"المعلمة الشريرة" لعبة افتراضية "خطيرة" تصور المعلم كشخصية مرعبة!

Untitled-1
Untitled-1
تغريد السعايدة عمان - مصطلحات وألفاظ غير مقبولة موجهة إلى سيدة تتبع حركتها طفلة؛ تسمعها والدتها أنفال، حينما تمارس طفلتها إحدى الألعاب الإلكترونية، بشكل يومي، كنوع من التسلية المتاحة للصغار خلال هذه الفترة، لتكتشف الأم فيما بعد أن تلك الشتائم موجهة إلى شخصية "المدرسة" في لعبة "المعلمة الشريرة" أو scary teacher. وتقول أم أنفال إن الأطفال كالمعتاد يلعبون بهواتفهم لساعات طويلة وخاصة خلال فترة العطلة، أو الفترة الماضية التي رافقت الحجر، وعدم توفر أي أنواع أخرى من التسلية لديهم، ولكنها تفاجأت بأن الطفلة التي لم تتجاوز العشر سنوات، تلعب وبمهارة لعبة المعلمة الشريرة، التي تعتمد على مقالب موجهة للمعملة ومحاولة الإيقاع بها في فخ "المقلب"، كما في تعرضها للوقوع على الدرج أو في البركة، وتعمد سرقة أغراضها الشخصية. الأخطر من ذلك، بحسب والدة أنفال، هو فكرة اختراق خصوصية الآخرين والدخول إلى منازلهم من خلال خاصية 3D، في اللعبة، والتي تُمكن الطفل الممارس للعبة من أن يدخل في بيت المعلمة والوصول إلى أي منطقة يمكن دخولها، حتى وإن كان ذلك "الحمام" وسرقة علب الشامبو والمشط وغيرها الكثير من الأفكار التي تشوه الطفل وتربيته بالمحافظة على خصوصية الآخرين. وصف اللعبة، بحسب تفاصيلها على موقع google play، أنها تدور حول فتاة عبقرية وأسوأ معلمة في المدرسة الثانوية، التي كانت تهدد الأطفال، وتعاقبهم بدنيا في بعض الأحيان، وعند انتقال هذه المعلمة المخيفة لتكون جارة الطالب "الطفل الذي يمارس اللعبة" يقرر تعليمها درسًا بإخافتها، والانتقام المثالي، خلال القيام بأنشطة مختلفة وإطلاق الحيوانات الأليفة تحت رعايتها، وخلال وقت محدد. يتألف منزل المعلمة الشريرة، المعروف باسم Miss T، من 15 غرفة ولكل غرفة بعض الغموض الذي لم يتم حله؛ إذ يسترد فيها اللاعب صور الأطفال الضحايا، والحيوانات الأليفة المهددة، وكعكة الشوكولاته، وتتميز اللعبة بعدة مزايا منها "فتح البيت التفاعلي" على غرار العالم الافتراضي وتحوي مواضيع وحركات رعب، يعتبر المصممون أنها مناسبة لجميع الأعمار. وبحسب الدارسات الخاصة حول ممارسة الأطفال الألعاب الإلكترونية، فإنها قد تسبب قلة التركيز ونقص الانتباه، وإن الأطفال الذين يلعبون بألعاب الفيديو لأكثر من ساعتين في اليوم قد يكونون عُرضةً لمشاكل تتعلّق بالانتباه وقلة التركيز، كما أن لها آثاراً عقلية، كما في التوتر العصبي والنوبات المرضية، والتشنجات العصبية، كما ينتج عنها تأثير سلوكي غير محسوس ببعض الألعاب. رها الشلبي، التي لاحظت كذلك مدى تعلق ابنها بهذه اللعبة لفترة من الوقت، تقول إنه كان يتابعها من وقت لآخر، إلى أن جلست في إحدى المرات بجانبه وتابعت معه بعض تفاصيل تلك اللعبة، والتي ترى أنها لا تلائم الأطفال نهائياً وبأي شكل من الأشكال، بغض النظر عن أعمارهم، وفيها أمور "عجيبة