المقدسي: هزمت المرض بعزيمتي

نوزت المقدسي وزوجها إبراهيم الغولة خلال الاحتفال -(تصوير : أسامة الرفاعي)
نوزت المقدسي وزوجها إبراهيم الغولة خلال الاحتفال -(تصوير : أسامة الرفاعي)

مريم نصر

عمان- "انتصرت على مرض السرطانrبكل شراسة"، بهذه الكلمات تعبر نوزت المقدسي عن فرحها بالشفاء التام من سرطان الثدي، الذي أصيبت به في العام 2009، لتعيد الفضل إلى الله وما تسلحت به من إرادة، ودعم من زوجها ووالدتها.اضافة اعلان
لم تتخيل المقدسي أنها ستصاب يوما بسرطان الثدي، فتاريخها العائلي، لا يشي بأنها ستصاب بهذا المرض، بيد أن زوجها إبراهيم الغولة، عاش تلك التجربة، عندما كانت أخته مصابة بالمرض "وقد توفيت نتيجة عدم اكتشافها لسرطان الثدي في مرحلة مبكرة، وهو الأمر الذي دفع زوجي إلى حثي على عمل فحوصات مخبرية للتأكد من الإصابة بالمرض"، حسب قولها.
بعد أن أجرت الفحوصات المخبرية، علمت بإصابتها بالمرض، مؤكدة "فكان الأمر صاعقا عليّ، لكن وقوف زوجي إلى جانبي لم يتح لي فرصة أن أحزن أو أغضب".
ويساندها زوجها إبراهيم الغولة بقوله، "يجب على المرء أن يقوم بإجراء فحوصات لجسده تماما كما يقوم المرء بعمل صيانة لمنزله، وسيارته لأن جسمنا يستحق منّا الرعاية لحثه على مقاومة الأمراض المميتة".
أدركت الزوجة، وهي في مراحل العلاج أن سرطان الثدي مرض خبيث يمكن الشفاء التام منه في حال تم اكتشافه مبكرا، حيث منحتها هذه الحقيقة، القوة لمحاربة المرض بكل شراسة وبدعم من زوجها، "الذي طلب من الطبيب القيام بأقصى الإجراءات لضمان عدم عودة المرض لي مرة أخرى، فأجريت عملية استئصال للثديين بناء على طلب الزوج"، وفقا لقولها.
ويحرص الزوج على أن تكون زوجته بحالة جيدة، معبرا عن ذلك بقوله "لم يهمني شيء في ذلك الوقت الحالي، سوى المحافظة على حياة زوجتي، فهي عصب الحياة في المنزل، وبقاؤها أهم من أي شيء آخر".
ويسترجع الغولة، الفترة التي أبلغ فيها بإصابة زوجته بالسرطان، موضحا "أخبرنا ولدينا اللذين كانا عمرهما 11، و13 عاما آنذاك، بحقيقة مرض الأم والإجراءات التي يجب أن تتخذ لمواجهة الأمر".
وتعقب المقدسي بأنها لم ترد هي وزوجها أن يخفيا على ابنيهما الأمر،"لأننا أردنا أن نهيئهما لأي احتمال، وشعرنا أنهما حزنا كثيرا، وأخبراني أنهما لا يريدان، أن يرياني من دون شعر، لكن زوجي، أعلمهما أن الأهم وجود الأم بيننا".
وتبين المقدسي أن زوجها قام بحلاقة شعر رأسها بنفسه، قبل الخضوع لجرعات العلاج الكيماوي، وقال لها "هذا أفضل لنفسيتك أن تحضري نفسك لهذا المصير المؤقت، وأن تعلمي أنك أنت من أزلت شعرك وليس الكيماوي"، مؤكدة أن "ذلك الإجراء خفف عني الكثير، لأن الشعر سيعود للنمو مجددا، فيما كان الأمل أن أعود بحياتي من أجل أولادي".
استمرت رحلة العلاج للمقدسي ثمانية أشهر، مشيرة إلى أن أصعب فترة مرت عليها، "معرفتي بالخبر حيث شكل لي صدمة، وكذلك الفترة القاتلة نفسيا كانت فترة الانتظار لمعرفة مرحلة المرض، بعدما أخذوا الخزعة لفحصها، أما الفترة القاتلة جسديا كانت فترة العلاج الكيماوي التي أنهكنت جسدي".
ولا تنسى المقدسي، فضل والدتها عليها، التي عطلت حياتها للجلوس مع أولادي والاهتمام بهم في هذه الفترة، "حيث كنت في حالة حرجة جدا ووقفت إلى جانبي ومنحني الصبر والقدرة على المواجهة".
وبعد أن أنهت العلاج الكيماوي، انتقلت المقدسي مع زوجها إلى الولايات المتحدة، للتأكيد من شفائها من المرض، "حيث أخبروني هناك ان العلاج في الاردن يدل على ان المستوى الطبي بشكل متقدم"، حسب ما تقول.
وبينت أن الخدمة في مركز الحسين كانت رائعة، والجميع كان متعاونا وكنت أتلقى اتصالات من مجموعة سند، لكي يدعموني نفسيا، ولكن الحمد الله كنت في أسرة لم تدعني أحتاج الى شيء فزوجي رافقني طيلة فترة العلاج".
ولا تنسى تحمل ولديها اللذين تسلحا بالصبر، وقدما لها الدعم والفخر وخصوصا أنهما درسا أكثر وحصلا على تفوق خلال فترة مرضي فقط، ليثبتا لي أنهما متماسكان ويريدان مني أن أكون مرتاحة، فطيلة فترة مرضي لم أذرف الدموع ولم أحزن لأن عائلتي الجميلة لم تدع لي المجال لذلك واعطوني كل الحب وانتصرت على المرض".
وتشعر المقدسي بعد شفائها بطعم مختلف للحياة، فأصبحت تنظر إلى كل شيء بنظرة مختلفة، منوهة إلى أن "الحياة أغلى من أن نضيعها في ما لا يستحق، وعلينا أن نعيش كل لحظة وأن نشبع جيدا من النعم التي نحظى بها، وأن نعطي أولادنا وأنفسنا كل ما نستطيع لجعل الحياة أجمل".