"المخ والعضلات"

وأخيرا... تمكن المدريدي من حل العقدة الكتالونية، وخرج أنصار "الملكي" فرحين بأول لقب في عهد المدرب البرتغالي مورينيو، بعد سنوات ثلاث عجاف قضاها المدريدي من دون ألقاب تحت قيادة مدربين آخرين.
وفي قمة كأس إسبانيا التي بدأت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس وانتهت عند الساعة الواحدة من فجر يوم أمس، طبق المدريديون مقولة "ليس المهم أن تلعب بل المهم أن تكسب"، وكان العنوان الحقيقي للقمة الإسبانية "مخ مورينيو وعضلات رونالدو"، وهو الأمر الذي تحدثت عنه الصحف الإسبانية، وللصدفة فإن كلا منهما "مورينيو ورونالدو" يحمل الجنسية البرتغالية.
المدرب "مورينيو" اشتهر بـ "طول اللسان" وعدم السكوت على ملاحظات الآخرين.. البعض وآخرهم النجم الأسطوري "كرويف" انتقد مورينيو ووصفه بأنه مدرب محظوظ، ورد مورينيو جاء قويا ومعبرا، بعد أن ترجم كريستيانو رونالدو بـ "عضلاته ورأسه" أفكار "مخ مورينيو الداهية"، فكان هدف النصر والمباراة الوحيد أشبه بلوحة فنية جميلة.
سر "الوصفة المدريدية" كانت في جعبة المدرب المشاكس، الذي أينما ذهب وحل، لا بد وأن يحقق إنجازا للفريق الذي يدربه.. في المرة الأولى أخطأ مورينيو عندما بخس في حق برشلونة وخسر بالخمسة، فأيقن أن منافسه فريق غير عادي ويستحق احتراما كبيرا، فكان لا بد من معرفة نقاط القوة لـ "إضعافها" ونقاط الضعف لـ "اختراقها".
يوم أمس كان مورينيو ورجاله في الملعب يؤدون الدور كما يجب... صحيح أن غوارديولا ورجاله أمتعوا أنظار الحاضرين بأداء ساحر بعض الشيء، لكن الأداء لا يكفي وحده؛ لأن المباريات تحسب بنتائجها فقط ويبقى الأداء مجرد ذكرى.
سر نجاح المدريدي كان في إضعاف مكامن القوة في برشلونة وعلى وجه التحديد تشافي وأنييستا، وفي حسن توظيف قدرات بعض لاعبي المدريدي لا سيما البرتغالي بيبي، والأهم من ذلك هدوء أعصاب رونالدو، وعلى النقيض من ذلك ظهر النجم الخارق ميسي في غير يومه وكشف عن عصبية غير مألوفة أفقدته كثيرا من سحره.

اضافة اعلان

[email protected]