المقاومة الشعبية تفشِلُ صفقة القرن

قدّم قطاع غزة، خلال الأيام الثلاثة الماضية عددا كبيرا من الشهداء الكرام منهم أطفال رضع ونساء حوامل، بالإضافة إلى مئات الجرحى. فالاحتلال الإسرائيلي الذي يريد بقصفه الشديد والعنيف القطاع دون التفرقة بين المواطنين الفلسطينيين العاديين، والمقاومين، يسعى إلى تركيع المقاومة الفلسطينية في غزة وتركيع الشعب الفلسطيني. فهذا الاحتلال الذي يمتلك أسلحة متطورة، قادر لو أراد أن يحصر القصف بالمواقع التي يعتقد أن المقاومة متواجدة فيها، ولكنه لا يريد ذلك، ويسعى إلى تركيع المقاومة وفرض شروطه عليها، فوسّع من قصفه لتطال المدنيين وبيوتهم والمؤسسات المدنية. وهذه ليس المرة الأولى، ففي كل عدوان للاحتلال على غزة، فإنه يعمل دائما على توسيع عدوانه لتصل آثاره لكل المدنيين ومؤسساتهم الخدمية بهدف خلق شرخ مع المقاومة، ويجبرها على التقوقع، وعدم الرد على العدوان. ومع أن الجرح عميق وغائر في القلب، والضحايا أبرياء، والخسائر كبيرة على كل الأصعدة، إلا أن المقاومة لم تستسلم، وردت بشكل قوي وفعال على العدوان، واستطاعت بما تملك من أسلحة محدودة ولكن فعالة تكبيده خسائر حقيقية. لأن الظروف الحالية، لا تخدم المقاومة، فهي تعاني من حصار شديد منذ سنوات، ولكنها مع ذلك، تستطيع أن توجع الاحتلال وترد بقوة على عدوانه، مهما كان حجمه، ومهما كانت الأسلحة المستخدمة فيه. إن المقاومة وبالرغم من كل الظروف، خلقت منذ سنوات معادلة، يحسب لها الاحتلال كل حساب، فهو بالرغم من قوته، إلا أنه يعرف أن المقاومة قادرة على إيلامه، وترويع المستوطنين، ومنعه من التمادي، بل تفرض عليه التراجع. يبدو، أن هذا الدرس، يجب أن يعمم في هذه المرحلة التي ينتظر فيها الشعب الفلسطيني والأردن والأمتان العربية والإسلامية، خطة الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية (صفقة القرن).. فهذه الخطة التصفوية يجب أن تواجه بقوة، فجوهر هذه الصفقة، أصبح معروفا، وجليا، ويتمثل بالغاء حق العودة وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتكريس القدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، ومصادرة وضم الأراضي الفلسطينية، اي بمعنى أكثر وضوحا تصفية القضية الفلسطينية نهائيا، وإلغاء حل الدولتين المعترف بها دوليا. مواجهة هذه الصفقة، يتطلب، كما تفعل المقاومة في غزة، توجيه ضربات مؤلمة للكيان، أي تعزيز المقاومة الشعبية في كل فلسطين، وخصوصا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، والتصدي لكل المخططات والإجراءات بفعل شعبي ضارب لا يلين، ولا ينحني. التصدي والمقاومة الشعبية في فلسطين، هي الرد الفعلي والضروري على صفقة القرن التصفوية.. إفشالها بفعل شعبي مقاوم فلسطيني، وبتأييد ودعم وتضامن عربي وإسلامي ودولي.اضافة اعلان