"المدارس الخضراء" مسابقة ترسخ ثقافة إعادة التدوير لدى الطلبة

اجتماع في إحدى المدارس لتوضيح آلية المشاركة في المسابقة- (من المصدر)
اجتماع في إحدى المدارس لتوضيح آلية المشاركة في المسابقة- (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- بعد أن أثبت مشروع إعادة تدوير النفايات نجاحه في المشروع الخاص المقدم من جمعية الجنوب للحفاظ على البيئة والمجتمع، أطلق الشاب المهندس المبادر موسى أبو صالح مسابقة "المدارس الخضراء" لتحفيز طلبة المدارس على اتباع سياسة فرز النفايات وإمكانية أعادة تدويرها ضمن خطة خاصة تساهم في توعية المجتمع المحلي بهذا السلوك الحضاري الصحي.اضافة اعلان
أبو صالح الذي يرى أنه وضع الخطوة الأولى له في تقنية فرز النفايات، على الرغم من اقتصارها على مدينة معان، مدينته الأم، إلا أنه يسعى الآن إلى زيادة رقعة المشروع في مختلف محافظات المملكة، لهذا كانت المدارس هي الطريق الرئيس للدخول إلى باقي أفراد المجتمع، حيث الانطلاق من الأطفال وإيجاد جيل واعٍ بأهمية فرز النفايات في حماية البيئة التي يعيشون في كنفها.
ولتسهيل الوصول للأطفال، فقد أطلقت الجمعية مسابقة خاصة على مستوى مدارس المملكة جميعها، من خلال مسابقة خاصة "للمدارس الخضراء"، حيث الهدف الرئيس منها "الاهتمام بالبيئة ووجود مخطط بيئي قائم على ثقافة إعادة التدوير للنفايات، وغرس مبادئ الاستدامة لدى الطلاب والمعلمين والمجتمع المحيط على حد سواء".
وبسبب كثرة استخدام المدارس والطلاب فيها بشكل خاص للمواد البلاستكية والورقية والمعدنية، فأن ذلك يُمكن القائمين على المسابقة في تعريف الطلاب بكيفية فرز النفايات المختلفة، ووضع صناديق خاصة لهم، وإجراء المسابقات الفنية والعلمية لهم، بهدف استيعاب الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع على المدى القريب والبعيد، وبيان أهمية فرز النفايات من المصدر وتحقيق أعلى معدل في إعادة التدوير من الورق والكرتون والبلاستيك والمعادن المستخدمة.
ويوضح أبو صالح أن المسابقة كذلك من شأنها أن تبين للطلاب وعلى مختلف المراحل، مدى أهمية الحد من تلوث البيئة والإنبعاثات الكرتونية، كما أن متابعة مراحل المسابقة المقدمة لهم تتماشى عمل اللجنة الخاصة والظروف الحالية وكيفية تنفيذها، حيث تتضمن هذه الخطة أهدافا واقعية يجب تحقيقها مع مراقبة الإنجازات وإمكانية تطوير الخطة في أي مرحلة أثناء التنفيذ، كما يتضمن عمل اللجنة التوعية والاحتفال بالأيام العالمية والوطنية التي تُعنى بقضايا البيئة وتسليط الضوء عليها، ويتم توثيق اجتماعات وأنشطة اللجنة بمحاضر الاجتماعات والصور والفيديوهات.
كما يشير أبو صالح إلى أن عمل اللجنة المعنية بإعادة فرز النفايات ومسابقة المدارس الخضراء، يتضمن إعداد وتنفيذ المحاضرات البيئية ونشر الوعي بقضايا البيئة مثل حملات التنظيف، وبيان أهمية دور الطلاب وتفعيلهم للمشاركة في المسابقة، حيث يرى المشرفون على المسابقة، أن مشاركة الطلاب في حصول المدرسة على لقب المدرسة الخضراء من خلال تزويد الطلاب بفهم أفضل لكيفية دعم البيئة والحفاظ عليها وحمايتها.
كما أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك إلحاح في خلق الوعي، وتأثير الأفراد على البيئة وتعليم الطلاب الطرق التي تؤثر بشكل إيجابي على البيئة، وفق أبو صالح، ومن ثم إحداث فرق ملموس حقيقي مما يساهم في فهم الطالب لدوره اتجاه البيئة والحياة بشكل عام، ويجب على الطالب التفاعل والتعاون مع المدرسة من أجل حصولها على اللقب والفوز بتصنيف عال، وذلك من خلال القيام بإلتقاط صورة للطالب أو تسجيل فيديو له وهو يطبق الممارسات البيئية الصحيحة ويدعو المجتمع إلى تطبيقها.
وتتمثل تلك الممارسات في المشاركة في فريق لجنة البيئة المدرسية وحضور الاجتماعات والندوات التي تنظمها المدرسة من أجل مناقشة قضايا البيئة المختلفة، وفرز النفايات من المنزل والمدرسة بعد توضيح كيفية الفرز الصحيح للمخلفات، وحماية البيئة بأي شكل من الممارسات البيئية الصحيحة.
كما يمكن تقديم فكرة عن استبدال البلاستيك، القيام بإعادة استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير وتنفيذ أعمال فنية من خلالها، وتقديم فيديو توعوي عن أهمية الفرز من المصدر وإعادة تدوير النفايات، استبدال زجاجات المياه البلاستيكية بالزجاجات الفولاذية المقاومة للصدأ.
وأن تقوم المدرسة بتجميع الصور والفيديوهات وإرسالها للجمعية مع توضيح اسم الطالب والصف الدراسي والمدرسة التابع لها وسيتم نشرها ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالجمعية؛ لتعم الفائدة وزيادة فرص فوز المدرسة بلقب المدرسة الخضراء لمساهمتها في نشر الوعي البيئي بين الطلبة والمجتمع والاهتمام بقضايا إدارة النفايات.
ويتمنى أبو صالح أن تسهم هذه المسابقة التوعوية ولو بشكل متواضع مبدئيا في خلق جيل لديه وعي بأهمية إعادة فرز النفايات وتدويرها وتوعيتهم بأهمية المحافظة على البيئة بالطريقة المناسبة وبحسب قدراتهم، وأن يعوا خطورة تلك المواد غير قابلة للتحلل على أرضهم والعالم أجمع، وأن يتشكل لديهم طريقة يمكن من خلالها إعادة تدوير النفايات وتشكيل قطع فنية منها، كما نشاهد ذلك على المستوى المحلي والدولي، وأن يزودوا مدارسهم وبيوتهم بقطع فنية جديدة لها هدف فني وبيئي في ذات الوقت.

نموذح للعبوات التي يتم فرز النفايات بها- (من المصدر)