المدرب كيه: مدير فني يثق به نجوم السلة الأميركية

مدرب المنتخب الأميركي لكرة السلة مايك كرزايزفسكي - (د ب أ)
مدرب المنتخب الأميركي لكرة السلة مايك كرزايزفسكي - (د ب أ)

بوسطن - اسمه مايك كرزايزفسكي، ولكنهم يلقبونه في الولايات المتحدة باسم "المدرب كيه" ويحب بعض مشجعي كرة السلة أن يطلقوا عليه لقب "المنقذ" لأنه أعاد كرة السلة الأميركية إلى المكانة التي تليق بها في صدارة اللعبة على مستوى العالم.اضافة اعلان
ووصف جيري كولانجيلو مدير المنتخب الأميركي لكرة السلة المدرب كيه قائلا إنه "الرجل المناسب في الوقت المناسب"، وذلك عندما تعاقد معه في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2005 ليتولى منصب المدير الفني للمنتخب الأميركي لكرة السلة.
ووقع كرزايزفسكي في البداية على عقد لمدة ثلاث سنوات فقط ولكنه ما يزال مديرا فنيا للفريق في الوقت الحالي رغم أن التعاقد معه كان بمثابة حل انتقالي أو مؤقت.
وتولى كرزايزفسكي تدريب فريق كرة السلة بجامعة "ديوك" منذ العام 1980 وفاز باللقب الغالي لبطولة الجامعات أربع مرات مع فريق "بلو ديفلز" ليكون أكثر المدربين نجاحا في تاريخ هذه البطولة، واعتبره كثيرون معلما عجوزا حيث تعامل دائما طبقا لمقولة "بلدك في المقدمة ثم يأتي فريقك وأخيرا يأتي اللاعبون".
وكانت هذه بالضبط هي الروح التي افتقدها المنتخب الأميركي قبل أن يتولى هذا المدرب المسؤولية ليخفف من معاناة الفريق تدريجيا ثم يضع حدا لإخفاقاته في السنوات التي سبقت التعاقد مع المدرب المنقذ.
وفي دورة الألعاب الأولمبية العام 2004 بالعاصمة اليونانية أثينا، حصد نجوم الدوري الأميركي للمحترفين خيبة أمل كبيرة وخسر المنتخب الأميركي 89-81 أمام نظيره الأرجنتيني في الدور نصف النهائي لمسابقة كرة السلة بهذا الأولمبياد لتتحول مشاركة الفريق إلى كابوس مزعج.
وضم هذا الفريق نجوما بارزين مثل ألن إيفرسون وكاميلو أنتوني وبعض النجوم الواعدين مثل ليبرون جيمس ودووين وايد. وكان بإمكان هؤلاء النجوم فعل أي شيء بالكرة باستثناء أن يلعبوا كفريق، وقال البعض إنه ليس من الصعب أن تدرب لاعبين جيدين ولكن لاري براون المدير الفني السابق للمنتخب الأميركي اكتشف في أولمبياد أثينا أن هذا ليس سهلا أيضا.
وقبل بداية أولمبياد أثينا 2004، قاد براون فريق ديترويت بيستونز للفوز بلقب الدوري الأميركي للمحترفين بعد التغلب في نهائي الدور الفاصل للبطولة على فريق لوس أنجليس ليكرز بقيادة نجميه المتألق كوبي براينت والشهير شاكيل أونيل.
ورغم ذلك، كان المنتخب البورتوريكي أفضل من نظيره الأميركي رغم الهزيمة أمامه 92-73 في بداية مسيرة الفريقين في مسابقة كرة السلة بأولمبياد 2004.
وافتقد المنتخب الأميركي عدة عناصر مهمة أبرزها برنامج الإعداد لفترة طويلة، ولكن كولانجيلو وكرزايزفسكي فطنا إلى ذلك وبدأ كل منهما العمل على تغيير ذلك بداية من 2005.
وللمرة الأولى في تاريخ المنتخب الأميركي للسلة، وضعت خطة إعداد للفريق تمتد على مدار ثلاث سنوات على أن يتضمن البرنامج إعداد 24 لاعبا بهدف الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008.
ونجح المدرب كيه في تكوين فريقه، الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الأميركية لقب "منتخب الخلاص"، من أفضل نجوم الدوري الأميركي بداية من ليبرون جيمس وكوبي براينت ومرورا بدوايت هاوارد وكريس بول.
