المصري: المطالبات باستعادة الولاية العامة "بريئة" من الخبث والنوايا السلبية

رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري خلال ندوة "شهادة سياسية" نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي أول من أمس -(بترا)
رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري خلال ندوة "شهادة سياسية" نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي أول من أمس -(بترا)
عمان- _ - أكد رئيس الوزراء الأسبق، طاهر المصري، أن المطالبات بتغيير النهج واستعادة الولاية العامة التي يرفعها الناس، منذ أعوام، "بريئة" من أي خبث أو نوايا سلبية، وغرضها دفع عملية التقدم في الأردن إلى الأمام، وتعزيز المؤسسية. وبين، في ندوة بعنوان "شهادة سياسية" نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، أول من أمس، وسط حضور نخبة عريضة من الشخصيات الوطنية والعامة ورجال السياسة، أن تطبيق مفهوم الولاية العامة هدفه؛ تحصين رأس الدولة. وخلص المصري في الندوة، التي أدارها مع الجمهور نائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني، إلى أهمية إنتاج مفاهيم معرفية جديدة، في سياق عملية النقد الذاتي لتجاربنا السياسية، الفردية منها والعامة، والتفريق في تسمية "المسؤولية العامة"، بين مفهوم "السياسة" وبين مفهوم "الوظيفة الإدارية"، سواء كبرت تلك الوظيفة أم صغرت. وقال إن تعينيه وزيراً للخارجية، منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كان محطة فارقة في حياته، وأنّ ما سبقها من أعمال سفارة أو وزارة "لم تكن سوى وظائف إدارية"، مبيناً أن تجربته النيابية في العام 1989؛ جعلته يعيد تقييم رأيه في العمل السياسي الحقيقيّ، كما فتحت في ذهنه مفاهيم وأفكارا جديدة للإصلاح. واعتبر المصري أن الاتصال بالناس والانخراط في همومهم ومشكلاتهم يعطي للعمل السياسي مضامين فعلية في حياة المرء، بل ويُكسب السياسي، إذا كان صادقاً مع نفسه، خبرات لا بد منها لكل مشتغل في السياسة أو الشأن العام. وأوضح أنه عندما شكل الحكومة في صيف العام 1991، كان الاختبار الحقيقي يكمن في قدرته على الالتزام بممارسة هذا الفهم الذي اكتسبه للسياسة، بين العمل الحكومي وبين النيابة؛ لأنّ محصّلتها الإيجابية كان ينبغي لها أن تكون تطويراً للديمقراطية على المستوى العام. وفي تعليقه على شعار "استعادة الولاية العامة" الذي يرفعه الناس، أكد المصري حاجتنا، في هذه الظروف العصيبة، إلى تحصين رأس الدولة وإلى وجود قيادات قوية وكفؤة. واستعرض جزءا من رسالة بعث بها إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، أكد فيها أن الحكومات تأتي بمنهجية تسيير الأعمال وعقلية وظيفية مجرّدة، لافتا إلى أن حديثه لا يأتي ليُثبت للناس أنه ليس الإنسان الذي أكل الاستبداد روحه. وأشار المصري إلى أن الملك الراحل، الحسين بن طلال، أراد بتكليفه تشكيل الحكومة 1991، أن يُعلن أنّ هناك بدايةً لتغييرٍ جوهري في الحكم والنهج، مؤكداً أنه ليس من النخب السياسية التي تقفز من سفن الحكم من دون اعتبار لعقل المواطن الأردني والعربي العادي. إلى ذلك، أكد المصري أن الراحل الحسين كان في غاية الشجاعة عندما استخلص العبر من أحداث نيسان 1989 وعمل جاداً في نقل البلاد من حالة الاحكام العرفية إلى دولة المواطنة وفتح الباب على مصراعيه لإجراء إصلاح شامل وحقيقي. من جهته، قال العناني في معرض تقديمه للمصري " لم يغب أبو نشأت عن المسرح السياسي، سواء كان في منصب أم لم يكن. ولم ينس مليكه الحسين الباني، أم عبدالله الثاني المعزز عندما أسند كل منهما منصباً، ولم يخرج من المناصب محتجاً أو حانقاً. فالوطن ليس بالمنصب، وإنما في عمق المشاعر من دم ولحم بين الضلوع". وتابع "أبو نشأت رجل نال حب الناس والأهم احترامهم. وهو من السياسيين الذين يشهد لهم بحب الوطن، فلا أصوله الفلسطينية تبدل ولاءه لوطنه الأردن، ولا كونه أردنيا تجعله متخلياً عن جذوره وأصوله".اضافة اعلان