وغير مقبولة"، على حد تعبيرها. وتقول الشلبي إن من تلك الأمور التي لم ترق لها أبداً كان الصورة السلبية التي تم وضع المعلمة فيها بأنها شخص سيئ وعلى الطالب أو الطفل أن يقوم بعمل مقالب ضدها بشكل مسيء، عند ذلك، قررت أن تأخذ الهاتف من ابنها ومسح اللعبة مباشرةً ومنعها من متابعتها حتى على "يوتيوب"، وقالت له إن هذه اللعبة ممنوعة بشكل كامل، لأنه المعلمة إنسانة رائعة وتحب الأطفال وتعاملهم بطريقة جيدة ومحببة ويجب أن نبادلها الحب والاحترام، ومنذ ذلك الوقت لم يقم بممارستها. الأخصائية التربوية الدكتورة انتصار أبو شريعة، ترى أن المستجدات الأخيرة التي سيطرت على الواقع تفرض نفسها بلا لستئذان أحدثت تغييرا كبيرا في المنظومة الاجتماعية بشكل عام والمنظومة القيمية بشكل خاص على فئة الطلاب والأطفال تحديدا؛ حيث إن لبقائهم الفترة الماضية في ظل جائحة كورونا على تماس مباشر وطويل مع منصات ومواقع وتقنيات التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في التأثير سلبا على قيمهم وأنماط تفكيرهم وعلى آرائهم وتوجهاتهم. وترى أبو شريعة أن الكثير من هؤلاء الأطفال وجد في التعلم عن بعد ذريعة مشروعة للبقاء أطول فترة ممكنة أمام تقنيات مفتوحة غير منضبطة بقيود وبلا رقابة والتي تزخر بكم هائل من البرامج والأفلام والألعاب التي لم يمتلك الطفل بعد القدرة على تقييمها أو معرفة الغث من السمين من الآمن أو الخطير منها، ولعل أكثر التغييرات السلبية التي لوحظت في الآونة الأخيرة كانت حول العلاقة بين المعلم والطالب. وتقول "المعلم الموجه والمربي والمرشد والقدوة"، وهذه التقنيات ببعض البرامج والألعاب الإلكترونية سببت شرخا كبيرا في هذه العلاقة بحكم الابتعاد عن التواصل المباشر فيما بينهما، فنجد أن كثيرا من المواقع التي يدخل إليها الطفل بداعي اللعب مع غياب الرقابة الوالدية قد عملت على تشويه صورة المعلم وصورته بالشخصية الشريرة التي يجب أن يهرب منها بل ويتحاشى الاقتراب منها، والأفكار السلبية الدخيلة وإلى تحول القيم وتبدلها بقيم لا ترتبط بمجتمعنا. وتتمنى أبو شريعة على الأهل أن يكونوا أكثر وعيا وحزما في الرقابة على الأبناء، وإحكام السيطرة بتفعيل الوازع الديني والأخلاقي وغرس الرقابة الذاتية في نفوسهم وتنظيم ساعات التواصل مع هذه التقنيات ومشاركة الأبناء في اختيار وانتقاء البرامج والمواقع والعمل على تشفير المواقع التي قد يسهل على الأطفال الدخول إليها، والتشديد عليهم. وعلى الأهل أيضا تحسين صورة المعلم من خلال استدامة العلاقة بين الطالب ومعلميه باستخدام وسائل التواصل الحديثة أو بالتواصل المباشر فيما بينهم وبناء علاقة ودية بين المعلم وولي الأمر، لتنعكس إيجابا على الطالب أيضا وإشعاره دوما بأهمية وجود المعلم في حياته وضرورة اللجوء اليه كلما تعرض لمشكلة تعليمية أو سلوكية أو غيرها، وعلى الوالدين أيضا توجيه الطالب لمعلمه عند مواجهة أي مشكلة تعليمية أو تربوية أو حتى مشكلة خاصة به.اضافة اعلان