبط العلاقة مع المتلقي وتصويبها وتصحيح اتجاهها، مبينا الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى ظاهرة انسحاب المتلقين من حقلي الأدب والنقد.
واضاف المحاضر أن معظم الأعمال الأدبية العربية ما تزال تعاني من ان التجارب المصورة التي ما تزال أقرب إلى المادة الخام منها الى المادة المتشكلة فنيا، كما ان مسار الأدب العربي الحديث يعاني من الحاح الأفكار وإسقاطها في الأعمال الأدبية.
وأوضح الماضي ان النص الادبي العربي هو "وسيلة لعرض الأفكار والآراء، وليس تجسيدا فينا"، فالأفكار سابقة وملحة، ويمكن استخلاصها بيسر وسهولة، ما يعني تغييب الصفات النوعية للأدب، أي يفضي الى اختفاء "الأدبية" التي نتباكي عليها في السنوات الأخيرة ونسعى لاستخلاصها وحمايتها.
واعتبر المحاضر ان النقد يعد احد اسباب انسحاب المتلقين، فهو غامض مبهم ومغترب عن واقع حركتنا الأدبية وأزماتها، ولاسيما أزمة المتلقي، مبينا انه في الخمسينيات والستينيات شهدت حديثا وعراكا حول "الادب والبرج العاجي"، ونحن في الربع الاخير من القرن العشرين ونتحدث عن "النقد والبرج العاجي" وهو ما يعني استفحال الأزمات في حقلي الادب والنقد معا.
وأوضح ماضي ان :"النقد غامض مليء بالجداول والرموز الرياضية"، اما النقد الصحفي فيغلب عليه النظرة السطحية السريعة، بينما يشكو النقد الأكاديمي من غموض لغته ومصطلحاته، حيث يعاني منها المتخصصون قبل القراء العاديين.
واعتبر المحاضر ان النقد: "لا يعترف بتاريخية الذوق، او ضرورة تطوير الوعي الفني والجمالي العام، ولا يلعب دوره كوسيط بين النص والمتلقي"، مبينا ان النقاد مشغولون بمقولات تدور حول تغيبب الابداع وموت الاديب وموت المثقف.
ونفى ماضي ان يكون انتشار وسائل الاعلام والاتصالات الإنترنت هي السبب في "أزمة المتلقي، وأزمة الكتابة الادبية"، مؤكدا على ان أزمة المتلقي موجودة قبل ظهور هذه الوسائل وانتشاراتها، فتاريخ الابداع "العلمي" لا يسعى إلى محاصرة الابداع ّالادبي وخنقه، انما يهدف إلى المنافسة والتحريض على تجديد ادواته وتقنياته ومواكبة التغيرات. فالعلاقة بين الابدعين العلمي والادبي هي "علاقة تنافس وتجديد وتكامل، لا علاقة اقتتال ومحو ونفي".
ورأى الماضي ان المتلقي له وجوده وحضوره وفعاليته، وهو مشارك في عملية الابداع بشكل ضمني أو غير مباشر، يعد المتلقي "حجر الزاوية في ولادة نظريات الأدب والنقد"، مشددا على اهمية تصحيح "لغة الادب، النقد، الكتابة".
وخلص الى ان الادب المعافى هو الادب الذي يجسد حقائق فنية جديدة، ويزيد من معرفة المتلقين وخبرتهم بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، لافتا الى ان النص/ المتلقي تصلح لأن تكون معيارا نقديا مهما... على صحة الأدب وصواب العلاقة مع المتلقي.

[email protected]

azezaali@