"المحترفين" يكتسي بثوب المدربين الوطنيين الشباب بحثا عن الإنجاز

figuur-i
figuur-i

مصطفى بالو

عمان - تلمح بين ثنايا منافسات دوري المحترفين لكرة القدم للموسم الحالي 2020، ظاهرة تقتضي الوقوف عندها مليا، والتي ربما تحدث للمرة الأولى في مسابقات المحترفين، وتتلخص بأن أغلب مدربي فرق المحترفين، من المدربين الوطنيين الشباب، ونجوم لمع بريقها بالعطاء بوفاء وسخاء لفرق الأندية المحلية، والمنتخبات الوطنية عبر رحلة طويلة في دروب الكرة الأردنية، وتدرجوا السلم درجة درجة، من لاعبين في فرق الأندية مميزين، إلى مدربين سبق وأن قادوا فرقهم إلى الإنجاز، وبعضهم يبحث عن النجاح، وتثبيت نفسه بين أسماء كبيرة وكثيرة من المدربين الوطنيين.
نحن الشباب
وبالتعريج على فرق أندية المحترفين المتنافسين حاليا في مسابقة الدوري التي أنهت الجولة الثالثة من عمرها، فإن فريق الفيصلي الذي يقوده لاعب الفريق والمنتخب الوطني السابق هيثم الشبول، والعائد إلى أحضان الكرة الأردنية، بعد جولة تدريبية مميزة مع الكرة العراقية، يسعى لكتابة نهج تدريبي في تاريخ النادي الفيصلاوي، وهو الذي سبق وان تواجد في الأجهزة التدريبية للفريق بالوقت السابق، لكنه الآن يتولى مهمة المدير الفني، ماضيا معه في دروب المنافسة بحثا عن نجاح تدريبي جديد، بعد أن شاركه لاعبا إنجازات لا تنسى.
وفي فريق الوحدات “القطب الآخر للكرة الأردنية”، الذي يتولى قيادته الفنية لاعب الفريق والمنتخب الوطني السابق عبدالله أبو زمع، الذي سبق وأن قاد الفريق في منتصف موسم 2012-2013 وما لبث أن قاد الفريق إلى منصات التتويج في موسمي 2013- 2014 و2014-2015، بالعديد من المسابقات المحلية، وسبق له وان تواجد مساعدا للمدير الفني الكرواتي دراغان، وشاركه قيادة الفريق إلى “الرباعية الثانية 2010، وكذلك شاركه رحلة تدريبية في الكويت، قبل أن يشق طريقه إلى القيادة الفنية للوحدات، ومنه إلى الجهاز الفني للمنتخب الوطني، قبل أن يخوض تجربة احترافية في تدريب الانصار اللبناني، ويمضي في رسم “كاريزما” تدريبية خاصة له، ولون تكتيكي يبحث فيه عن قيادة الوحدات إلى إنجازات جديدة بالموسم الحالي.

