صمود مقدسي أمام المستوطنين وجيش الاحتلال

نيران في شوارع القدس خلال مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين قرب باب العامود في البلدة القديمة وقوات الاحتلال الإسرائيلي - (أ ف ب)
نيران في شوارع القدس خلال مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين قرب باب العامود في البلدة القديمة وقوات الاحتلال الإسرائيلي - (أ ف ب)
نادية سعد الدين عمان - هاجم المستوطنون المتطرفون، أمس، منازل وممتلكات المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات بين صفوفهم أثناء تصديهم لاعتداءات المستوطنين. وفي الوقت الذي تنشط فيه جهود وساطة دولية لتهدئة التصعيد في القدس وقطاع غزة، فقد شنت قوات الاحتلال مجدداً، قصفاً جوياً كثيفاً فجر أمس ضد القطاع، بينما كان المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم بإطلاق الحجارة والزجاجات الحارقة ضد الأهالي المقدسيين. كما ألقى عشرات المستوطنين الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات أهالي الحيّ المقدسيّ، واقتحموا منازلهم، تحت حماية قوات الاحتلال، بينما تصدى الشبان الفلسطينيون لهم. وقد تسبب ذلك في إصابة العديد من المواطنين بالرصاص المعدني وقنابل الغاز والصوت التي أطلقتها قوات الاحتلال، خلال تصدي الشبان لاعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في القدس، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني. كما اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، عدداً من سكان الضفة الغربية أثناء تواجدهم في مدينة القدس للدفاع عن الأهالي المقدسيين ضد العدوان الإسرائيلي. وتسود أجواء التوتر والاحتقان مدينة القدس المحتلة، بعدما حولتها قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، ونصبت الحواجز العسكرية وأغلقت بعض المفارق، إثر مواجهات عنيفة تُعد الأعنف منذ سنوات. وفي وقت سابق، اعتدت قوات الاحتلال على وقفة تضامنية ضد تهجير سكان الحي أمام منازل الحي، ومنعت الصحفيين الموجودين من التغطية، في حين رفع المشاركون لافتات دعت لإنقاذه من عمليات الاستهداف الإسرائيلي المتواصلة. من جانبه؛ قال نائب رئيس حركة فتح"، محمود العالول، إن "ما يجري في القدس حراك فلسطيني لكل المقدسيين ومن يتفاعل معهم ويستطيع الوصول للمشاركة هناك". ونوه إلى مساعي الاحتلال لإثبات أن "فتح" والسلطة تقفان وراء ما يجري في مدينة القدس، معرباً عن فخره بذلك، "غير أنه لا يمكن أخذ حق أحد، فهو حراك فلسطيني شامل"، وفق قوله. وقال، إن "كل من ينادي المجتمع الدولي بالتدخل لكبح ما يجري في القدس فسنرى كيف سيتدخل لوقف ما يجري، في ظل حديثه عن تهدئة"، معرباً عن استغرابه من الحديث عن تهدئة في ظل انتهاكات الاحتلال المتواترة على كنيسة القيامة والمسجد الأقصى وضد المقدسيين أنفسهم. وأشار إلى أن الحراك الشعبي قائم منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، مؤكداً أهمية "ايجاد حراك عربي شامل في مواجهة التصرفات الإسرائيلية. بدورها؛ أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام متابعتها الدقيقة عن كثب للهجمة الصهيونية الإجرامية من قوات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى المبارك وأهالي القدس المحتلة. وأكدت الكتائب دعمها للأهالي المقدسيين الصامدين في معركة القدس، مشددة على "انتفاضتهم في وجه الاحتلال، ووقوفهم سداً منيعاً أمام المغتصبين". فيما وجهت رسالة للاحتلال الإسرائيلي قالت فيها: "نقول للعدو الذي يظن أنه يمكن أن يستفرد بأقصانا وأهلنا في القدس؛ لا تختبر صبرنا، فقدسنا دونها الدماء والأرواح وفي سبيلها نقلب الطاولة على رؤوس الجميع ونبعثر كل الأوراق". وكانت عدة أحياء في مدينة القدس ومحيطها قد شهدت مواجهات وصفت بالأعنف منذ سنوات جاءت رداً على محاولات المستوطنين تنفيذ اعتداءات بحق الفلسطينيين واقتحام منطقة باب العامود. ويواجه أهالي حيّ الشيخ جرّاح، الواقع شمال البلدة القديمة بالقدس المحتلة، منذ العام 1972 مخططاً إسرائيليّاً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم. وفي الأثناء؛ شرعت أطراف دولية في جهود وساطة دولية بين سلطات الاحتلال وحركة "حماس" لمنع التصعيد في قطاع غزة المحاصر، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. غير أن طائرات حربية إسرائيلية استأنفت عدوانها فجر أمس بشن غارات على قطاع غزة، فيما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية وابلاً من الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود مع القطاع. وأفادت الأنباء الفلسطينية أن دبابات متمركزة قرب السياج الفاصل مع القطاع، استهدفت موقعاً لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة غارات على أراضٍ زراعية وأخرى خالية إلى الشرق من مدينة رفح جنوب القطاع، إلى جانب قصف أراضٍ أخرى شرق خانيونس، مما تسبب في إصابة عدد من الشبان الفلسطينيين. وأعلنت كل من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، ومجموعات تابعة لكتائب الأقصى، مسؤوليتهم عن الهجمات الصاروخية من القطاع. وأكدت أنها "تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال، ونصرةً للقدس والأقصى، ولأهل المدينة المنتفضين في وجه اعتداءات الاحتلال." وقال الناطق باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، إن "العدوان الإسرائيلي الجديد على غزة محاولة يائسة لكسر إراد الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن "المقاومة الفلسطينية حاضرة لرد العدوان وتثبيت المعادلة مع الاحتلال ومنعه من التغول ضد الفلسطينيين". وشدد على أن "الشعب الفلسطيني ومقاومته ملتحمان مع الأهالي المقدسيين في معركتهم مع الاحتلال دفاعاً عن الأقصى". فيما أكد أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، أن "الرسالة الأقوى قد جاءت من قطاع غزة بأنه لن يقف ساكناً أمام اعتداءات الاحتلال والمستوطنين المستمرة في القدس المحتلة"، معتبراً أن المعركة الحقيقية هي معركة القدس المستمرة والمشتعلة بدون توقف. وكانت مناطق متفرقة من قطاع غزة، قد شهدت فجر أمس، مسيرات شعبية في كافة المحافظات تضامناً مع أهالي القدس الذين يتعرضون لهجمة إسرائيلية غير مسبوقة.اضافة اعلان