المساعدات الأميركية.. تأكيد دور الأردن المحوري

سماح بيبرس

تعكس مذكرة التفاهم الجديدة الخاصة بالمساعدات الأميركية للأردن عمق العلاقات الثنائية وحرص الولايات المتحدة على ازدهار ونمو المملكة.

اضافة اعلان


مذكرة التفاهم الخاصة بالمساعدات الأميركية للأردن زادت عن سابقتها بعامين، لتصبح لمدة 7 سنوات بدلا من 5 سنوات، إضافة إلى زيادة الدعم ليبلغ 1.45 مليار دولار سنويا، بدلا من 1.275 مليار سابقا.


خبراء أكدوا لـ "الغد" أن المذكرة، التي تعتبر الأولى من نوعها من حيث المدة، تأتي في سياق متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تؤكد دور الأردن المحوري في المنطقة.


وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اعلن أول من أمس على هامش قمة جدة للأمن والتنمية عزم الولايات المتحدة توقيع مذكرة تفاهم جديدة لتقديم مساعدات للأردن بقيمة 1.45 مليار دولار سنويا بدءا من السنة الماليّة 2023 وحتى السنة المالية 2029.


وعليه فإنّ الولايات المتحدة رفعت من قيمة المساعدات الموجهة للأردن، فيما أنّ هذه المذكرة تأتي لأول مرة لتكون 7 سنوات بعد أن كانت المذكرة السابقة لها لخمس سنوات (2018-2022)، فيما كانت المذكرات قبل ذلك لثلاث سنوات.


سفارة الولايات المتحدة الأميركيّة في عمّان أكدت لـ"الغد" أنّ مذكرة التفاهم "تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن واستمراريتها والتزام الولايت المتحدة بدعم أمن الأردن وازدهاره من خلال زيادة مدة هذه المذكرة لتكون أطول من المذكرات السابقة وتقديم دعم مالي يُعد الأكبر من نوعه حتى الآن".


ويشار هنا إلى أنّه وخلال السنوات الخمس الماضي التزمت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات سنوية للأردن بحجم 1.275 مليار دولار وفقا لمذكرة تفاهم اعتبرت الثالثة من نوعها لكنّها الأولى التي جاءت لمدة خمس سنوات، حيث أن المذكرتين اللتين سبقتاها كانتا لثلاث سنوات فقط.


وقد مثلت هذه المذكرة- التي بدأت في 2018 وتنتهي العام الحالي 2022- في حينه زيادة بنسبة 27 % في التزام الولايات المتحدة تجاه الأردن.

من جهة أخرى أكد اقتصاديون ومراقبون أنّ مذكرة التفاهم الجديدة والتي تعتبر الأولى من نوعها من حيث المدة تأتي في سياق متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى أهمية دور الأردن المحوري في منطقة الشرق الأوسط.


نائب رئيس الوزراء الأسبق الاقتصادي الدكتور جواد العناني قال إنّ هذه المساعدات ستكون "بالتأكيد" الحد الأدنى من المساعدات الأميركية خصوصا وأنّ الولايات المتحدة عادة ما تقدم أكثر مما تعلن من مساعدات.


وأوضح العناني أنّ الإعلان عن دعم الأردن بهذه الصورة دليل على اهتمام الادارة الأميركية باستقرار الاردن وبأن يكون قادرا على النمو وخلق فرص العمل ومعالجة مشاكله الاقتصاديّة، بحكم موقعه ودوره الاقليمي، خصوصا وأنّ أي مشاريع اقليمية مستقبلية سيكون الأردن جزءا منها بالضرورة وبالتالي فإنّ استقراره بات أولوية لهذه الإدارة.


ومن هنا فإنّ العناني يرى بأنّ هذا الاهتمام ليس محصورا بإدارة أميركية دون أخرى، بل على العكس فإنّ دعم الأردن هو "قرار أميركي مؤسسي مصدره الإدارة العميقة في الولايات المتحدة".


ويتوقع العناني أن تكون المساعدات الأميركية أكثر مما تم الإعلان عنه وأن يتم توجيه استثمارات أميركية للأردن خلال السنوات المقبلة القريبة.


وأضاف أنّ اعتراف بايدن بعودة الشرق الأوسط ضمن اولويّات السياسة الأميركيّة جاء لمصلحة الأردن، حيث أنّه دولة محورية في المنطقة.


وزير تطوير القطاع العام الاسبق الدكتور ماهر مدادحة أكد أنّ تمديد فترة الاتفاقية هي دليل على متانة العلاقات الاردنية الأميركية، وثقة الولايات المتحدة بأهمية دور الاردن في السياسي في المنطقة، فالأردن يعتبر "حليفاً استراتيجيا لها.


وتقدّر مساعدات العام الحالي بـ1.650 مليار دولار، بزيادة بحوالي 375 مليون دولار (مساعدات اضافية)، منها 1.207 مليار دولار مساعدات اقتصادية و425 مليون دولار مساعدات عسكرية.


وكان تقرير صادر عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي في نيسان (ابريل) العام الحالي قد أكد أنّ الولايات المتحدة تقدم مساعدات اقتصادية للأردن من أجل دعم الميزانية (التحويل النقدي)، وبرامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وضمانات القروض، مشيرا الى أن "جزءا من التحويلات النقدية الذي يوجه للموازنة من المساعدة الاقتصادية الأميركية للأردن هو أكبر مبلغ يُمنح لأي متلقّ للمساعدات الخارجية الأميركية في جميع أنحاء العالم".


ويتم تقديم مساعدة نقدية أميركية لمساعدة المملكة على سداد الديون الخارجية ودعم اللاجئين السوريين والتقليل من تكاليف استيراد الوقود.


ووفقا للتقرير فإنّ المساعدات الأميركية السنوية للأردن تضاعفت أربع مرات تقريبًا من الناحية التاريخية على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية.

اقرأ المزيد :