المستفيدون مما يحدث

اسرائيل هيوم

بوعز بسموت

الشبان الفلسطينيين بما في ذلك من أوساط فلسطينيي 48 يطعنون اليهود في الشوارع منذ ثلاثة اسابيع، وعضو الكنيست من المعسكر الصهيوني ايتان كابل قال أمس في مقابلة "لقاء الصحافة" القناة الثانية انه يخاف من اليهود. حيث أنه يستطيع مواجهة الفلسطينيين، بالضبط مثل حزبه على مدار السنوات. العلاقات مع هؤلاء في حينه – عندما كان أصدقاؤه في السلطة – كانت جيدة جدا، حتى اصبح من غير الممكن عمل سلام مع الفلسطينيين. فالسلام يتم مع الأعداء.اضافة اعلان
ان محاولة عدة سياسيين محللين تحويل الفلسطينيين إلى ضحية هو أمر مزعج ومستفز تجاه الإسرائيليين الذين يطعنون. الشبكة مليئة باليائسين الذين يتحدثون عن معاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال والمستوطنات ووجبة السمك التي لم تصلهم إلى الطاولة بالسخونة المطلوبة. الاحتلال يسحق الصحن أيضا. كم هذا صعب. إلى أي حد رؤية الإسرائيليين السيئين والعنصريين والخطيرين تبعث على اليأس. كيف تسببنا باندلاع موجة السكاكين؟ كيف حولنا الشاب البسيط إلى متعطش للدماء لا يخاف الموت؟ اليوم ايضا وبالأمس وقبل وبعد اوسلو. وكيف استعبدنا شعب آخر بعد اقامة دولة إسرائيل وقبلها ايضا؟.
لماذا قبلها؟ لأنه في حينه كان هناك عمليات مسلحة أيضا. ولكن لم يكن احتلال. من الممكن ان هذا كان "تحت الحساب".
توجد مشكلة واحدة في القول إن الاحتلال هو سبب هذه العمليات: الشعب لم يقتنع بذلك نقطة. لماذا؟ لان هذا ببساطة غير صحيح. الهجوم الفلسطيني على الإسرائيليين هنا قبل ذلك – ولا شيء يضمن ان يستمر بعد ذلك. بل على العكس – انظروا إلى قطاع غزة.
تستمر هذه الهجمات بسبب التحريض وبسبب العنف من حولنا في سورية والعراق واليمن وليبيا. التلهف الذي تهجم به شاب مقدسي على ضحيته اليهودي هو بالضبط اللهفة التي قطع فيها رأس الصحفي اليهودي دانييل بيرل. اللهفة التي تعرض لها اليهود في رعنانا هي نفس اللهفة التي يقطع فيها داعش الرؤوس في سورية. وهذا لا أقوله أنا بل الفيلسوف الفرنسي برنار أنري ليفي الذي ينتمي لمعسكر السلام. هل يمكن أنه ايضا لا يفهم؟.
إنه يفهم خطورة تفهم كل هذا الهجوم. وكيف أن هذا العمل سيشجع المهاجم التالي. أنري ليفي يعارض موضة التحضر التي نعيشها نحن ايضا. التحضر على حساب الحقيقة.
عندما تنتهي هذه الموجة سنتذكر مرة اخرى مساهمة اعضاء الكنيست من فلسطينيي 48 فيما يحدث. كيف أنهم لم يساعدوا في اطفاء اللهب وكيف أنهم ألحقوا الضرر في من يرعونهم.
عضو الكنيست أحمد الطيبي يشجع الشكوك بين السكان الذين يعيشون معا ويمرون بأيام صعبة. بالنسبة لاعضاء الكنيست من فلسطينيي 48 يمكن للصراع أن يكون قومي، ديني، جغرافي – المهم ان يكون هناك صراع. ليسوا هم من يدفع الثمن انما صاحب المطعم، الطبيب، الاكاديمي والمهندس والممرضة والصيدلي الذين يجدون فجأة صعوبة بايجاد عمل لأن الإسرائيليين يشتبهون. لا توجد مشكلة لدى الطيبي. انه يستلم معاشه في الموعد المحدد. الطيبي مقتنع أنه يعيش في ديمقراطية غير كاملة، لكن هذا لا يعني. انها ديمقراطية تدفع وقد تكون الديمقراطية الغربية الوحيدة التي تدفع للمحرضين.
الآن ليس هناك شك – البعض منا فقد ضميره.