المصريون في المملكة: قلق واسع على "المحروسة"

عبدالله الربيحات

عمان - لا يخفي أغلب أبناء الجالية المصرية في الأردن حالة القلق الواسعة التي يعيشونها، جراء تدهور الأوضاع السياسية في بلدهم مصر، التي تشهد مسيرات واعتصامات حاشدة، معارضة للرئيس محمد مرسي وأخرى مؤيدة له، وعدم استقرار أمني وسياسي واسع. اضافة اعلان
ورغم انسحاب الانقسامات السياسية بتوتراتها في الساحة المصرية بين التيار الاسلامي ومعارضيه، على مواقف ابناء الجالية المصرية في المملكة، بين مؤيد لمرسي ومعارض له، فان الغالبية منهم تدعو الى ضرورة الاحتكام والجلوس الى طاولة الحوار، مؤكدين أن مصر بأرضها وشعبها "أهم بكثير من الأشخاص والكراسي".
وتعد الجالية المصرية اكبر جالية عربية واجنبية في المملكة، حيث تقدر احصائيات وزارة العمل والحكومة اعداد افراد هذه الجالية بنحو 800 الف شخص.
ممدوح الجمل، صاحب مطعم الأوبرج في وسط البلد؛ أكد ان ما يهم المجتمع المصري وحدته التي يعيشها واستقراره، وان مصر الآن يجب ان تكون اقوى من أي وقت مضى، نظرا للتحديثات والاستحقاقات التي تنتظرها، وعلى رأسها مشروع سد النهضة الذي تنوي اثيوبيا اقامته بدعم من اسرائيل، متمنيا ان يحتكم الجميع للعقلانية وكل ما يخدم مصر.
وقالت الصيدلانية "أم محمد" ان "الخوف هو سيد الموقف بالنسبة للمصريين المغتربين القلقين، على ما ستؤول اليه النتائج في مصر".
وأعربت عن تخوفها من حالة الانقسام التي تعم مصر اليوم بين المعارضة ومؤيدي الرئيس مرسي، مشيرة الى أن عدم توحد الشعب المصري تحت كلمة واحدة، يؤدي الى تشتتهم والذي "لا سمح الله" قد يؤدي للعنف.
ويرى تامر الفاتح؛ وهو محاسب مالي في شركة الكترونيات بعمان، ان ما يحدث الآن هو "ثورة مضادة" للقضاء على الثورة الاولى وعلى الشرعية والديمقراطية المنتخبة من الشعب.
وحمل الفاتح مسؤولية ما يجري في مصر الى جبهة الانقاذ وحركة تمرد، لـ"رفضهما مرارا الجلوس للتوافق مع الرئيس والنهوض بالوطن"، منهيا حديثه بالقول "ربنا يستر ويحمي مصر".
وبين جمال محمد، وهو بائع كتب بوسط البلد، ان "الديمقراطية لا تتجزأ، والأفضل اتباع طرق الحوار والاحتكام لحكم صندوق الاقتراع كما هو الحال عليه في الدول التي مضى عليها اعوام في تقاليدها الديمقراطية.
وبين ان الاسلام السياسي الذي برز كمسيطر وفائز في مصر وما يسمى بدول الربيع العربي، "ليس لديه الخبرة الكافية" بتسيير دفة الحكم والسلطة في مصر تحديدا، وفي دول الربيع العربي عموما.
وتمنى محمد لبلده الاستقرار السياسي وتشييد دولة المؤسسات والديمقراطية العلمانية، بعيدا عن صبغ الموسسات بصبغة دينية.
وقال "ما أتمناه هو ديمقراطية وتنمية، والتنبه لما يحاك لمصر من مؤامرات خارجية لخلق حالة من الفوضى والطائفية وتجزئة، فالمطلوب مصر الموحدة والديمقراطية، دولة المواطن المصري".
الستينية أم علاء وهي ربة منزل، قالت إن "المصريين يترقبون ومتخوفون من 30 حزيران (يونيو) كونه سيكون يوم الحسم".
واعتبرت ان "لا تقدم في وضع مصر"، وقالت "لا نرى من النظام الحالي إلا التراجع للوراء، في دور مصر خارجياً وداخلياً، لافتة الى ان "الشعب المصري لديه غضب لا يحتمل".
وأضافت أن الفشل في إدارة البلاد، سبب حقيقي في غضب الشارع المصري، فلذلك لا يمكن تكرار عام آخر من أداء الرئيس مرسي مرة أخرى، ولن نتحمل هذا لأنه فشل في الإدارة، وليس في مصلحة مصر أن نكرر هذا الأداء غير الكفء. وتمنت ام علاء الاحتكام لصناديق الاقتراع في وقت مبكر، لا جر البلاد إلا ما لا تحمد عقباه.
واكد رجب عبد السميع اهمية الالتزام الكامل بسلمية المسيرات والمظاهرات والاعتصامات، داعيا المتظاهرين للالتزام بالهتافات الموحدة الجامعة للمصريين، ورفع أعلام مصر وصور الشهداء، دون رفع أي رايات حزبية أو صور شخصيات أو غيره.
وشدد على ضرورة استجابة الرئيس مرسي لمطالب الشعب المصري المشروعة. 
بدوره، شدد عبد الحميد سعيد؛ وهو عامل، على ضرورة أن يكون 30 حزيران (يونيو) يوم حوار بين كل أطراف المجتمع، مناشدا المصريين جميعا تحمل مسؤولياتهم.

[email protected]