المشاركة والحب الرقمي والخلايا الجذعية محور أفكار مستقبلية لتغيير العالم

المشاركة والحب الرقمي والخلايا الجذعية محور أفكار مستقبلية لتغيير العالم
المشاركة والحب الرقمي والخلايا الجذعية محور أفكار مستقبلية لتغيير العالم

مريم نصر

عمان- يقع العالم اليوم على مفترق طرق، فالأرض تتغير والإنسان يتمرد على ما اعتاده، لذا آن الأوان لإيجاد افكار مستقبلية وضعتها مجلة "التايم" لمواجهة كل هذه التغيرات؛ سواء أكانت تغيرات طبيعية او من صنع البشر.

اضافة اعلان

أولى تلك الافكار التشارك، في يوم من الأيام سينظر الجيل الجديد إلى القرن العشرين، ويتساءل لماذا كان الناس يتهافتون لاستملاك العقارات والأراضي وحتى الوسائل الأخرى، إذ سيتحولون من مستهلكين الى مستهلكين بالتشارك، وليس فقط لفوائدها الاقتصادية التوفيرية بل من أجل فوائدها الاجتماعية، فالأشخاص يميلون للمحافظة على الأشياء التي يستعيرونها أكثر من تلك التي يستملكونها، الأمر الذي ينمي الثقة بينهم.

ومن الأفكار الأخرى التي ستغير من مستقبل العالم، الحب الرقمي، فلم يعد الجيل الجديد مهتما بكلاسيكيات الرومانسية فهو يعبر عن حبه للآخر بالطرق الرقمية الحديثة، وما هو أكثر ثورية ان المرء قد يجد شريكه عن طريق التكنولوجيا فينمي حبه ويوثق صلاته بمن يحب عن طريق المواقع الاجتماعية، كما ان الثورة الرقمية جعلت للذكر والانثى طرقا للتأكد من شخصية الآخر ومدى ملاءمة ذلك الشريك للآخر، كما يستطيع المرء التأكد من إخلاص الآخر له عن طريق "غوغل" و"الفيسبوك" وغيرها من المواقع الالكترونية.

المطارات ستتحول الى مدن وخاصة مع اضطرار الكثيرين الى مغادرة بلدانهم للعمل، فالعالم أصبح بالمعنى الحرفي قرية يحتاج فيها المرء الى التنقل كثيرا لإنجاز مهامه، فالمدن أصبحت أماكن للمغادرة وليست للبقاء أو العيش، ويرى المتنبئون بالمستقبل ان المنازل ستكون لها مهبط للطائرات لتسهيل التنقل، ويقول جون كاساردا أحد رجال الاعمال الذين يتنبأون بالمستقبل إن الجدة قريبا ستتمكن من الذهاب الى ابنتها التي تسكن في دولة أخرى لتهتم بحفيدتها والعودة مرة اخرى الى منزلها، ولعل فيلم "up in the air" للنجم جورج كلوني تنبأ بهذا الشيء بطريقة قد لا تكون مباشرة.

قريبا قد تذهب الى العمل لتكتشف أن مقر عملك انتقل الى الهند أو الصين، كثيرون شهدوا حدوث ذلك، فالحديث الذي يجري الآن وبكثرة عن قوة وتأثير الاقتصاد الصيني والهندي مجتمعين على أداء الاقتصاد العالمي، ومدى تأثيره على تعافيه وعودته إلى المسار الحقيقي والمطلوب، وخاصة أنهما تعدان أكبر دولتين من حيث عدد السكان والذين يمثلون 37 % من عدد سكان العالم مجتمعين، أي أكثر من ثلث سكان العالم مجتمعين.

وبدأت غالبية دول العالم من ضمنها الدول الكبرى بالبحث خلال الأعوام الماضية، في محاولة إيجاد تحالف اقتصادي مع تلك الدول لضمان سهولة تدفق منتجاتها الاستهلاكية والإنتاجية والصناعية لتلك الدول، التي تعد اليوم من أكبر الدول الاستهلاكية في العالم، وخاصة بعد تنامي الناتج المحلي الإجمالي لهما وتحسن معدل الدخل للفرد الواحد بشكل كبير ومتسارع نتيجة التحسن والرواج الاقتصادي الذي مرت به تلك الدول، وأصبح سكان الصين والهند مصدرا للدخل للدول المتقدمة بسبب تعافي أحوالهم الاقتصادية؛ إذ بات الهنود والصينيون من السياح الذين يرتادون دولا مثل طوكيو ونيويورك، ويجلبون المال من أجل صرفها داخل الدول الأخرى أو أن تكون موظفا في شركة مديرها في نيودلهي وليس نيويورك، وتحصل على الراتب بالروبية وليس بالدولار، وهذا هو شكل الاقتصاد المستقبلي.

من الأفكار المستقبلية الأخرى التي ستغير العالم هي الخلايا الجذعية التي في طريقها لجعل أخطر الأمراض مرضا بسيطا، فأبحاث الخلايا الجذعية تلاحظ بقدرتها هذه قادرة على تغيير تاريخ الأمراض البشرية، عن طريق استخدامها لإصلاح الأنسجة التالفة والمريضة وخلق خلايا وأنسجة جديدة صحية.

ويتوقع العلماء تحقيق المعجزات بالاستفادة من بحوث الخلايا الجذعية، فعبرها يمكن التوصل إلى علاج أمراض تعد في حكم المستعصية، كما يمكن من خلالها مساعدة أعضاء الجسم المصابة أو المريضة على النمو وتجديد خلاياها، لكن إلى الآن لم يتحقق شيء من ذلك.

[email protected]