المصري: صعوبة المسلسلات البدوية تكمن في اللهجة

المصري: صعوبة المسلسلات البدوية تكمن في اللهجة
المصري: صعوبة المسلسلات البدوية تكمن في اللهجة

ممثل يتمنى على التلفزيون الأردني عرض الدراما المحلية ودعمها

 

فريهان الحسن

اضافة اعلان

عمان-استطاع اختراق جدار النجومية في فترة قصيرة عبر أعمال درامية شكلت له علامة فارقة في مشواره الفني.

الفنان الأردني ياسر المصري الذي تميز وأبدع في الأعمال البدوية، معيدا إلى تلك الدراما رومانسيتها الجميلة، ومعاني الحب الأصيلة.

مسلسلا "نمر بن عدوان" و"عيون عليا" العملان الأخيران للمصري أعاد عبرهما التألق للدراما البدوية الأردنية بعد انقطاع كبير.

ويبين أن أعماله الأخيرة تركت لديه أثرا كبيرا لا يمحى من الذاكرة، إذ يرى أن كل عمل قام به له بريقه الخاص يميزه عن غيره، ويترك بصمة مختلفة لدى الجمهور.

ويضيف المصري في حديث لـ "الغد" أن مسلسل "نمر بن عدوان" مختلف عن "عيون عليا"، وأن "راس غليص" مختلف عن الاثنين السابقين، والأعمال الثلاثة قدمت وجبات مختلفة رغم أنها تشترك ببعض التفاصيل في تناول العادات والتقاليد.

ويضيف ان نمر بن عدوان أثر به من خلال فروسيته وشاعريته وإنسانيته البالغة، والجانب العاطفي والقيادي في مجتمعه، ليشكل له نقطة تحول في حياته.

وكان مسلسل نمر بن عدوان جسد الحكاية الشعبية العربية والتاريخية من خلال تصوير مجتمع كان مغلقاً، اعتاد التعامل مع المرأة بصفتها إنسانا ذا مكانة أدنى، ونجح هذا العمل بتسجيل محطة مهمة من محطات الدراما الاردنية.

ويذهب المصري الذي قدم 12 عملا تلفزيونيا إلى أن نجاح المسلسل اعاد تألق الدراما الأردنية البدوية، بعد فترة من الابتعاد، ليتم بعدها التفكير في انجاز 13 عملا بدويا العام الحالي من قبل جهات مختلفة، بعد أن كان هناك تخوف من انتاج هذه الفئة من الأعمال.

وعن ارتباط الشخصية في ذهن المشاهد وصعوبة تقبل شخصية أخرى، يقول المصري إن هناك عددا من الفنانين تميزوا بأسمائهم كشخصيات، الأمر الذي يجعل الفنان يبحث دائما عن الأدوار المهمة والجيدة ليرتقي بذوق المشاهد تلقائيا ويستقبل التحول في نوعية أخرى من الدراما.

وأثر نمر بن عدوان على حياة المصري الشخصية من خلال المفردات البدوية التي بقيت ملازمة له في حياته الشخصية، ولكنه في الوقت نفسه استطاع أن يفصل بين تقمصه لتلك الشخصية التي عاش معها أكثر من خمسة أشهر متواصلة وسط أجواء العمل، وبين حياته الشخصية.

ويبين أن حب الممثل للشخصية التي يجسدها يجعله يوصل الإحساس والمشاعر للمشاهد بكل صدق.

وحول الثنائية التي تميز فيها العملان الأخيران مع الفنانة صبا مبارك، يقول إن التقاءهما معا حقق النجاح الكبير للعملين. مبينا أن هناك تركيبة كيميائية وانسجاما فنيا جمعهما معا، وهو الأمر الذي لا يتحقق مع جميع الفنانين.

ويقول إن الأعمال القادمة لن تكون مع صبا، لانشغال كل منهما في عمله الفني الخاص، مشيرا إلى أنها فنانة مبدعة ومجتهدة، وأي فنان يقف أمامها ترتفع أسهمه الفنية.

ويلفت المصري الذي درس بكالوريوس موسيقى، إلى أن نجاح مسلسل عيون عليا كان "نجاحا جماعيا"، إذ أبدع كل ممثل في مكانه ليخرج العمل متكاملا للجمهور.

ويذهب إلى أن عيون عليا قصة من الخيال لكنها تتشابه مع 4 قصص واقعية موجودة مع اختلاف بعض التفاصيل، فهي ليست عملا فنتازيا بعيدا عن الخيال، بل يقترب من الواقع. ويقول "لا بد لخيال الكاتب أن يخرج من دائرة الوقائع الحقيقية".

وحول تعرض عيون عليا للانتقاد من خلال العادات البدوية المطروحة والتي اعتبروها بعيدة عن الواقع البدوي، يقول المصري إن هناك "رؤية مخرج واجتهاد ممثلين"، فضلا عن الضرورة الدرامية التي يحتاجها العمل الفني، لكنها تبقى داخل الإطار المسموح به.

