المستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية الاحتلال في أول أيام شهر رمضان

جنود الاحتلال أثناء حراستهم للمستوطنين بعد اقتحامهم ساحات الأقصى المبارك - (ارشيفية)
جنود الاحتلال أثناء حراستهم للمستوطنين بعد اقتحامهم ساحات الأقصى المبارك - (ارشيفية)

نادية سعد الدين

عمان - اقتحم المستوطنون المتطرفون، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، في أول أيام شهر رمضان، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع استكمال "مسيرات العودة"، اليوم بالأراضي المحتلة، في "جمعة الوفاء للشهداء والجرحى"، ضدّ نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة.اضافة اعلان
ونفذ المستوطنون المتطرفون اقتحامات جماعية للأقصى، من جهة "باب المغاربة"، والقيام بجولات استفزازية داخل باحات المسجد، تحت حماية عناصر من شرطة الاحتلال والقوات الإسرائيلية الخاصة المسلحة التي رافقتهم خلال جولة الاقتحام.
كما قام المستوطنون بأداء طقوسهم التلمودية، المزعومة، قبالة مسجد قبة الصخرة، كما تلقوا شروحات يهودية حول "الهيكل"، المزعوم، من أحد المرافقين لهم.
وفي الأثناء؛ تنطلق "مسيرات العودة"، اليوم، في الأراضي المحتلة، باسم "جمعة الوفاء للشهداء والجرحى"، التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، لتأكيد التمسك "بحق العودة" ورفض قرار نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة.
ويتقاطر الفلسطينيون من مختلف أنحاء الأراضي المحتلة للمشاركة الواسعة في مسيرات العودة الكبرى، تعبيرا عن الغضب الشعبي العارم ضد القرار الأميركي بشأن القدس، وضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي أسفرّ عن استشهاد 62 فلسطينيا، وجرح العديد من المواطنين.
وقالت القوى الوطنية والإسلامية، أمس، أن مسيرات العودة السلمية ستتواصل حتى الخامس من حزيران (يونيو) المقبل، ضدّ عدوان الاحتلال وضدّ قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، داعية للمشاركة الواسعة، غداً، في مسيرات العودة الكبرى شرقي حدود غزة، والتي ستكون باسم "جمعة الوفاء للشهداء والجرحى".
وبموازاة ذلك؛ فقد بدأت الاستعدادات لإحياء الذكرى السنوية الـ 51 لاحتلال مدينة القدس، بفعالية شعبية ضخمة ترفع شعار "مليونية القدس" في ذكرى "النكسّة"، وفق برنامج يومي للفعاليات في شهر رمضان المبارك، فيما ستقام صلاة التراويح في مخيمات العودة شرق قطاع غزة.
وكان 62 شهيداً فلسطينياً استشهدوا برصاص الاحتلال خلال المشاركة في مليونية العودة، بينهم 8 أطفال، وجرح أكثر من 2700 آخرين؛ نصفهم أصيبوا بعيارات نارية، على الحدود الشرقية لقطاع غزة في إطار مسيرة العودة، التي تتزامن مع إحياء الذكرى السبعين "للنكبّة"، ومع نقل واشنطن لسفارتها إلى القدس.
على صعيد متصل، شنت مقاتلات جيش الاحتلال سلسلة غارات جوية ضدّ قطاع غزة مستهدفة مواقع حكومية وأخرى تابعة للمقاومة الفلسطينية.
وقصفت طائرات الاحتلال، طبقاً للأنباء الفلسطيني، موقع "عسقلان" شمال قطاع غزة بأربعة صواريخ، وموقع الشرطة البحرية غرب مدينة غزة بثلاثة صواريخ، ومثلها استهدفت موقع "السفينة" التابعة للمقاومة غرب مدينة غزة.
وقال مصدر امني في غزة ان القصف الجوي استهدف ب"سبعة صواريخ، ثلاثة مواقع للمقاومة" تتبع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، اثنان منها في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع واخر في منطقة السودانية شمال مدينة غزة.
من جهتها، قالت حماس في بيان "نؤكد للعدو الصهيوني وقادته أنّ حركات المقاومة (..) قادرة على الرد وبكل قوة على هذه الجرائم".
واكدت حماس ان "كل يوم يمضي دون إنهاء هذه الأزمة وإنقاذ غزة يقربنا وبشكل متسارع من الانفجار الاكبر الذي سيطال الجميع".
وكانت دبابات اسرائيلية قصفت مساء الاربعاء عدة مواقع لحماس في القطاع ردا على اطلاق نار باتجاهها.
وقالت الشرطة الاسرائيلية ان منزلا في بلدة سديروت اصيب باضرار الاربعاء بنيران سلاح رشاش ثقيل اطلقت من قطاع غزة دون وقوع ضحايا.
واكدت حماس في بيان امس "نؤكد للعدو الصهيوني وقادته أنّ حركات المقاومة التي تشارك شعبها في هذا الحراك السلمي بكل وعي وحرص على المصالح العليا لشعبنا، قادرة على الرد وبكل قوة على هذه الجرائم، مع احتفاظها بحق المقاومة بكل السبل".
بينما أكد يحيى السنوار زعيم حماس في قطاع غزة في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية "أرسلنا رسائل واضحة مع العديد من الجهات الدولية والاقليمية لقادة العدو اذا استمر هذا الحصار لن نتوانى في استخدام المقاومة العسكرية" موضحا ان "قيادة العدو تعرف اننا نستطيع اذا قررنا ان نحول حياة هذا العدو الى جحيم".
فيما شنّت قوات الاحتلال حملة اقتحامات ومداهمات لأنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللها اعتقال العديد من المواطنين الفلسطينيين؛ بينهم أسير محرر وجريح.
واقتحم جيش الاحتلال منزل النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس" في بيت لحم، خالد طافش، وقام بتفتيش المنزل وتخريب محتوياته.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في بيت لحم؛ حيث أصيب عدد من الطلبة بحالات الاختناق الشديد، جراء استنشاقهم الغاز المسّيل للدموع، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغز والصوت تجاههم، مما أسّفر عن وقوع عدة إصابات بين صفوفهم.
وأغلقت قوات الاحتلال طرقاً رئيسية زراعية بالمدينة لمنع وصول المواطنين إليها، فيما طالت الاعتقالات الإسرائيلية عدداً من الشبان الفلسطينيين من نابلس وسلفيت بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
واثار سقوط العدد الكبير من الشهداء الفلسطينيين موجة استنكار عالمية، وعمدت بعض الدول الى استدعاء سفراء اسرائيل لديها تعبيرا عن احتجاجها، ودعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والاتحاد الأوروبي إلى اجراء تحقيق مستقل.
وأدى ايضا إلى أزمة إسرائيلية- تركية جديدة، حيث استدعت أنقرة سفيرها لدى تل ابيب للتشاور وطلبت الثلاثاء من سفير اسرائيل لديها ان يغادر مؤقتا البلاد.
وردت اسرائيل بدعوة القنصل العام التركي لديها إلى العودة إلى بلاده. - (ا ف ب)