"المخلوي" في ازدياد.. بغياب البروتوكولات الصحية

ممرضة خلال متابعتها مرضى في مستشفى -(الغد)
ممرضة خلال متابعتها مرضى في مستشفى -(الغد)

محمود الطراونة

عمان - في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة اتخاذها إجراءات للحد من انتشار الفيروسات الموسمية، ومنها فيروس المخلوي التنفسي الذي يزداد انتشارا بين الأطفال، أكد خبيرا أوبئة وتنفسية ضرورة أن تعد وزارة الصحة بروتكولات لعلاج هذه الحالات وتعممها على المستشفيات والمراكز الصحية.اضافة اعلان
وأشار الخبيران الى انه لا بد من دور قوي ومحوري للمركز الوطني لمكافحة الاوبئة، لافتين الى غياب حملات التوعية بين المواطنين بهذا الخصوص.
من جهته، أكد مدير إدارة الشؤون الفنية والمستشفيات في وزارة الصحة، الدكتور عماد أبو يقين، أن الوزارة تتخذ عدة إجراءات خلال فترات تقلب درجات الحرارة بين فصلي الخريف والربيع سنويا، وذلك للحد من انتشار الفيروسات الموسمية، ومنها فيروس المخلوي التنفسي الذي يزداد بين الأطفال ويتسبب بعدوى في الجهاز التنفسي.
وأشار إلى إن الوزارة اتخذت تدابير إجرائية نتيجة ازدياد عدد الإصابات بين الأطفال بالفيروس، ومنها التوصية للمستشفيات بزيادة عدد الكوادر للتعامل مع الإصابات المراجعة، وزيادة مخزون المستهلكات الطبية، وعمل جولات مسائية لتقييم وضع الأطفال على أسرّة الشفاء، وبث النشرات الصحية للتوعية من هذا الفيروس والإجراءات الصحية للتعامل معه من قبل الأهالي، مشددا على أن الفيروس لا يستدعي الهلع والخوف، وهو فيروس قديم ينشط خلال فصلي الخريف والربيع، بينما حالات قليلة تستدعي الإدخال إلى المستشفيات.
وفي السياق أكد اطباء عاملون لـ"الغد" في مستشفيات القطاعين العام والخاص ارتفاع اعداد الاطفال الداخلين الى المستشفيات جراء العدوى التنفسية للفيروس المخلوي التنفسي.
من جانبه، قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم الدكتور محمد حسن الطراونة لـ"الغد"، أن التدابير التي تتخذها وزارة الصحة تجاه الفيروس المخلوي غير كافية؛ لافتا إلى ضرورة أن تكون هناك تجهيزات في المستشفيات للحالات الطارئة على مستوى عال، وأن تكون حجرة الطوارئ مجهزة للحالات الحرجة للأطفال بسبب ارتفاع أعداد الأطفال المصابين بهذا الفيروس وارتفاع نسب الحالات الحرجة.
وأوضح الطراونة، أنه يجب أن تكون هناك خطة واضحة للتعامل مع هذه الحالات يتم الاطلاع عليها وإعلانها عبر الوسائل الاعلامية المختلفة، وأن تكون هناك حملات توعية للتعامل مع حالات الإصابة بالفيروسات التنفسية؛ لأن هناك حالة قلق لدى المواطنين وعلى الرغم من أنه فيروس اعتيادي لا يستحق القلق إلا أن التعامل معه يجب أن يكون بحذر وبطريقة معينة تختلف عن أي فيروس آخر.
واوضح وجوب أن تكون هناك معلومات إحصائية واضحة لعدد الحالات من خلال إجراء مسح للمصابين، مضيفا أن أغلب الحالات المصابة من الأطفال في الوقت الحالي ولكن الخطورة تكمن في انتقال هذا الفيروس لحالات كبار السن الذين لديهم أمراض مزمنة؛ وبالتالي سيكون الأمر وقتها في غاية الخطورة على تلك الفئات.
وشدد على ضرورة فحص الحالات المصابة بشكل جيد للتأكد عما إذا كان فيروس مخلوي أو انفلونزا تقليدية أو كورونا أو انفلونزا الخنازير، المنتشرة في الوقت الحالي أيضا.
وأكد الطراونة ضرورة أن يكون هناك بروتوكول للعلاج يتم التعامل من خلاله مع الحالات المصابة، كما كان عند الإصابة بفيروس كورونا، لاسيما أن كل حالة تحتاج إلى علاج مختلف عن الأخرى حسب شدة الإصابة.
من جهته، قال خبير الاوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إن الفيروس المخلوي التنفسي ويدعى اختصارا HRSV، ويعرف أيضأ بفيروس ذات الرئة القديم، وهو فيروس شائع جدا ومعد يسبب التهابات في الجهاز التنفسي؛ والتهابات في الرئتين والمجرى التنفسي وهو شائع للغاية إلى حد ان معظم الأطفال يكونون قد أصيبوا بة قبل بلوغهم العامين، ويمكن ان يصيب البالغين. وأشار المعاني إلى أن على وزارة الصحة وضع بروتكولات واضحة وفعالة في المستشفيات والمراكز الصحية للامراض التنفسية ومنع المخلوي التنفسي، مشيرا الى وضع المستشفيات والمراكز في جاهزية عالية لاستقبال المرضى من الأطفال وكبار السن.
وبالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سنا؛ قال المعاني إن أعراض الاصابة بالفيروس المخلوي تكون خفيفة؛ وعادة ما تشبة أعراض الزكام؛ وتكون تدابير الرعاية الذاتية هي كل ما يلزم لتخفيف الشعور بالمرض.
وتابع: "يمكن أن يسبب الفيروس المخلوي التنفسي عدوى شديدة لدى بعض الأشخاص؛ بمن فيهم الأطفال في عمر 12 شهرا فما دون (الرضع) خاصة من ولدوا قبل أوانهم، والبالغين الأكبر سنا والأشخاص المصابين بمرض القلب والرئة واي شخص مصاب بضعف جهاز المناعة.
وحول اعراضه، اشار المعاني الى أن علامات العدوى تظهر غالبا بعد أربعة إلى ستة ايام من التعرض للفيروس؛ وبالنسبة للبالغين والأطفال الأكبر سنا؛ فإن الفيروس يسبب عادة علامات وأعراضا خفيفة تشبة الزكام، وقد تتضمن العديد من الأعراض منها سيلان الأنف او الاحتقان؛ والسعال الجاف؛ والحمى الخفيفة؛ والتهاب الحلق؛ والعطاس؛ والصداع.
وتعتبر الفئة العمرية الصغيرة من أشد الفئات تأثرا بالفيروس، وتشمل الأعراض الشديدة بالفيروس لدى الرضع التنفس السريع وقصير الوتيرة وغير العميق؛ والمجاهدة أثناء التنفس (حيث ينسحب الجلد والعضلات للداخل مع كل نفس؛ والسعال؛ والتغذية السيئة؛ والتعب غير المعتاد(الخمول).
وحول أسباب المرض بالفيروس المخلوي التنفسي قال المعاني إن الفيروس يدخل إلى الجسم من خلال العينين او الأنف او الفم؛ وينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال الرذاذ التنفسي الموبوء؛ ويمكن ان تنتقل العدوى للشخص أو الطفل عندما يعطس شخص مصاب بالفيروس أو يسعل بالقرب منهما؛ كما يمكن ان ينتقل للآخرين عبر الاتصال المباشر مثل المصافحة.
وحول موسم الفيروس قال إن الفترة التي يتفشى فيها عادة هي فصل الخريف حتى نهاية الربيع.