وعن استمرار ارتباطه بالشخصية البدوية من خلال الأعمال المستقبلية، يبين المصري أن التغيير أمر مطلوب للفنان دائما، ويأتي ذلك بشكل تلقائي من خلال أدوار تفرض نفسها على الممثل سواء كانت أعمالا تاريخية او بدوية او اجتماعية اوحديثة.

ويلفت المصري الذي قدم 14 مسرحية محترفة مع معهد الفنانين المحترفين والمخرجين، إلى أن الدراما البدوية نوع من الفنون الدراميا، لكن صعوبتها تكمن بدراسة اللهجة البدوية دراسة كاملة وإتقانها على أفضل وجه، مبينا ضرورة أن استخدام لغة سلسة بيضاء يستطيع من خلالها المشاهد فهم الصيغة العامة للمسلسل.

ويبين المصري أن المركز العربي للسمعيات والبصريات رفع من انتشار الدراما الأردنية على جميع المحطات العربية، متمنيا من التلفزيون الاردني أن يعرض الأعمال الدرامية والأردنية ويدعمها باستمرار.

وحول امكانية مشاركته في أعمال عربية، يبدي المصري ترحيبه في خوض تجارب مختلفة للمشاركة من أعمال عربية وعالمية، بشرط أن تخدم رسالة الفن، فضلا عن أن تكون مشاركته بهويته الأردنية بالاسم والتواجد، وأن تكون الظروف الانتاجية والفكر الذي يراد إيصاله مشرفا.

ويميل المصري الذي شارك في مسلسل "ذي قار" و"الفرداوي" و"راس غليص" إلى تجسيد الشخصيات الجادة والحقيقية والمركبة، ويبين أن التاريخ مليء بالشخصيات الجميلة التي تترجم في اعمال درامية، مثل عمر المختار، وخالد بن الوليد، فضلا عن شخصيات لكتاب ومثقفين وزعماء معروفين.

ويهتم المصري بنوعية الأعمال التي يقوم بها والتي ترتقي بذوق المشاهد، ولا ينظر إلى الكم في الأعمال الدرامية، مبينا أنه يدرس تفاصيل العمل كاملة، مع التركيز على كل خطوة من خطوات العمل الدرامي.

ولا يخفي الأب لطفلين؛ راية (5 أعوام) وزيد (3 أعوام) دعم زوجته في مسيرته الفنية، وتوجيهاتها له بعين ناقدة وموجهة.

وعمل المصري من العام 86 إلى العام 2007 راقصا في فرقة الفنون، وتخصص في آخر 7 أعوام في الفلكلور الاردني نظريا وعمليا، واهتم بالتراث والموروث، وشغل مدرب الفرقة القومية التابعة لوزارة الثقافة مدة 7 سنوات.

ويعشق المصري الفلكلور، إذ قام في العام 1993 بتمثيل أول مسرحية "كلاكيت" في مهرجان الشباب الثاني من اخراج حسن سبايلة، وقدم أكثر من عرض مسرحي في العام 1998.

ولكن الوجهة أخذته إلى التلفزيون، وكانت البداية في مسلسل "عرس الصقر" الذي قدمه في العام 1997.

واعتزل المصري الرقص في الفرقة الفلكلورية العام الماضي، كما قدم استقالته من جميع الفرق التي كان عضوا فيها، ليتفرغ للأعمال التلفزيونية.

ويرتبط المصري ارتباطا وثيقا بالفلكلور والموروث والأساطير الشعبية بجميع اشكالها الانسانية، فضلا عن اهتمامه بالقصص الشعبية.

ويجد أن اهتمامه وتمرسه بالفنون الشعبية والمسرح والتلفزيون رصيد يصب في أي مجال يختاره، وطريق رئيسي للفن من خلال مسارب توصل للاحتراف في مكان معين.

المصري يستعد للبدء في تصوير مسلسل "ركان ابن حثلين" للكاتب محمود الزيودي، الذي يتناول حياة شخصية حقيقية عاشت قبل 300 عام بمنطقة الحجاز وشبه الجزيرة العربية قبل تقسيم المناطق.

ويركز العمل الذي ينتجه المركز العربي ويعرض في العام 2009 على مقاومته للعثمانيين، وفترة سجنه 7 أعوام في اسطنبول، والمعارك التي قام بها الاتراك، فضلا عن تركيز العمل على التفاصيل والجوانب الانسانية في حياة هذا الشخص.

وفي الوقت الحالي يقوم المصري بقراءة نص مسلسل "أبو يوسف الثقفي" الذي سيعرض في 2010.

المصري يشيد بدعم نقابة الفنانين ووزارة الثقافة والجمهور الاردني الذين كانوا عاملا مهما في إيصاله للنجومية، ويبين أن انتماءه الفني سيبقى لبلده الأردن التي تدعم الفنانين والمتميزين باستمرار.