"المباراة تنتهي مع صافرة الحكم"

ثمة مقولة رياضية تقول "المباراة تنتهي مع صافرة الحكم"، فكم من لاعب أو مدرب أو فريق أو جمهور اعتقد أنه فائز وآخر اعتقد أنه خاسر لا محالة، ولكن تبدل الحال وتبدلت المشاعر في "الوقت القاتل"؟.اضافة اعلان
ما يجري اليوم بين "فريق العالم" من جهة، وفريق "فيروس كورونا" من جهة أخرى، أشبه ما يكون بـ"مباراة" تحتمل أكثر من "سيناريو" وأكثر من نتيجة، يمكن الفوز بها من خلال تضافر الجهود بين الحكومة بمؤسساتها الطبية والعسكرية والمدنية والمواطن المطالب بالوعي، ولعب دور "حارس المرمى"، بل وتجسيد مقولة "حارس المرمى الجيد يساوي نصف الفريق".
ما يجري أشبه بـ"مباراة مجنونة" قد تشهد أحداثا درامية مختلفة أو ما يعرف بـ"الريمونتادا".. هجمات من هنا وهناك.. الحكومة بوعي الشعب تحاول محاصرة "الوباء" في نصف ملعبه واتخام شباكه بالأهداف، و"كورونا" يحاول تفعيل سلاح الهجمات المرتدة السريعة، التي تشكل تهديدا حقيقيا على صحة الوطن والمواطن، بل وقد تساهم لا سمح الله في زيادة رقعة انتشار المرض، وزيادة عدد ضحاياه من المصابين والمتوفين.
يمكن القول بأن "كورونا" أشبه ما يكون بلاعب ماهر يمتلك مهارات فردية عالية "ذكاء ودهاء ومراوغة"، وكذلك وقدرة على التخفي خلف المدافعين لاستغلال الثغرات وتسجيل الأهداف بعيدا عن الرقابة، في حين أن جهود الدولة ربما تكون أشبه بذلك المدافع الصلب، الذي قد يضطر إلى استخدام الخشونة إلى جانب الاداء الرجولي، وهو ما يعرف رياضيا بـ"الفاول التكتيكي"، ومن خلاله يمكن منع أهداف محققة "قاتلة" لا بد من منعها مهما كلف الأمر.
وزير الصحة الدكتور سعد جابر، يقوم اليوم بدور "الخبير الرياضي"، الذي يعرف متى تنتهي المباراة ؟، ومتى تطلق "صافرة النهاية" لإعلان الفوز على هذا الوباء.
كنا نعتقد أن "المعركة" مع "فيروس كورونا، قد لا تستمر أكثر من شوطين "أسبوعين"، ولكن ثمة مؤشرات بأن زمنها قد يمتد إلى أشواط إضافية، وربما حسما بركلات الجزاء الترجيحية، ذلك أن هذا الوباء لديه "نفس طويل"، ولا يشارك في سباقات المسافات القصيرة "100 متر وغيرها"، بل يخوض سباقات المسافات الطويلة التي قد تصل أحيانا إلى "الماراثون".
نسأل الله أن يجنبنا والعالم هذا الوباء القاتل، الذي اختلفت الاجتهادات بشأنه "من أين جاء وكيف السبيل للخلاص منه؟"، ونؤكد مرة أخرى أن الصراع مع هذا الوباء لن يكون حاسما، إذا لم يلعب المواطن مع الحكومة دور "حارس المرمى" الذي يجيد التصدي لكل التسديدات من مختلف الاتجاهات.