المستوطنون رؤساء منظمة الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة

figuur-i
figuur-i

هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

اضافة اعلان

المستوطنون غير راضين. يقولون إنه يتطور لديهم اليأس. لقاؤهم مع رئيس الحكومة أول أمس وصف بأنه عاطفي جدا. والقلب تفطر. كيف يفعلون شيئا كهذا لهم؟ ألم يتحملوا ما يكفي؟ خطة الضم ليست جيدة بما فيه الكفاية بالنسبة لهم. 19 مستوطنة يمكن أن تكون في الخارج. ماذا يعني في الخارج؟ خارج الارض التي كلها لهم. خارج دولة الشعب اليهودي. وماذا سيكون على سكانها ذوي القيم؟ الى أين سيتم اخلاؤهم؟ كارثة وطنية ستحدث. والقلب تحطم الى شظايا.
لقد أحسن بنيامين نتنياهو صنعا عندما سارع الى استقبالهم في لقاء مستعجل، ووعدهم ايضا بأن الضم سيكون بدون أي صلة بخطة ترامب؛ عن دولة فلسطينية لا يوجد بالطبع ما سيتم التحدث عنه. ومع ذلك، هناك يأس. ومن أكثر حالات اليأس تبريرا اذا لم يكن أكثرها. فقط ذوي القلوب الفظة لن يفهموا ما يعتمل في قلوبنا، التي ستتحطم. لا يوجد رئيس حكومة لن يستقبلهم ويلتقي معهم في لقاءات مستعجلة. لا يوجد قطاع في المجتمع كانت في أذن رئيس الحكومة، أي رئيس حكومة، مصغية اليه مثلهم. فهم يشكلون الرعب على مقر رئيس الحكومة منذ أجيال. لا توجد مجموعة قوة كل الاروقة مفتوحة امامها بهذا الشكل. ما هي البطالة، الفقر، العنف، العنصرية، الوباء، ضائقة الصحة، السكن والتعليم امام الضم. قلائل رؤساء الحكومة، وبالتأكيد ليس نتنياهو، الذين خطر ببالهم استقبال وفد ممن يعارضون المستوطنات. ربما هم ايضا في حالة يأس؟ ربما يكون يأسهم هذا مستعجل؟ ربما تكون الاخطار التي سيشيرون اليها أكثر خطورة من مصير النار المقدسة؟
صورة أيقونية التقطت في الاسبوع الماضي تحكي كل القصة: مجموعة من الرجال الأشداء يجلسون في دائرة، عدد منهم ينتعلون الصنادل وعدد ينتعلون أحذية طويلة، ومعظمهم يعتمرون القبعات المنسوجة، وأحدهم يرتدي سترة، المافيا تقوم بعملية، رجال العصابات يتناقشون حول الاموال المسروقة. خريطة مفرودة على الارضية الخشبية امامهم، عيونهم محدقة فيها. معظم المناطق ملونة باللون الوردي فيها. هذه هي خارطة الاحتلال، كولونيالية 2020. كتب شخص ما في تويتر، حوار رؤساء المستوطنين بشأن الضم.
مستقبلهم لم يظهر في أي يوم من الايام اكثر وردية، بالضبط مثل المناطق على الخريطة، لكنهم في حالة يأس. هكذا يتصرفون دائما. يعبرون عن يأسهم. القوزاق المسروق، الذي هو غير راض دائما. هذه شهوة الاحتلال وجشع العقارات الذي لم يشبع في أي وقت. مع تلاعبهم الساخر والمستمر هناك يأس. هذه أم كل ألاعيبهم، اليأس. على مدى خمسين سنة كانوا مستائين من جميع حكومات اسرائيل، ويقومون بابتزازها بدرجة متساوية تقريبا. اليأس يساعدهم، وقلائل جدا رؤساء الحكومة الذين لم يخضعوا لهم. والآن جاء دور نتنياهو.
هذه الصورة هي ايضا صورة الابرتهايد النقي. المزارعون البيض يوزعون جلد الدب الذي ليس لهم. معظم سكان المناطق الوردية لم يسألوا عن رغباتهم، وحتى هذا لا يسمونه ابرتهايد حسب الدعاية الاسرائيلية. هل يوجد دليل اكثر وضوحا على الابرتهايد من هذه الصورة؟ أين هم الفلسطينيون؟ أليسوا من بني البشر؟ رؤساء منظمة الجريمة الاكبر والاقوى في الدولة يجلسون ويناقشون مصير سرقتهم. هم يوزعون أنفسهم في مناورة نموذجية بين المعتدلين والمتطرفين وكأنه يوجد فرق بينهم، بالضبط مثلما يوزعون لدينا هنا المستوطنات بين قانونية وغير قانونية وكأنه يوجد فرق بينها، وكأنها ليست جميعها اجرامية.
الى اللقاء مع رئيس الحكومة لم يتم استدعاء الجيدين، هؤلاء هم الاكثر استعدادا للموافقة على ضم ترامب. الآن يجب ارضاء المتطرفين، الذين لا يشعرون بأن الضم هو جيد لهم. وأن الضفة الغربية سيتم ضمها وسكانها سيتم طردهم الى كل صوب. هم سيشتاقون الى الخيار الثاني وسيعبرون عن اليأس. وعندما سيتم ضم الضفة الشرقية، هم سيرغبون في ضم اراض اخرى. وسيطلبون الالتقاء بشكل مستعجل مع رئيس الحكومة وسيعبرون عن الاستياء. وهم سيستاؤون ايضا عندما ستمتد بلادهم من النيل وحتى الفرات.
يجب علينا عدم لومهم. فمثل أي منظمة اجرامية، المشكلة هي مع من يسمح بوجودها. هؤلاء هم نحن. جميع الاسرائيليين.