المسلماني يقترح خطة عمل لتطوير قطاع السياحة في المملكة

لقد أكد جلالة الملك وبمناسبات عديدة على إيلاء السياحة أهمية قصوى، ووجه جلالته الحكومة والقطاع الخاص للتركيز على عدة محاور، والتي إذا ما تم الاهتمام بها سيصبح الأردن منافسا حقيقيا في الإقليم ووجهة استقطاب مهمة للسياحة العالمية.اضافة اعلان
إنني وبعد خبرة عملية بالسياحة بمختلف دول العالم تزيد على عشرين عاما والتي عايشت خلالها العديد من التجارب الناجحة لدول مختلفة حققت وبسنوات قليلة نقلة كبيرة بدخلها السياحي وبأعداد السياح وسبقتنا بهذا المجال برغم أننا نمتلك ثروة سياحية وتاريخية عظيمة تؤهلنا أن نكون الأفضل إذا امتلكنا إدارة للقطاع السياحي قادرة على العمل والإنجاز وتعي أهمية هذا القطاع الوطنية والاقتصادية.
كما توليت بدورتين في مجلس النواب السابع عشر رئاسة لجنة السياحة والآثار، وأجد لزاما علي أن أقدم مقترحات لتحقيق تطور حقيقي ملموس بالقطاع السياحي، والذي طالما قلت عنه إنه "بترول الأردن" وهي مقترحات أساسها الأفعال لا الأقوال وعمادها إحداث نقلة نوعية بالخدمات السياحية وترتكز على الوصول للسائح المحتمل بمكانه:
1- تأمين متطلبات السائح كفيل بزيادة أعداد السياح، وهنا نحتاج لدراسة حاجات السياح وفق ثقافتهم وعاداتهم خاصة فيما يتعلق بالأطعمة المقدمة بالفنادق، وأن تعمل الفنادق على توفير وسائل ترفيهية للعائلات والأطفال.
ومن المهم أن يدرك العاملون بالقطاع أن السياحة لا تنحصر فقط بتوفير غرفة فندقية للسائح بل يجب توفير مدن للألعاب ومرافق ترفيهية للعائلات والأطفال مشابهة لما يجده السياح بدول مجاورة فالمنافسة الشديدة بسوق السياحة العالمي توجب علينا أن ننظر جيدا حولنا ونستفيد من تجارب الآخرين.
إننا ونحن بعصر شبكة الإنترنت وثورة الاتصالات أصبح متاحا أمام السائح أن يحدد وجهته من مكان إقامته وذلك باستعراض ما يقدم له من خدمات ومميزات وأماكن ترفيهية ونحن للأسف مقصرون بهذا الجانب.
لا بد من التوجه لوكلاء السياحة بالمملكة والتنسيق معهم لتطوير خدماتهم عبر وسائل التواصل الحديثة، وأن يكون هناك حوافز واعفاءات ضريبية على التذاكر والتأشيرات لكل وكيل سياحة يستقطب أعدادا أكبر من السياح.
2- إحداث نقلة نوعية سريعة بقطاع النقل السياحي، فنحن بحاجة ماسة لحافلات حديثة بأنواع وأحجام مختلفة وبأسعار مقبولة تتناسب مع وضع مختلف فئات السياح، وهي ركيزة أساسية مهمة تعكس صورة ايجابية عن المملكة لدى السائح.
وهذا يتطلب مراجعة الأنظمة التي تحكم عمل النقل السياحي بحيث يسمح ذلك بفتح باب الاستثمار بهذا القطاع ومعالجة أسباب عزوف المستثمرين عن الدخول فيه الأمر الذي أدى لتراجع التنافسية وجودة الخدمات المقدمة.
3- إعادة تأهيل البنية التحتية بالمواقع السياحية وإعادة تنظيم سياحة المغامرة وتحديد اشتراطات واضحة لممارسة هذا النوع من السياحة خصوصا بعد الفاجعة التي حدثت في منطقة البحر الميت.
4- الإجراءات المتبعة في المنافذ الحدودية للمملكة لها تأثير مباشر في الوقت الذي يقضيه السائح قبل دخوله المملكة وهذا يتطلب تطوير هذه الإجراءات وتوحيدها.
5- التأسيس لشراكة حقيقية وجادة بين القطاعين العام والخاص والمجتمعات المحلية لخلق سياحة مستدامة تسهم بشكل إيجابي بتطوير وتنمية اقتصاديات المجتمعات التي تتواجد فيها مواقع سياحية بحيث يشعر المواطن بالأثر الإيجابي لهذه الثروة السياحية على حياته ومنطقته.
6- وضع آليات واضحة وجداول زمنية محددة لمتابعة تنفيذ استراتيجية السياحة الوطنية وأن يتم إجراء مراجعة دورية لبنود الإستراتيجية بالشراكة ما بين كافة القطاعات ومعالجة المعوقات التي تعترض تنفيذها.
7- إعفاء الغرف الفندقية التي يتم إشغالها من الضريبة واحتساب الضريبة على الغرف الفندقية الفارغة وذلك بهدف تشجيع الفنادق على استقطاب السياح للإقامة فيها وتعبئة الغرف الفندقية مما يخلق منافسة كبيرة بين الفنادق وينعكس إيجابا على السياحة وأعداد السياح عموما. 
8- تعديل وتطوير المنظومة التشريعية للقطاع السياحي وتوسيع عضوية المجلس الأعلى للسياحة ليشمل كافة المعنيين بالقطاع بحيث يصبح المجلس صاحب السلطة الفعلية لتطوير السياحة.
9- توفير الحوافز التشجيعية للمستثمرين للتوجه لزيادة أعداد الغرف الفندقية خصوصا الغرف من فئة الثلاث نجوم وخاصة في منطقة البحر الميت والبترا وعجلون كون هذه الفئة تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية لفئة كبيرة من السياح ويوجد لدينا نقص كبير في أعداد الغرف الفندقية عموما ومن هذه الفئة خصوصا. 
10-لكل بلد وشعب احتياجات ومتطلبات معينة وهذا يوجب علينا وعند تسويق الأردن سياحيا أن نهتم بتوفير تلك المتطلبات وأن يتم التسويق باستخدام وسائل التواصل الأكثر متابعة في تلك الدول للوصول إلى أكبر عدد من السياح.
 لقد أصبح لزاما علينا أن نعتمد على أنفسنا فيما يخص التسويق، وقد كنا منذ سنوات نعتمد على السياح القادمين من دول الجوار، وبعد أن أغلقت المعابر بسبب ظروف المنطقة توقفت تلك السياحة عن الأردن.
يجب البدء بنهج جديد بتسويق السياحة يرتكز على الوصول إلى الأفراد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأن يتم سنويا استضافة عدد من الناشطين على وسائل التواصل من مختلف دول العالم وأخذهم بجولات سياحية لأنحاء المملكة وسيكون لهذا أثر إيجابي وفوري بالوصول للملايين من متابعيهم عبر وسائل التواصل بأقل التكاليف.
إننا في الأردن وبفضل من الله وبوعي الشعب الأردني وبقيادتنا الهاشمية قد أنعم الله علينا بنعمة الأمن والأمان في إقليم يشهد العديد من التوترات ونعلم جميعا أن لظروف المنطقة تأثيرا مباشرا علينا، وبرغم ذلك فإننا وبتوجيه من قيادتنا الهاشمية لن نتوانى عن العمل ليل نهار لوضع الأردن في مكانه الذي يستحق بين دول العالم المتقدمة.