المسؤولية الاجتماعية للشركات

رانيا أبو خضر سلفيتي*

حظي مفهوم المسؤولية الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة باهتمام كبير في الأردن، وذلك نتيجة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المجتمع المحلي، إلى جانب النضج المؤسسي للعديد من الشركات والمؤسسات التي ارتقى فكرها الاقتصادي وثقافتها المؤسسية. وباتت هذه المؤسسات تعنى بما هو أكثر من مجرد تقديم السلع والخدمات للمستهلكين وتعظيم الأرباح، وتسعى لتعزيز سلوكاتها الأخلاقية والاجتماعية لإدراكها بأن وجودها ليس وجودا اقتصاديا فحسب، بل وجود يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواطن، ويؤثر على البيئة المحيطة والمجتمع ككل.اضافة اعلان
ومن هنا، فإن الشركات المسؤولة اجتماعياً تولي للبعدين الاجتماعي والإنساني أهميةً لا تقل عن تلك الأهمية التي توليها للبعد الاقتصادي، الأمر الذي يُمَكّنها من لعب دور فاعل في المشاركة في العمل الهادف إلى تحسين حياة الناس وتحقيق التنمية المستدامة. كما وتسعى الشركات المدركة لدورها الاجتماعي للعمل بدون معزل عن أهداف المجتمع واحتياجاته والتحديات التي تواجهه، لتكون شركات مواطنة صالحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأبعاد، تعبر من خلال أعمالها الاجتماعية عن انتمائها الحقيقي لمجتمعها.
وأرى بأنه يتوجب على الشركات أن تتفاعل مع مجتمعها بصورة إيجابية، وذلك بتوظيف مواردها المالية للاستثمار في برامج المسؤولية الاجتماعية وإدراجها كأولوية في خططها واستراتيجياتها السنوية.
ولضمان تحقيق نتائج فُضلى عند تطبيق مبادئ المسؤولية الاجتماعية والنجاح في تنفيذ برامجها، فإنه يتعيّن على أصحاب الأعمال وضع برامج ومبادرات ذكية تلبي احتياجات المجتمع بمختلف شرائحه وتتصف بالاستدامة والخروج عن الطابع الموسمي والممارسات التقليدية، ومن المهم أيضاً متابعة النتائج المتحققة من هذه المبادرات والتأكد من بلوغها الأهداف المرجوة واستفادة المجتمع الحقيقية منها. كذلك، فإن عقد الشراكات المؤسسية الفاعلة لخدمة أهداف برامج المسؤولية الاجتماعية يسهم في توسيع دائرة النشاطات الاجتماعية وتنويع مجالاتها وتعميق الالتزام بتنفيذها؛ إذ إن العمل الجماعي أثبت نجاحه في تحقيق أفضل النتائج، ويتخذ هذا العمل شكله الأمثل بتكاتف المؤسسات كإدارات وفرق عمل.
وإنني أرى بأنه على المجتمع الأردني التكاتف في سبيل تطوير مجالات المسؤولية الاجتماعية، والسعي للإبداع في تبنّي مبادئها وتنفيذ برامجها لما فيه مصلحة فئات المجتمع كافة.
وفي الختام، أتمنى للجميع رمضاناً مباركاً وأياماً ملؤها الخير والبركة والأمنيات المتحققة.

*مديرة الاتصال المؤسسي والتسويقي في شركة أمنية