واعتاد هذا المدرب القدير على العمل مع النجوم بعدما تعلم خلال عمله كمدرب مساعد بالمنتخب الأميركي في العام 1992 كيفية التعامل مع النجوم الكبار مثل مايكل جوردان وتشارلز باركلي وإيرفن "ماجيك" جونسون، كما تعلم كيف يدفع الفريق لتقديم أفضل ما لديه حتى أمام الفرق الصغيرة غير المرشحة.
ونجح كرزايزفسكي في تكوين فريق لم يدهش العالم فقط من خلال العروض القوية التي قدمها في أولمبياد بكين وإنما أظهر قدراته الرائعة في التعامل مع البطولات الدولية الكبيرة ونجح في الفوز بالميدالية الذهبية فى بكين، وقال ليبرون جيمس وقتها إنه لم يتدرب من قبل على هذا الأداء الدفاعي القوي للغاية.
ويجمع لاعبو الفريق على أن أبرز نقاط القوة التي يتميز بها كرزايزفسكي هي التواصل مع اللاعبين وهو ما يصفه جيمس بقوله "مستوى الارتياح"، وقال جيمس نجم فريق ميامي هيت: "الجميع يعرفون المدرب كيه كمدير فني لكرة السلة ولكنه ليس معروفا للجميع كشخص جيد. الأمر كله يتعلق بمستوى الارتياح لدي. أشعر بالارتياح معه وهو ما يسمح لي بتقديم المزيد وهو ما يكون لصالحي في النهاية".
وقال براينت، نجم لوس أنجليس ليكرز: "المدرب كيه هو كل ما تفكر فيه وأكثر" مشيرا إلى أنه يشعر بالنشوة والحماس للعب تحت قيادة هذا المدرب مثلما كان الحال في أولمبياد بكين.
وأوضح براينت أن المدرب كيه يتعامل بشكل رائع للغاية مع اللاعبين ويتسم بالحماس تجاه عمله ومهمته كما يتميز بخفة ظل شديدة.
وعلى عكس ما كان عليه الحال في أولمبياد 2004، أصبح هدف عناصر الفريق هو النجاح وليس الأنانية حيث سعى الجميع في أولمبياد 2008 إلى استعادة المكانة المرموقة للسلة الأميركية وأصبح هدف الفريق في أولمبياد لندن 2012 هو مواصلة هذا النجاح والعروض الرائعة والفوز بالميدالية الذهبية.
ومن يشاهد صورة جيمس وبراينت خلال عزف السلام الوطني للولايات المتحدة عقب الفوز على المنتخب الاسباني 118-107 في نهائي المسابقة بأولمبياد بكين، يدرك مدى أهمية الميدالية الذهبية الأولمبية لهؤلاء النجوم أصحاب الثروات الطائلة والرواتب الباهظة.
وفاز المنتخب الأميركي في العام 2010 بلقبه الأول في بطولات العالم تحت قيادة المدرب كيه، وضم الفريق لاعبين مثل كيفن دورانت وراسل ويستبروك وديريك روز نجوم الدورى الأميركى للمحترفين.
ويشارك المنتخب الأميركي في أولمبياد 2012 بفريق يضم بين صفوفه لاعبين ممن شاركوا في أولمبياد بكين وآخرين ممن شاركوا في بطولة العالم 2010.
وتمثل الاستعدادات التحدي الأكبر للفريق بعدما شهد الموسم المنقضي ضغطا هائلا للمباريات بسبب الإضراب الذي أسفر عن تأجيل انطلاق فعاليات البطولة لعدة أسابيع، ويفتقد المنتخب الأميركي في أولمبياد لندن 2012 لاعبين بارزين مثل دوويت هاورد وديريك روز ولاماركوس ألدريدج وتشونسي بيلابس للإصابات لفترة طويلة، كما تأخر انضمام اللاعبين جيمس وويد وويستبروك ودورانت إلى صفوف الفريق بسبب مشاركتهم في نهائي الدور الفاصل بالدوري الأميركي في 21 حزيران (يونيو) الماضي، وأوضح المدرب كيه "أهم شيء بالنسبة لنا خلال أول أسبوعين أن يعود اللاعبون إلينا بذهن صاف وبمستوى منتعش معنويا وبدنيا".
ويعتزم المدرب كرزايزفسكي (65 عاما) إنهاء مسيرته مع الفريق عقب أولمبياد لندن ويأمل أن ينهي هذه المسيرة بإحراز الميدالية الذهبية.
وإذا أحرز هذه الذهبية، سيصبح أول مدرب للمنتخب الأميركي ينجح في الدفاع عن اللقب منذ أن نجح هانك إيبا في ذلك وأحرز اللقب في 1964 و1968. -(د ب أ)