"المعلمين" ترفض دعوة استئناف التدريس وتدعو الرزاز للقاء الأحد

آلاء مظهر عمان- لم تمض سوى دقائق معدودة، على رسالة رئيس الوزراء عمر الرزاز التي وجهها لنقابة المعلمين، وقال فيها "آن الأوان أن يعود الطلبة لمقاعد الدراسة والمعلم لأداء رسالته السامية"، حتى سارعت النقابة بالرد على هذه الرسالة، مؤكدة إصرارها على المضي قدمًا بمواصلة الإضراب المفتوح عن العمل، والذي ينفذه المعلمون منذ يوم الأحد الماضي. موقف "المعلمين" الرافض لما ورد في مضمون رسالة الرزاز، التي وجهها أمس إلى الأسرة التربوية عبر صفحات رئاسة الوزراء على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أعلنته بشكل مباشر وفوري لم يأخذ نصيبه من التباحث والتشاور مع مجلس النقابة، أو حتى الرجوع لإدارات الفروع والهيئة المركزية لمعرفة موقفهم مما ورد في الرسالة. وفيما تجد الحكومة أن المسار المهني أو ما يُطلق عليه نظام ممارسة المهن التعليمية ورخص المهنة للمعلمين، هو السبيل لحل الخلاف القائم مع نقابة المعلمين، تؤكد الأخيرة بأن "هذا ليس هو الحل، ولن يكون بديلًا عن رفع علاوة المهنة بنسبة 50 % على رواتب المعلمين الأساسية لتصل إلى 150 % بدلًا عن 100 %". وكان الرزاز اعتبر، في الرسالة، أن التصريحات الأخيرة لـ"المعلمين" خطوة إيجابية ومهمة باتجاه تجاوز الوضع الراهن، بما تضمنته من استجابة لتوجه تعميم المسار المهني وربط العلاوة بالأداء والإنجاز، والجلوس غير المشروط على طاولة الحوار، مؤكدًا "أننا جميعنا مع المعلم في خندق الوطن تحت قيادة جلالة الملك المعظم، وجبهتنا الداخلية أنتم (المعلمون) صمام أمان لها". بدوره، أكد نائب نقيب المعلمين، القائم بأعمال النقيب، ناصر النواصرة "أن الإضراب مستمر اليوم الأحد، بناء على قرار مجلس النقابه ورؤساء الفروع". ووجه، خلال بث حي على صفحة النقابة على موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك" رسالة إلى جميع الطلبة، بمختلف المراحل الدراسية، وذويهم بأن "المعلمين سيقومون بتعويض الطلبة عما فاتهم من دروس خلال الأيام الماضية". وأشار النواصرة إلى "أننا كنقابة نرغب بقراءة إيجابية لرسالة الرزاز، لكننا لم نقرأ كلمة علاوة التعليم 50 %، باعتبارها الحد الأدنى للمعيشية، ولم نقرأ فيها كذلك كلمة من مشتقات الفعل اعتذر". وقال "ادعو الرئيس الرزاز إلى اجتماع عند الثانية من بعد ظهر اليوم مع "المعلمين"، إما في رئاسة الوزراء أو بمبنى النقابة، لمناقشة الملفات العالقة، وعلى رأسها علاوة 50 %"، مضيفًا أن "المعلمين" بانتظار الرد على ذلك، حتى لا يبقى التحاور عبر وسائل الإعلام. وكانت النقابة ردت على الرسالة، قائلة "إن ما صدر عن رئاسة الوزراء من بيان مخيب للآمال، لا يرتقي لمستوى تطلعات والحد الأدنى لمطالب المعلمين". وأوضحت، في تصريح صحفي على لسان ناطقها الإعلامي نور الدين نديم، "أنها بادرت وتحدثت عن تطوير الأداء وتعزيز الأداء، وتمنت تعميمه على جميع قطاعات المجتمع، لكن طالبت الحكومة في الوقت نفسه بخطوة إيجابية تتضمن اعترافا بحق المعلمين في علاوة الـ50 %". وأضاف نديم "أن رئاسة الوزراء تصر على تركيز تصريحاتها على المسار المهني فقط، ومصرة أيضًا بأن لا تعترف بحق المعلم بعلاوة الـ50 %. فهذا أمر مرفوض كليًا". وفيما أكد "أن الإضراب المفتوح عن العمل قائم اليوم الأحد على ما هو عليه، دون تغيير"، أعرب عن "صدمة الميدان التربوي بردة فعل الحكومة"، في إشارة منه إلى رسالة الرزاز. وفيما يلي نص رسالة الرزاز: أخواتي المعلمات، إخواني المعلمين، استقبلنا التصريحات الأخيرة لنقابة المعلمين باعتبارها خطوة إيجابية ومهمة باتجاه تجاوز الوضع الراهن، بما تضمنته من استجابة لتوجه تعميم المسار المهني، وربط العلاوة بالأداء والإنجاز، والجلوس غير المشروط إلى طاولة الحوار، ما يؤشر إلى النوايا الطيبة لدى الجميع، للوصول إلى نتائج مشجعة لتطوير المسيرة التربوية والتعليمية. كنّا وما نزال نؤمن بحتمية المضي قدماً بتحسين الوضع المعيشي للمعلم، فهو المربي والمؤتمن على فلذات أكبادنا، وأحد روافع نهضة المجتمع والوطن، ومن هذا المنطلق، فإننا لا نختلف على المبدأ ولا على الهدف، وإنما نتحاور حول الإمكانيات والخطوات والتوقيت، وهي مسائل يمكن بالحوار الجاد والحقيقي وضع تصور وطني مشترك لها بين وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين. ندرس الملاحظات التي تتبناها النقابة حول المسار المهني، وتحسين الوضع المعيشي للمعلم، وضمن إطار متكامل لتطوير أداء القطاع العام، بما يضمن مكافأة المتميزين وتحفيز العاملين في القطاع العام، من مختلف مستويات المسؤولية، على تطوير مهاراتهم وأدائهم لخدمة الوطن والمواطن. أخواتي المعلمات، إخواني المعلمين، جميعنا مع المعلم في خندق الوطن تحت قيادة جلالة الملك المعظم، وجبهتنا الداخلية أنتم صمام أمان لها، ولم يكن ولن يكون هناك طرفان، بل طرف واحد، وتأكدوا أن ما يخدم مصلحتكم يصب في مصلحتنا، وأن كرامتكم من كرامتنا، فأنتم صنّاع المستقبل والأمل. آن الأوان أن يعود الطلبة لمقاعد الدراسة والمعلم لأداء رسالته السامية، لكي يطمئن أولياء الأمور على فلذات أكبادهم، وأن نجلس إلى طاولة الحوار لخدمة المعلم والطالب والارتقاء بالمسيرة التعليمية، لما فيه خير الوطن وأجيال المستقبل.-(بترا)اضافة اعلان