المساد: شرط الفيلم الوثائقي أن يكون حقيقيا وواقعه أغرب من الخيال

المساد: شرط الفيلم الوثائقي أن يكون حقيقيا وواقعه أغرب من الخيال
المساد: شرط الفيلم الوثائقي أن يكون حقيقيا وواقعه أغرب من الخيال

مخرج أردني يستعد لإنجاز فيلم بعنوان "هذه صورتي.. عندما كنت ميتا"

فريهان الحسن

اضافة اعلان

عمان- استطاع المخرج الأردني في فترة قصيرة إنجاز أفلام وثائقية متميزة جاب بها مهرجانات العالم، وحصل من خلالها على جوائز عالمية عديدة.

تناول في أفلامه موضوعات متنوعة، يجمع بينها في البحث الدائم عن فكرة مميزة ليكون كل فيلم بمثابة بطاقة شخصية تميزه.

 

الفيلم الجديد الذي يستعد المساد لإنجازه هذا العام "هذه صورتي.. عندما كنت ميتا" حظي على تمويل بقيمة 25 ألف دولار أثناء تواجده في مهرجان دبي السينمائي.

وفاز بالجائزة بعد المنافسة التي جرت بين أكثر من 108 أفلام في ملتقى دبي السينمائي، إلى جانب فوز فيلمين أردنيين آخرين بجوائز التمويل.

 

المساد يشير في حديث خاص لـ "الغد" أثناء تواجده في مهرجان دبي السينمائي، أن فكرة الفيلم جاءت عندما كان جالسا مع نادين طوقان، ومن خلال حديثه معها قالت له "أعرف شخصا لديه صورته عندما كان ميتا".

 

وهنا جاء حماس المساد ليعرف أكثر عن صاحب القصة الغريبة، ومن خلال لقائه وحديثه معه تحمس لقصته الغريبة التي وجد أنها تستحق أن يخرج عنها فيلما وثائقيا طويلا عن قصة حياة هذا الشخص وتفاصيل حياته.

تتحدث القصة عن بشير مريش الذي اغتال الموساد والده، وكان حينها بالمنظمة ومسؤولا عن السلاح ومطلوبا لدى اسرائيل، وكان حينها يبلغ من العمر 4 سنوات عندما اصيب مع والده وظن الجميع انه قتل مع أبيه.

 

ويبدأ الفيلم من هذه اللحظة أي قبل 25 عاما عندما رجع للحياة، وكان عمر بشير 4 سنوات، وكان ظن الجميع حينها أن هذا الطفل استشهد مع أبيه.

 

وخلال الفيلم يصبح بشير يتخيل نفسه من خلال جملة "لو أنني لم أمت كنت فعلت كذا وكذا" وكأنه ميت بالفعل، ليصل بعدها إلى عمره الحقيقي الآن وهو 29 عاما، وهو يتحدث فعلا عما تمناه والذي هو ذاته ما حققه.

 

ويبين المساد أن كل الأحداث التي يقولها هذا الشخص ويتمنى لو أنها حصلت، هي وقائع حدثت معه بالفعل، من خلال بحثه عن أصدقائه وهم ميتون، والمواقف الصعبة التي تعرض لها.

وتتابع أحداث الفيلم، بحسب المساد، عندما تم وضع جثة الأب وابنه بشير في الثلاجة ظنا بأن الاثنين ميتان معا، إلى أن أحسوا بأن الطفل مايزال على قيد الحياة.

كانت اللحظة التي تلاقى بها الأب مع ابنه بشير هي الأولى والأخيرة، وحين اغتيالهما حاول الأب حماية ولده بأي طريقة.

ويشير المساد الذي أخرج فيلم "الشاطر حسن" إلى أن لحظة اغتيال والد بشير سيتم تصويرها في اليونان، مبينا أن فكرة الفيلم مميزة عن جميع الأفلام السابقة.

 

المساد الذي سيصور أحداث فيلمه الجديد في مناطق متعددة من الأردن، يرى أن طريقة سرد الأحداث والبداية والنهاية، هي العامل المهم في نجاح أي فيلم.

 

ويشيد بدور الهيئة في دعم صناعة الأفلام السينمائية، إذ ستعمل على دعم الفيلم من خلال تقديم المساعدات والمعدات والتصاريح اللازمة، إلى جانب الدعم المعنوي المتواصل منهم.

يلفت إلى أن الأردن مليء بالشباب الموهوبين سينمائيا، والجيل المتمرد بالأفكار، لكن المشكلة تكمن في تمويل تلك الأفلام.

ويجد أن الأفلام الوثائقية تعد فريدة ومتميزة، وفيها تحد واصرار كبير للإبداع.

ويعبر المساد الذي يقيم حاليا في هولندا، عن سعادته بتحقيق أفلامه لجوائز عديدة في المهرجانات الدولية، الأمر الذي يدل على تميز تلك الأعمال، واحترام المشاهد لها، فضلا عن جهود جميع العاملين بها.

والمهرجانات السينمائية الدولية، وفق المساد، فرصة كبيرة لانتشار الفيلم والاعتراف به، فضلا عن أنها تتيح الفرصة للتعرف على منتجين وصناع افلام يتم التعاون بينهم في المشاريع السينمائية.

 

ويعتبر خبرة صناعة السينما مثل خبرة الحياة، مبينا أن من شروط الفيلم الوثائقي أن يكون "حقيقيا وواقعه أغرب من الخيال".

حصل فيلمه الأخير "إعادة خلق" على جوائز عديدة، واختير ليشارك في أكثر من 80 مهرجانا عالميا ولقي استحسان النقاد الدوليين، وهو يروي قصة المقاتل السابق في أفغانستان أبو عمار، الذي يعود إلى مدينته الزرقاء ويحاول اجتراح بداية جديدة مع عائلته المكونة من زوجتين وثمانية أولاد، فيصطدم بالواقع الاجتماعي الذي دفعه إلى جمع الكرتون وبيعه لمصانع إعادة التدوير بأجر زهيد.

 

المساد خاطب في فيلم "إعادة خلق" المنطق والعقل بشكل كبير، إذ ترك للجمهور حرية الحكم على الفيلم من خلال ما يشاهدونه، كما يخاطب الجانب الإنساني لدى الجمهور من خلال هذا الفيلم، ويطلعهم على التناقضات بإيجابياتها وسلبياتها.

بدأ يشق طريقه في الاخراج السينمائي، وهو لم يتجاوز بعد السابعة عشرة من عمره، وعلى الرغم من هجرته الى الخارج كان أحد أسبابها عدم توفر الامكانات السينمائية في الاردن الا أنه لم يتمكن أن يبقى بعيداً عن تفاصيل بلده.

المساد الذي ولد في مدينة الزرقاء في العام 1969 أخرج العشرات من الأفلام القصيرة والوثائقية من بينها فيلم "الشاطر حسن" وهو من مختارات مهرجان كان في العام 2001، ونال جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان روتردام في 2001 وجائزة النقاد في مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة في العام 2001.