المدربون الأرجنتينيون مفتاح نهضة الكرة في تشيلي

مدرب المنتخب التشيلي خورخي سامباولي - (رويترز)
مدرب المنتخب التشيلي خورخي سامباولي - (رويترز)

فورتاليزا - يصعب تخيل ذلك الآن خصوصا بعد الفوز المثير على اسبانيا يوم الأربعاء ولكن وحتى وقت قريب كان منتخب تشيلي الأول لكرة القدم واحدا من أضعف المنتخبات في أميركا الجنوبية وكان يعاني من عدم الانضباط وتعصف به الفضائح ويحمل سجلا في البطولات الكبرى يوصف فقط بأنه مثير للشفقة.اضافة اعلان
وكان فوزه الوحيد في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 الأول له على صعيد نهائيات كأس العالم في 48 عاما.
ولم يفز منتخب تشيلي ببطولة أميركا الجنوبية (كوبا أمريكا) من قبل في 36 مشاركة بدأها في العام 1916، وفي التصفيات المؤهلة لنهائيات 2002 في كوريا واليابان أنهى الفريق حملته في قاع المجموعة بثلاثة انتصارات فقط في 18 مباراة.
ولكن كما أظهر أمام اسبانيا حاملة اللقب يوم الأربعاء على ستاد "ماراكانا" بات الفريق الآن واحدا من أفضل المنتخبات في المنطقة واتسع نطاق طموحاته، وقال لاعب الوسط ارتورو فيدال: "هزمنا بطل العالم ونأمل ان يساعدنا ذلك على مواصلة النهوض. نتمنى أن نكون فريق قوي ونرغب في الفوز بالبطولة".
وبدأ التخطيط للنهوض بالفريق في 2007 بعد فشله في التأهل لنهائيات 2006 في ألمانيا. وفي ذلك العام شارك منتخب الناشئين تحت 20 عاما في بطولة بكندا وأذهل الجميع باحتلاله المركز الثالث.
وكانت فرقتهم تضم مجموعة من اللاعبين الذين باتوا الآن من أهم العناصر في المنتخب الأول ومنهم فيدال واليكسيس سانشيز وغاري ميديل وماوريسيو بينيا.
وفي نفس العام تولى الأرجنتيني مارسيلو بيلسا تدريب المنتخب، وأصبح بيلسا الذي يوصف بالغرابة والنزعة الفلسفية والانطواء في بعض الأحيان معشوقا للجماهير في تشيلي وظلت لمساته على الفريق حاضرة حتى اليوم ومنها الضغط الشديد على الخصم والهجوم الجامح دون حذر في بعض الأحيان.
وتصدى بيلسا أيضا لانعدام الانضباط ليصبح اللهو الذي خيم على رحلة إلى دبلن لخوض مباراة ودية العام 2006 وبطولة كوبا أميركا 2007 أمورا من الماضي.
وأبدى الجميع رغبته في استمراره في مهمته رغم الخسارة أمام البرازيل في نهائيات 2010 ولكن وبعد مشاحنات مع اتحاد كرة القدم في تشيلي غادر المدرب وحل محله مواطنه كلاوديو بورغي.
واستكمل بورغي بناء النجاح على قواعد بيلسا في بطولة كوبا أميركا 2011 قبل أن يسلم المهمة لأرجنتيني ثالث وهو خورخي سامباولي الذي تأهل بالفريق للبرازيل.
ويمكن وصف سامباولي بأنه من تلامذة بيلسا لكنه وضع بصمته الخاصة على الفريق فضم لاعبين جددا منهم ادواردو فارغاس وتشارلز ارانغيز صاحبي الهدفين في مرمى اسبانيا.
ويملك الفريق حارس مرمى صلبا وهو كلاوديو برافو الذي يبدو في حكم المؤكد انتقاله لبرشلونة في الموسم المقبل وأيضا سانشيز الموهبة المتميزة في الهجوم.
ونقطة ضعف الفريق الوحيدة في الكرات العالية نظرا لأن لاعبي تشيلي من أقصر اللاعبين قامة في البطولة. لكن يجد اللاعبون في فارغاس ما افتقده الفريق في جنوب أفريقيا وهو المهاجم الموهوب.
والحديث عن فوز تشيلي بكأس العالم احتمال بعيد ولكنهم وفي غضون أربعة اشهر فقط فازوا على انجلترا على ملعب ويمبلي وتفوقوا على الألمان في مباراة ودية بمدينة شتوتغارت والآن أخرجوا حامل اللقب من البطولة. - (رويترز)