حسين كريشان
معان- يعاني سكان مدينة معان منذ فترة طويلة جراء الانتشار العشوائي للمحال المهنیة والحرفية في الوسط التجاري، والتي باتت تشكل خطرا على الصحة والسلامة العامة والحركة المروریة، وسط غياب استكمال المرحلة الثانية من المدينة الحرفية منذ 16 عاما.
ويشير سكان، أن البعض من محال الحرف والمهن يستحوذ على مساحات من الأرصفة والشارع العام، ما یسهم في تضییق الشارع، ویحدث إرباكا مروریا نتیجة توقف المركبات التي تحتاج لأعمال الصیانة، كما هو واقع الحال في محال میكانیك السیارات وأعمال البناشر والحدادة والألمنیوم والنجارة، وصیانة الأدوات الكهربائیة كالثلاجات والغسالات التي تستخدم جزءا من الطريق أمام المحلات ليسهم في تضييق الشارع ويتسبب بإرباك المرور.
ويطالب أهالي المدينة الجهات المعنية بضرورة اقامة مدینة حرفیة متخصصة للمهن الحرفية كافة، لیستطیعوا خدمة زبائنهم وممارسة مهنهم بسهولة ویسر، إلى جانب إیجاد مصادر دخل للبلدیة، إذ يتسبب تواجدها بإزعاجات واختناقات مرورية لمرتادي الشارع العام، قد تؤدي إلى وقوع حوادث مروریة أو أي أضرار وآثار سلبیة قد تنتج عن استمرار ممارسة هذه الأنشطة داخل المدینة.
وقال عبدالرحمن المعاني، إن وجود محال ميكانيك السيارات وورش الحدادين والنجارين وغيار الزيت والبناشر داخل المدینة وعلى طرفي الشوارع الرئیسة، أصبح يتسبب بإرباك وعرقلة حركة المرور ويشوه المظهر الجمالي والحضاري لشوارع المدينة، بعد أن أصبح البعض من أصحابها يعتدي على الأرصفة وحرم الطریق.
وأضاف انه ورغم ما تقدمه هذه المحال من خدمات مختلفة للمواطنين وتسهم في قضاء احتياجاتهم، إلا أن تنظيمها ضمن منطقة محددة ومخدومة بشكل مناسب سيوفر للحرفیین التجمع في مكان واحد، ببنیة تحتیة وفوقیة ملائمة، بهدف الارتقاء بالمدينة وسيزيد المردود الإيجابي لأصحابها وبالتالي يزيد من إيرادات صندوق البلدية.
وطالب عمر آل خطاب، بمعالجة انتشار المحال الحرفية، من خلال إقامة مدينة حرفية متكاملة لكافة المهن للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، وتحسين المظهر الحضاري للمدينة، بحيث تكون خالية من التلوث بأشكاله المختلفة ولتجنب أي أضرار أو آثار سلبية قد تنتج عن استمرار ممارسة الأنشطة المهنية داخل المدينة، خاصة محال تغيير الزيوت والميكانيك وغيرها من الحرف وما ينجم عنها من آثار سلبية تطال صحة المواطن لاستخدامها مواد بترولية دون الالتزام بشروط الصحة والسلامه العامة.
إلى ذلك، أقر رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور أكرم كريشان، بأن الحاجة أصبحت ملحة لإنشاء واستكمال مشروع المرحله الثانية للمدينة الحرفية، حال رصد المخصصات المالية اللازمة، وهي ضمن خطة البلدية المستقبلية لخدمة القطاع الحرفي في المنطقة.
وأشار كريشان، أن البلدية تسعى جاهده مع الجهات الحكومية والمنظمات العالمية لتوفير التمويل اللازم، لإقامة هذا المشروع الحيوي والهام، للتخلص من الآثار السلبیة لتواجد الورش الحرفية والمهنية داخل المدينة، والتي باتت تؤثر على البیئة والسلامة العامة.
وأوضح ان استكمال المرحلة الثانية من انشاء المدينة الحرفية يستوعب كافة أعمال محال الحرف والمهن في معان، بدلا من انتشارها العشوائي في المدينة.
وقال إنه بعد أن تم الانتهاء من المرحلة الأولى للمدينة الحرفية في فترة سابقة، تم نقل وترحيل معامل الطوب ومناشير الحجر والرخام من وسط المدينة إلى المنطقة الحرفية المقامه حاليا، والتي تبعد عن المدينة نحو 10 كلم، بهدف التخلص من الآثار السلبیة التي كانت تسببها هذه المحال آنذاك، والتي تؤثر على البیئة والسلامة العامة.
وبين أهمية إنشاء منطقة حرفیة متخصصة توفر للحرفیین التجمع في مكان واحد ضمن بنية تحتية ملائمة تتوفر فيها كافة الشروط الصحية والبيئية وسبل السلامة العامة، لتمكین أصحاب الحرف من العمل بسهولة ویسر، إضافة إلى انها ستسهم في إنهاء معاناتهم نتيجة ارتفاع أسعار الإيجارات، وتحد من الشكاوى المتكررة الناتجة عن انتشار المحلات بشكل عشوائي على جوانب الطرق الرئيسة.