المحاولات الأميركية والمصلحة الفلسطينية

تحاول الولايات المتحدة الأميركية، وفق التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تهدئة الأوضاع المتفجرة في الضفة الغربية، من خلال إجراءات معينة، منها زيارة كيري للمنطقة، وعقد اجتماع مشترك فلسطيني اسرائيلي برعاية أميركية. وطبعا، لا يمكن أن يتعامل الفلسطينيون مع هذه التحركات الأميركية بحسن نية، وهناك خشية فلسطينية حقيقية من الدور الأميركي، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها واشنطن من مثل هذا التحركات.اضافة اعلان
فواشنطن، الحليف الاستراتيجي للاحتلال الإسرائيلي، تتبنى دائما، المواقف المؤيدة لإسرائيل حتى ولو قيل إن هناك الآن برودا في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وإن توترا يسود ما بين الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فواشنطن، ومهما بلغ حجم الخلافات مع اسرائيل، وهي بالمناسبة ليست شيئا يذكر، ستقف مع اسرائيل وعدوانها على الشعب الفلسطيني ولن تنتصر للضحية، وإنما للجلاد. وهذا الأمر تعوّد عليه الفلسطينيون والعرب، فالأميركيون دائما يدعمون حليفتهم إسرائيل، ولا يضغطون عليها لوقف عدوانها، مع أنهم يقولون إنهم محايدون، وإنهم يسعون لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال حل عادل. ولذلك، فهناك خشية، أن تضغط أميركا على السلطة الفلسطينية الضعيفة جدا، لإجبارها على اتخاذ إجراءات لوقف الهبة الشعبية الفلسطينية التي انطلقت ردا على قمع الاحتلال وممارساته العدوانية والإجرامية بحق الفلسطينيين ومقدساتهم المسيحية والإسلامية وخصوصا في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
الإدارة الأميركية لن تضغط خلال زيارة كيري للمنطقة على إسرائيل، الطرف القوي المسؤول عن العنف والعدوان والانتهاكات، وإنما ستضغط على "السلطة"، وهذه الأخيرة ليست قادرة على التأثير على الشارع الفلسطيني، فهناك غضب شديد عليها وعلى عجزها من حماية الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه المشروعة. ولذلك، في حال لم تكن هناك فعلا إجراءات دولية لمنع العدوان الإسرائيلي، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات، وعلى المسجد الأقصى، فإن الهبة الشعبية الفلسطينية ستتواصل، ولن يكون هناك أي هدوء، ولن تتمكن اسرائيل بالرغم من بطشها وعدوانها من إطفاء جذوة الهبة الشعبية الفلسطينية.
إن الضغط على الفلسطينيين العزل لن يؤدي إلى أي نتيجة. فالفلسطينيون ليسوا مسؤولين عن العنف، وإنما المسؤولية تقع على قوات الاحتلال بعدوانها الإجرامي على الفلسطينيين، والمخططات الإسرائيلية التصفوية والاستيطانية والتهويدية التي تطبق على الأرض من دون رادع والتي يدفع الفلسطينيون ثمنها الباهظ.