موفق كمال ورهام زيدان
عمان - أكّد رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني، هيثم ميستو، موقف الأردن الرافض لإقامة مطار تمناع الإسرائيلي في موقعه الحالي، وقرار تشغيله الأحادي الجانب إلا إذا التزمت إسرائيل المعايير الدولية واتخذت الإجراءات التي تضمن المصالح الأردنية كاملة.
وشدد ميستو أنّ الحكومة تحتفظ بجميع الخيارات لضمان الدفاع عن مصالح المملكة وحمايتها، وهي تتابع هذا الأمر مع منظمة الطيران المدني الدولي لضمان الوصول إلى حل بهذا الخصوص وفق القوانين والمعايير الدولية.
وأكد أن الهيئة قامت بالتواصل مع سلطة الطيران المدني الإسرائيلي بهذا الخصوص، وإعلامهم بضرورة عدم اتخاذ قرار التشغيل للمطار بشكل أحادي الجانب إلى أن يتم حل جميع الأمور العالقة تحت المظلة الدولية.
وأوضح ميستو أنّ الرفض يأتي لمخالفة المطار المعايير الدولية، فيما يتعلق باحترام سيادة الأجواء والأراضي للدول الأخرى عند تشغيل المطار. وأكّد ميستو ضرورة التزام إسرائيل باتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 الموقعة من 192 دولة في العالم من ضمنها الأردن وإسرائيل، وهي اتفاقية ملزمة لجميع الأطراف. ولفت إلى أنّ الحكومة ممثلة بهيئة تنظيم الطيران المدني، بصفتها الجهة المختصة بهذا الموضوع، قامت بإبلاغ منظمة الطيران المدني الدولي باعتراض المملكة الشديد على هذه المخالفة، والتأكيد على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقيد إسرائيل بالمعايير الدولية.
من جانبه، كشف اللواء المتقاعد من سلاح الجو الملكي الطيار، مأمون أبو نوار، أن المطار الإسرائيلي الجديد بالقرب من العقبة يمثل خطرا أمنيا إسرائيليا على المملكة، موضحا أن ذلك يتأتى من استخدام إسرائيل المطار الجديد لأغراض عسكرية، بعد أن وضعت الاحتياطات الأمنية والعسكرية اللازمة للمطار.
وإلى جانب ذلك أكد أبو نوار أن الخطر يتمثل في أن المطار الجديد قريب من مطار العقبة بنحو 14 كيلو مترا ما يهدد أمن الطائرات.
وأوضح أبو نوار أنه عند هبوط الطائرات في كلا المطارين فإنه ستستخدم إدارة المطارين موجات اتصالات مختلفة مع هذه الطائرات، ومن المرجح ان يحدث تشويش على تلك الاتصالات، وربما يشكل خطرا على أمان الطائرات وأرواح الركاب في حال حدث تداخل في هذه الاتصالات اللاسلكية، وبالتالي، من الممكن أن يؤدي وجود المطار الإسرائيلي إلى مخاطر تمس سلامة الطائرات وركابها. وأشار إلى أن هذا المطار مهم جدا بالنسبة للإسرائيليين من الناحية الاقتصادية، كونه يشكل عاملا سياحيا مهما بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، معتبرا المطار الإسرائيلي يخالف اتفاقية شيكاغو (ICAO)، بمخالفته أمان الطيران (ايكاوا).
وأضاف أن منظمة الطيران الدولي قادرة على اتخاذ إجراءات لمنع هذا المطار لما يشكله من خطر على معايير السلامة العامة للطائرات، مشيرا إلى أنه يتوجب على الأردن أن يشكو إلى المحاكم الدولية المختصة في فض مثل تلك النزاعات. وبين مصدر مسؤول أن الأردن قدم الاعتراض لأن "موقع المطار لا يتوافق مع المعايير الدولية".
وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، قالت في بيان العام 2015، إن الأردن "عبر عن رفضه التام لإقامة المطار لاعتبارات فنية وقانونية متعددة".
وأشار البيان حينها إلى أن الأردن شدد على أن إقامة المطار في الموقع المذكور سيؤدي لانتهاك السيادة الأردنية في الأجواء، فضلاً عن أنه سيمثل خرقاً للقانون الدولي وخاصة المادة الأولى من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944، وانتقاصا من معايير منظمة الطيران المدني ICAO. وتنصّ المادة الأولى من اتفاقية الطيران المدني الدولي، المعروفة أيضا باسم (اتفاقية شيكاغو) "تعترف الدول المتعاقدة أن لكل دولة على الفضاء الجوي الذي يعلو إقليمها سيادة كاملة ومطلقة".
وافتتحت إسرائيل أمس مطارا دوليا جديدا في الصحراء الجنوبية بهدف تعزيز السياحة في منطقة البحر الاحمر على أن يكون بديلا عن مطار بن غوريون في تل ابيب في حال الطوارئ.