المدربان محمود الحديد (يمين) وهيثم الشبول - (الغد)
اضافة اعلان


وتستمر روح الشباب في تدريب فريق الجزيرة، الذي يتولى قيادته الفنية لاعب الفريق السابق أمجد أبو طعيمة، والذي سبق له التواجد مع عدد من الأجهزة الفنية التي تولت قيادة “الشياطين الحمر”، فضلا عن توليه مهام تدريبية في فرق الفئات العمرية بالنادي، ويمضي بمركب الجزيرة، رغم الامواج الكثيرة التي تعيقه، وينجح في تقديم توليفة متناسقة الى حد كبير، وما يزال لديها الكثير في المسابقات المحلية بالموسم الحالي.
وذات الأمر، ينطبق على المدير الفني لفريق شباب الأردن محمود الحديد، الذي فرض نفسه اسما تدريبيا وطنيا يشار له بالبنان، منفردا باسلوبه وطريقته مع “أسود غمدان”، وقاد الفريق الى تقديم مباريات كبيرة محليا وعربيا بالموسم الماضي، وهو الذي سبق وان تواجد في عدد من الأجهزة الفنية لفريق شباب الأردن، وتولى مهمة الإدارة الفنية لفرق الفئات العمرية، ما يؤهله الى اكتشاف الشباب، ومنحهم فرصا حقيقة، وتطوير مستوياتهم لصالح الفريق.
ويظهر الثوب الشبابي، في شخصية المدير الفني لفريق الحسين إربد عثمان الحسنات، القادم من تجارب تدريبية ناجحة مع فرق الفئات العمرية، لاسيما في ناديه السابق الفيصلي، فضلا عن وجود اسمه ضمن الأجهزة التدريبية لفرق المحترفين في أكثر من مرة، ويمضي في شق طريقه التدريبي، وفق نهجه الجريء والطموح، الذي يغلفه الاجتهاد والشخصية القيادية، ويبحث عن ثبيت نفسه بنهجه التدريبي.
ولبى لاعب الأهلي والمنتخب الوطني السابق أنزور نفش، نداء عراقة ناديه الذي طالما سمي بـ”الليث الأول”، وتسلح بالهمة والمعنويات العالية، وهو يرتدي ثوب المدير الفني لكرة القدم الأهلاوية للمرة الأولى في سجله التدريبي، ولم تمنعه الظروف غير الاعتيادية للأهلي، بافتقاده اسماء مهمة في هذا الموسم، وتأثره شأنه شأن غيره من فرق المحترفين بالظروف المالية السيئة، الا ان نفش يمضي باجتهاده محاولا ترك بصمته التدريبية الوطنية في الربوع الأهلاوية.
وفي الصريح، يقول المدرب الوطني الشاب عبدالله العماربن كلمته الفنية بشكل صريح، وهو الذي تواجد في وقت سابق بالادارة الفنية للفريق المجتهد، والذي طالما ترك بصمته في المسابقات المحلية، وبقي مزعجا للكبار، ولعل ما ظهر عليه فريق الصريح خلال منافسة درع اتحاد الكرة، ووصوله بين الأربعة الكبار بالموسم الحالي، يؤكد على الفكر التدريبي الذي يملكه عمارين، وصعوده سلم المثابرة بجرأة ليحجز مكانا مميزا له في سجل المدربين الوطنين.
وعندما نبحر الى تجربة فريق العقبة بين المحترفين، لا بد وان نعرج على بصمات المدرب الوطني رائد الداوود، والذي يشار له بالبنان وقيادته الناجحة لفريق العقبة في رحلة الصعود، وثباته بين الكبار في الموسم الماضي، مقدما مباريات كبيرة رغم تواجده لأول مرة بين الكبار، وقاده ليجدد عقده للموسم الثالث على التوالي مع منافسات المحترفين للموسم الحالي، ويسجل للداوود قدرته على تقديم توليفة منسجمة الى حد كبير، وما يزال يحمل العديد من الأفكار الجريئة في رحلته التدريبية الوطنية بالجنوب.
ونلمح ايضا طاقة الشباب، في قدرات المدير الفني لفريق معان الوطني عبدالله القططي، والقادم بقوة وفق أفكار تدريبية تميز بها مع منتخبات الفئات العمرية الوطنية، وثبتها الى حد كبير في أكاديميته التدريبية للواعدين-الفرسان-، والذي قدم منها العديد من نماذج الواعدين الوطنيين الى الأندية المحلية والعربية، ويمضي في قيادة فرق معان بشكل مميز في منافسات دوري المحترفين حاليا، حيث يقف “ذئاب الجنوب” رغم تجربته الأولى بين المحترفين، بمركز متقدم برصيد 6 نقاط جمعها من فوزين وخسارة، ليبحث القططي عن ترك بصمته التدريبية.
الخبرة و”شيخ المدربين”
ونحن نقلب صفحات المدربين الوطنيين لفرق أندية المحترفين، يطل المثل “الدهن بالعتاقي”، والذي نقف معه احتراما اجلالا لمسيرة شيخ المدربين الوطنيين المدير الفني لفريق الرمثا عيسى الترك، لاعب الأهلي والمنتخب الوطني سابقا، والمدرب الألمعي في صفوف الأهلي، شباب الأردن، الوحدات، الجزيرة، البقعة، العربي، اليرموك، الكرمل، الحسين إربد واتحاد الرمثا، فضلا عن سجل لامع مع المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات العمرية، وذلك بالأجهزة الفنية للمنتخب الوطني، ويمضي بقيادة “غزلان الشمال” نحو طموحات جديدة بالموسم.
ونستمر في سرد قصص مدربي الخبرة في دوري المحترفين لنتوقف عند لاعب الحسين إربد سابقا المدرب الوطني اسامة قاسم، والذي يقود فريق سحاب بالموسم الحالي، وهو صاحب الخبرة التدريبية في الملاعب المحلية، لا سيما في توليه القيادة الفنية لفرق الحسين إربد، العربي، الصريح، منشية بني حسن، الأهلي، السلط وسحاب حاليا، وعرف بنهجه التدريبي الواضح، وفكره المتطور الذي ترك معه بصمته التدريبية في العديد من الفرق المحلية التي دربها.
ونتفرع من قصة خبرة قاسم، إلى خبرة لاعب الفيصلي والمنتخب الوطني جمال ابوعابد، الذي نهل وزميله أبو زمع من مدرسة الراحل محمود الجوهري التدريبية، قبل أن يشق كل منهما نهجه واسلوبه، حيث تميز أبو عابد بقيادته الفنية لمنتخبي الشباب والأولمبي، ومنهما ترك بصمته في تولي القيادة الفنية للمنتخب الوطني الأول، وواصل عطاءه التدريبي مع فريقه الفيصلي في رحلة لم تدم طويلا، وتولى القيادة الفنية لفريق شباب الأردن، قبل ان يتولى حاليا القيادة الفنية لفريق السلط، ماضيا في تثبيت نهجه وأسلوبه التدريبي.