المحتجون اللبنانيون يوسعون دائرة مطالبهم مع خامس أيامهم

آلاف اللبنانيين بوسط بيروت يواصلون احتجاجاتهم على فساد الطبقة السياسية والأوضاع الاقتصادية المتردية - (أ ف ب)
آلاف اللبنانيين بوسط بيروت يواصلون احتجاجاتهم على فساد الطبقة السياسية والأوضاع الاقتصادية المتردية - (أ ف ب)
بيروت - وسع المتظاهرون اللبنانيون والذين تنامت أعدادهم وضاقت بهم شوارع وسط العاصمة بيروت ومدن أخرى في لبنان أمس من دائرة مطالبهم والمتصلة بالاوضاع الاقتصادية المتردية لهم واضافوا بأسماء المزيد من الرموز السياسية المطالبة بالرحيل ضمن الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد. وتجمع الآلاف من الرجال والنساء والشباب الناقمين على الطبقة السياسية التي حملوها بهتافاتهم المسؤولية عن الاوضاع الاقتصادية المتردية وسوء الإدارة للأزمة اقتصادية والتي دفعتهم لتخطي الانتماءات الحزبية والتظاهر لتحصيل حقوقهم. وتأخذ التحركات منحى تصاعدياً منذ الخميس الماضي مع ازدياد أعداد المتظاهرين تباعاً وخروج عشرات الآلاف من مختلف المناطق والاتجاهات السياسية إلى الشوارع، مكررين شعار "ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام". وفيما تجمع المتظاهرون وسط بيروت، نزل آخرون إلى الشارع في صور والنبطية وصيدا جنوباً، وطرابلس وعكار شمالاً وصولاً إلى بعلبك شرقاً. وعلى جدران وسط بيروت حيث المحال التجارية الفاخرة والمصارف، ترك المتظاهرون شعاراتهم، وبينها "لبنان للشعب" و"الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء". وكتب على واجهة أحد المصارف بالأسود "كلاب الدولار"، في وقت أعلنت فيه جمعية المصارف أنها ستبقي أبوابها مقفلة اليوم الاثنين. وتأججت النقمة الشعبية ضد السلطات مؤخراً بعد ارتفاع سعر صرف الليرة في السوق السوداء مقابل الدولار للمرة الأولى منذ 22 عاماً، من دون أن تقدّم السلطات تفسيراً واضحاً لذلك. وكان تجمع أمس هو الأكبر من حيث الحشود منذ بدء التحرك كونه يوم عطلة. وتطال هتافات المحتجين كل المسؤولين والنواب، ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وصولاً إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وغيرهم كثر. وحمل المتظاهرون شعار "كلهم يعني كلهم". وعقد متظاهرون حلقات رقص ودبكة، وارتفع صوت الأغاني المسجلة والأناشيد الوطنية في عدد من أماكن التجمع. وأحضر البعض معهم آلات موسيقية استخدموها لمواكبة المتظاهرين في الهتافات. في بعض زوايا التجمع، حمل آخرون معهم النراجيل وورق اللعب. وفي مؤشر على حجم النقمة الشعبية، بدا لافتاً خروج تظاهرات غاضبة في مناطق محسوبة على أحزاب سياسية نافذة، أحرق ومزق فيها المتظاهرون صوراً لزعماء وقادة سياسيين، في مشهد غير مألوف خصوصاً في معاقل حزب الله وحليفته حركة أمل. في طرابلس (شمال)، تحولت ساحة تجمع فيها المتظاهرون ليلاً إلى حفلة كبيرة على وقع موسيقى صاخبة بحضور منسق موسيقي ومغن ألهب حماسة أهالي المدينة الذين تمايلوا ولوحوا بهواتفهم المحمولة وهي مضاءة. وصباح أمس عادت ساحة النور في طرابلس لتضيق بالمتظاهرين الذين رفعوا علماً لبنانياً بطول مئات الأمتار، وفق الوكالة الوطنية للأنباء. في مدينة صور (جنوب) حيث تعرض متظاهرون قبل يومين للضرب على أيدي مؤيدين لحركة أمل، خرج الناس مجدداً إلى الشارع هاتفين ضد السرقة وداعين إلى إسقاط الحكومة. في البحر قبالتهم، تظاهر صيادو المدينة في مراكبهم وزوارقهم رافعين العلم اللبناني وسط الأغاني الوطنية. وعلى وقع غضب الشارع، تبادلت القوى السياسية الاتهامات محملة بعضها البعض المسؤولية لما آلت إليه الأمور. وأكد سياسيون أنهم يشعرون بـ"وجع" الناس، الأمر الذي أثار سخرية المتظاهرين. وتحت ضغط الشارع، أعلن حزب القوات اللبنانية ليلة أول من أمس استقالة وزرائه الأربعة، في خطوة قلل المعتصمون من شأنها. وتنتهي مساء اليوم الاثنين مهلة 72 ساعة التي منحها الحريري لـ"شركائه" في الحكومة، في إشارة الى التيار الوطني الحر بزعامة عون وحزب الله وحلفائهما الذين يملكون الأكثرية الوزارية، حتى يؤكدوا التزامهم المضي في إصلاحات تعهدت حكومته القيام بها العام الماضي أمام المجتمع الدولي، مقابل حصولها على هبات وقروض بقيمة 11,6 مليار دولار. وتدرس مكونات الحكومة ورقة اقتصادية اقترحها الحريري للحدّ من الأزمة. وسجل الاقتصاد اللبناني في العام 2018 نمواً بالكاد بلغ 0,2 %، وفشلت الحكومات المتعاقبة بإجراء إصلاحات بنيوية في البلد الصغير الذي يعاني من الديون والفساد. ويعاني لبنان من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية. ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150 % من إجمالي الناتج المحلي.-(أ ف ب)اضافة اعلان